السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في وسط بحثي اليومي عن موضوعات جميلة علي صفحات النت وجدت مقالة عجبتني جدا أقل ما توصف بالمقالة
الذهبية والصراحة أثرت فيا جامد أدعوكم لقراءتها إلي أخرها
فقد المسلمون الهيبة عندما تخلو عن البوصلة الحقيقية لمعرفة شخصية الرسول ولو كان المسلمون يتعاملون بالأخلاق المحمدية الحقيقية كما هي لحدث غير الذي حدث
اسم الرسول محمد "ص" يتكرر على المآذن عدة مرات في اليوم في مشارق الأرض ومغاربها، وكل مسلم ـ من عدد المسلمين البالغ نحو مليار ونصف نسمة ـ يصلي ويسلم عليه في كل صلاة..، ويكرر المسلمون ليلا ونهارا فداك أبي وأمي ونفسي يا رسول الله؛ .. هل يدرك المسلمون معنى ذلك، وماذا يجب عليهم اتجاه هذه الشخصية الخارقة رحمة العالمين (رحمة للبشرية)، التي ينبغي أن تكون شخصية نموذجية عملية حية من خلال ممارساتهم اليومية، وهل بعض التفاسير والتأويل لبعض الروايات الموجودة في كتب التراث ساهمت في تشويه صورة الرسول الاعظم والاساءة اليه وللاسلام والمسلمين!؟
لقد عمت المظاهرات والاعتصامات الاحتجاجية والتنديد وتفعيل المقاطعة من قبل المسلمين في اغلب الدول الإسلامية استنكارا للرسوم المسيئة للرسول محمد "ص" المنشورة في عدد من الصحف الغربية المتطرفة التي مازالت مصرة على مواصلة الإساءة بحجة الحرية...لاسيما إن الشخصيات العالمية الدينية والثقافية والسياسية والمؤسسات الدولية والإعلام العالمي يدعو للتقارب بين الحضارات ومد جسور التواصل والتعاون بين الشعوب وأبناء الأديان والثقافات، وتعميم حالة التعايش والتسامح والمحبة والحرية بين أبناء البشر!
ساؤلات حول الإساءة
هل ما يقوم به المسلمون (مليار ونصف مسلم) من ردة فعل كتعبير عن سخطهم وغضبهم.. كفيل برد الاعتبار وتغيير الصورة السلبية في الإعلام الغربي عن الرسول الأعظم محمد"ص"؟
هل تساءل المسلمون عن الأسباب والحجج التي جعلت هذه الصحف تقوم بالإساءة للرسول، وما أفضل السبل لمعالجة المشكلة والأسباب بشكل جذري، وبالذات الأخطاء التي ظهرت من قبل أبناء الدين الإسلامي البعيدة عن الأخلاق المحمدية الحقيقية والتي استغلت بفكر شيطاني؟
هل أبناء الأمة الإسلامية يتصفون بالأخلاق المحمدية الأصيلة، وهل يتخذون من النبي محمد "ص" أسوة وقدوة حسنة في حياتهم، ونموذجا عمليا في تعاملاتهم أم لا؟ وهل ساهمت أخلاقيات أبناء الأمة الإسلامية بعد وفاة النبي في الإساءة للنبي الكريم، والإساءة للدين الإسلامي، ونشوب الخلاف والخلافات بين أبناء الأمة الإسلامية؟
وهل جرأة البعض ومنهم الغربيين على الإساءة للنبي الكريم نتاج لإساءة المسلمين للنبي من غير قصد من خلال التركيز الكبير على تفسير بعض الآيات والروايات بشكل لا يخدم الشخصية المحمدية والرسالة الإسلامية؟، وهل هناك من يستغل الحملات الإعلامية والدعوة للمقاطعة لتحقيق مآرب شخصية ومنافع مادية بأسم الدفاع عن الرسول؟
محمد "ص" النموذج الأكمل
ماذا يجب على المسلمين اتجاه شخصية الرسول محمد "ص"؟
جاء في القران الكريم ".. لكم في رسول الله أسوة حسنة" أراد الخالق عز وجل من خلال هذه الآية الكريمة تقديم نموذجا بشريا للبشر من جميع الأديان والعروق، لما للنموذج من تأثير على تكوين الشخصية، وأراد الخالق أن تكون شخصية خاتم الأنبياء والمرسلين حبيبه الرسول محمد "ص" هي الشخصية النموذجية الحسنة لكل أبناء البشر، ولكل من يسعى إلى السعادة في الدارين الدنيا والآخرة حسب مواصفات الخالق؛ وللمحافظة على النموذج من الخدش والتقصير والإساءة قال الله جل وعلا (وما ينطق عن الهوى ان هو إلا وحي يوحى) تأكيدا على العصمة والنزاهة، كما طالب الله من الذين امنوا به أن يصلوا ويسلموا عليه (يأيها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما)؛ فشخصية الرسول الأعظم محمد "ص" شخصية نموذجية عملاقة مميزة منذ أن بزغ نوره أي قبل أن يكلف بتبليغ الرسالة بشكل رسمي، واستطاع أن يؤثر على الآخرين، ويستقطب احترام الجميع، ومنهم من أساء إليه في حياته من سادة قريش .. ويلقب بالصادق الأمين، فرض شخصيته واحترامه من خلال ممارسته العملية الأخلاقية والتعامل النبيل، وأن يتغلب على جميع المشاكل وان يجد الحلول لكل مشكلة، وان يجعل العالم الذي حوله يعيش في حضارة وبحبوحة من الأمن والأمان والسلام والسعادة..، وان يقضي على الفوضى والاعتداءات والحروب وسفك الدماء واستعباد البشر، ووأد النساء... بفضل ما يتمتع به من أخلاقيات فاضلة ومعاملة حسنة.
نموذج عملي لا يموت
لقد حرص الرسول الأعظم محمد "ص" طوال مسيرته المباركة أن يكون نموذجا وقدوة وأسوة حسنة، وشخصية عملية حية لجميع البشر وبالذات لأبناء الأمة الإسلامية ـ الذين يدعون محبته والسير على منهجه ـ، من خلال حركاته وسكناته وأفعاله وأقواله وتقاريره .. التي تعتبر حجة ودليلا شرعيا.
وحرص النبي محمد أن تكون شخصيته نموذجا حيا لا تموت من خلال تمسك محبيه بسنته الحقيقية في تعاملاتهم وسلوكياتهم العملية بالأخلاق الفاضلة..، لعلمه بفائدة وآثار تلك الأخلاقيات والتصرفات على المجتمع الإنساني من مسلمين وغيرهم، وعلى سمعة الدين الإسلامي، وبناء العلاقات المحترمة مع غير المسلمين عبر احترام معتقداتهم وأفكارهم (لكم دينكم ولي دين) و(لا اكره في الدين).
| <table width="100%"><tr><td></TD></TR></TABLE> |
ولكي تكون شخصية الرسول محمد "ص" شخصية نموذجية عالمية محببة لجميع البشر.. ـ لان الصفات الاخلاقية التي يتصف بها الرسول الاعظم "ص" (الايثار والتسامح والتواضع والاحترام والصدق والاخلاص والحياء .. وغير ذلك) صفات اخلاقية يحتