جيهان السادات تدافع بشدة عن كامب ديفيد

جيهان السادات تدافع بشدة عن كامب ديفيد

فيما يبدو وكأنه رد على الانتقادات المتزايدة لاتفاقية كامب ديفيد ، نشرت
صحيفة وول ستريت الأمريكية فى عددها الصادر الخميس مقالاً للسيدة جيهان
السادات أرملة الرئيس المصري الراحل أنور السادات دافعت خلاله بشدة عن
الاتفاقية قائلة :" إسرائيل تعيش جنباً إلى جنب مع مصر لما يقرب من 30
عاما فى حالة سلام وعلى الفلسطينيين والإسرائيليين أن يعيشوا أيضا في سلام
، الفلسطينيون يستحقون أن يعيشوا أحراراً فى دولة خاصة بهم، كما يستحق
الإسرائيليون حياة آمنة بين ملايين العرب".

وفي
المقال الذي جاء بعنوان "دروس كامب ديفيد" والذي استعرضت خلاله رؤية
الرئيس الراحل أنور السادات فى تحقيق السلام بالشرق الأوسط بمناسبة الذكرى
الثلاثين لتوقيع اتفاقية كامب ديفيد ،أضافت السيدة جيهان السادات" اتخذ
زوجى خياراً صعباً عندما جعل السلام على قائمة أولوياته السياسية
والشخصية، لذا، اخترت أن أؤيده بكامل قوتى، على الرغم من معرفتى أننى قد
أفقده ، ويتعين علينا نحن أبناء الشرق الأوسط أن نختار أن نفعل الذى يجب
فعله للسلام، وحينها فقط ستستطيع أجيال المستقبل ببطء تحرير أنفسهم من
المعوقات التى تشوه تاريخنا، السلام هذه الكلمة هو الهدف ، هو المحور الذى
تدور حوله حياتى، وأتمنى أن يحقق الرئيس الأمريكى، ورئيس الوزراء
الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، والقيادة الفلسطينية، والقادة العرب حلم أنور
السادات فى إحلال سلام عادل وشامل لجميع شعوب الشرق الأوسط".

واستطردت
" وقع منذ 30 عاما، أنور السادات ومناحيم بيجين، وجيمى كارتر، اتفاقية
كامب ديفيد للسلام التى كانت تاجا على رأس زوجى فى مرحلته، التى بدأها فى
أكتوبر عام 1970، بعد موت جمال عبد الناصر المفاجئ ، ولقد طلب زوجى عقب
موت عبد الناصر من السفير الأمريكى أن يخبر الرئيس ريتشارد نيكسون أن مصر
تريد السلام ، ولكن لم يتلق السادات أى رد، وذلك لأن مصر كانت دولة مهزومة
فى ذلك الوقت وإسرائيل كانت احتلت سيناء فى حرب 1967 ، وعلى الرغم من ذلك،
قلب انتصار مصر فى حرب أكتوبر عام 1973، الأوضاع رأسا على عقب، ووضع
السادات فى موقف أفضل لممارسة جهده فى تحقيق السلام.

وتابعت"
وعندما أعلن السادات فى خطابه للبرلمان المصرى فى نوفمبر عام 1977، أنه
ينوى صنع السلام مع إسرائيل ، وأصيب الحضور،الذى ضم ياسر عرفات، بالذهول
الكامل من كلام السادات فى بداية الأمر، ولكنهم بعد دهشتهم صفقوا إعجاباً
بماعرضه السادات من وجهة نظره ، وعندما وصل السادات إلى القدس بعدها بعشرة
أيام، قالت له رئيسة الحكومة الإسرائيلية جولدا مائير، لقد كنا فى انتظارك
، تاخرت علينا ، وانشغل القادة العرب بالهجوم على السادات لمدة شهور بعد
زيارته التاريخية لإسرائيل، وزاد أملنا عام 1979، فى أن تكون اتفاقية كامب
ديفيد بداية إحلال سلام شامل فى منطقة الشرق الأوسط، ولكنه أمل لم يحدث ".

وأضافت "وعلى الرغم من ذلك، فى عام 1993، عندما تصافح كلاً من
إسحاق رابين وياسر عرفات على فى حديقة الورود فى البيت الأبيض، بدا السلام
بين الإسرائيليين والفلسطينيين وشيكا، وكذلك كان الوضع ممكنا مرة أخرى عام
1996، عندما صنعت الأردن السلام مع إسرائيل. ولكن فى مجمل الأمر،اختفى حلم
السادات النبيل فى تحقيق السلام، بل واختفى كلياً فى بعض الأوقات عندما
اشتد القتال بين الفلسطينيين والإسرائيليين ، بينما وقفت سوريا ولبنان
مكتوفة الأيدى، فى انتظار الذى سيحدث بعد ذلك ، فى ظروف مثل تلك، كيف يأمل
أى إنسان فى السلام ولكنى لدى أمل فى السلام وفى إمكانية تحقيقه، خاصة
الآن مع تصاعد حدة التوتر، فقد حان الوقت لكي نعيد فحص أفكار زوجى لصناعة
السلام ، خاصة وأن شعوب المنطقة ترغب فى إحلال السلام، ويجب على قادتها
الالتزام بتحقيقه والحفاظ على السلام الذى يريده المواطنون".

وانتهت
جيهان السادات إلى القول :" أخيراً، يتعين علينا التحلى بالإيمان، فلن
يستطيع أياً كان أخذ المخاطر السياسية والشخصية المطلوبة لتحقيق السلام فى
الشرق الأوسط دون أن يرغب أولاً فى اعتناق إرادة الله فى أن نحب أعدائنا ،
يجب علينا أن نسامح ، قال كارتر فى إحدى المرات إن زوجى كان أكثر تطلعا
إلى المستقبل أكثر من التركيز على الكراهية والعيش فى الماضى الدموى،
ويتعين على قادة اليوم أن يجعلوا السلام والمستقبل أمام أعينهم".

مؤيد ومعارض

وتأتي
مقالة جيهان السادات في الوقت الذي احتدم فيه الجدل بين المصريين حول جدوى
اتفاقية كامب ديفيد التي وقعت في 26 مارس عام 1979 بين الرئيس المصري
السابق محمد أنور السادات ورئيس وزراء الكيان الإسرائيلي آنذاك مناحيم
بيجن.

ويرى البعض أن هذه الاتفاقية عززت مكانة إسرائيل في العالم
وثبتت أقدامها فيما تلقى الدور الريادي المصري في المنطقة العربية ضربة
قاصمة ، وشهد تراجعا واضحا ، وفي المقابل يرى البعض الآخر أن الاتفاقية
لها فوائد حيث تفرغت مصر بعد توقيعها للتنمية وليس للتأهب العسكري
المتواصل، بالإضافة إلى أن تراجع الدور المصري ليس بسبب الاتفاقية وإنما
بسبب السياسة التي اتخذتها الحكومة المصرية في السنوات الأخيرة ، حيث أن
اتفاقية كامب ديفيد أنهت ما قبلها وهو حالة الحرب ولكنها لم تشرع لما
بعدها.

وبالنسبة لمؤيدي وجهة النظر الأولى ، يرى السفير عبد الله
الأشعل مساعد وزير الخارجية المصري السابق أن الدور العربي للقاهرة تراجع
مع توقيع الرئيس الراحل أنور السادات اتفاقية كامب ديفيد عام 1979 والتي
استهدفت عزل مصر عن أمنها القومي العربي وتخليها عن القضية الفلسطينية،
رغم ما تمثله فلسطين من أهمية كبرى للأمن القومي المصري، لافتا إلى الرفض
الشعبي الواسع للاتفاقية ومحذرا من التهديدات الإسرائيلية المتكررة لسيناء
والحدود المصرية.

وفي السياق ذاته ، وصف الباحث المصري محمد عصمت
سيف الدولة اتفاقية كامب ديفيد بالصفقة بين أمريكا وإسرائيل من جهة،
والرئيس السادات من جهة أخرى، مقابل عودة سيناء، وشريطة تخلي مصر عن
القضايا العربية، بحيث تحولت الاتفاقية مع مرور الوقت إلى دستور يحكم
العلاقات المصرية الإسرائيلية لا يجوز الاقتراب أو النيل منه.

ودعا
سيف الدولة إلى ضرورة إسقاط اتفاقية كامب ديفيد كونها "غير مشروعة"
ومخالفة نصوصها لقانون المعاهدات الدولية الصادر عام 1969 ، وأوضح أن
توقيع مصر للاتفاقية مع إسرائيل يتضمن مخالفة للدستور المصري الذي تنص
المادة الخامسة منه على أن مصر جزء من الأمة وتعمل على تحقيق الوحدة
الشاملة.

أيضا ، قال الدكتور حلمي شعراوي مدير مركز البحوث العربية
والإفريقية:" اتفاقية كامب ديفيد من آثار الاستعمار الأمريكي لمنطقة الشرق
الأوسط" ، مؤكدًا أن المكاسب الإستراتيجية لإسرائيل من هذه الاتفاقية
أسهمت في تعزيز وجودها من خلال عدة أمور أبرزها :السيادة المحدودة على
سيناء والانفراد بالفلسطينيين ، حيث أن الاستقلال المصري والسيادة أصيبتا
لأن ربع مساحة مصر منزوعة السلاح في سيناء وبالتالي هذا يتيح انفراد
إسرائيل بالفلسطينيين كما حدث في حرب غزة الأخيرة ، بجانب المرور
الإسرائيلي من قناة السويس وهذا مكسب تاريخي لإسرائيل أتاح لها التغلب على
الحصار المفروض عليها.

كما قال الكاتب السياسي عبد العال الباقوري
في ندوة بعنوان "ثلاثون عاما على المعاهدة المصرية الإسرائيلية" عقدت
بنقابة الصحفيين بوسط القاهرة مؤخرا :" كون هذه الاتفاقية لا مدى زمني لها
يعد مخالفة صريحة لأن كل اتفاقية تراجع أو تنتهي من تلقاء نفسها بعد مرور
30 عاما ، المادة الرابعة في اتفاقية كامب ديفيد تؤكد إن المراجعات يمكن
أن تكون حول الترتيبات الأمنية حسب رغبة أي طرف من الطرفين وهذا يتيح
تعديل الترتيبات الأمنية بالنسبة لوجود القوات المصرية في سيناء" .

وأوضح
أن هناك خيارات ثلاثة متاحة بعد مرور 30 عاما على اتفاقية كامب ديفيد
وينبغي أن تراجع الاتفاقية من خلال هذه الخيارات وهي إلغاء الاتفاقية أو
تحسين بنودها أو تعديلها ".

ومن جانبه ، قال الدكتور بطرس غالي
الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة ورئيس المجلس القومي المصري لحقوق
الانسان:" إن امكانية تعديل اتفاقية كامب ديفيد للسلام بين مصر واسرائيل
واردة لكن بشرط موافقة الطرفين خاصة في ظل متغيرات عديدة تستدعي ذلك
التغيير في ضوء الأحداث التي وقعت مؤخراً علي الحدود بين مصر وغزة".

وأبدى
غالي الذي كان الساعد الأيمن للرئيس المصري الراحل أنور السادات في إبرام
اتفاقية كامب ديفيد تعاطفاً مع أهالي قطاع غزة خاصة الذين يواجهون حصاراً
اقتصادياً قاسياً على يد اسرائيل ، وقال :"إنه يتعين على مصر أن توفر لهم
كل متطلباتهم الغذائية والتموينية حتي تحول دون عودتهم الى داخل الأراضي
المصرية مثلما حدث في أواخر شهر يناير الماضي".

وفي مواجهة
الآراء السابقة المعارضة والمتحفظة على الاتفاقية ، رفض رئيس مجلس الشورى
المصري وأمين عام الحزب الوطني الحاكم صفوت الشريف الاستجابة للمطالبات
التي تنادي بضرورة إجراء تعديلات على اتفاقية كامب ديفيد ، مؤكدا أن مصر
قادرة على الدفاع عن ترابها الوطني دون تعديل لاتفاقيات.

وأضاف "
التزامات مصر الدولية تجعلها دائما محل احترام ولكن هذه الالتزامات لا
تحول دون الدفاع عن أراضيها ضد من تسول له نفسه الاعتداء على أمنها" ،
لافتا إلى أن مصر قادرة بقواتها المسلحة وشعبها على أن تقف سدا منيعا يردع
كل من تسول له نفسه أن يقترب من ترابها المقدس دون تعديل الاتفاقية.

ومن
جانبه ، يرى سفير مصر السابق لدى الأمم المتحدة نبيل العربي أن اتفاقية
كامب ديفيد وإن كانت بها بعض الثغرات إلا أنها ليست المسئولة عن تراجع
الدور المصري ، لأنها أنهت حالة الحرب التي كانت قائمة قبلها ولكنها لم
تشرع لما بعدها ، موضحا أن تراجع الدور مرتبط بسياسات اتخذتها الحكومة
المصرية في السنوات الأخيرة.

نايس يا يوسف علي موضوعك الجامد وشكرا علي المعلومات

أها علشان جوزها هو إللي عملها

صحيح كوسه شكررررررررررررررررررررررررا للمرور

شكرا للموضوع الجميل

شكرا للموضوع الجميل

» جيهان السادات: اسرائيل لن تزول..وكنت متأكدة من أن السادات سيقتل
» الرئيس محمد انور السادات رحمه الله ......تحية لرجل احب مصر فاحبته مصر
» برشلونة الاسباني يقترب أكثر من ديفيد فيا
» ديفيد فيا: أرغب فقط في الانتقال لريال مدريد
» أكبر التحقيقات حول اغتيال السادات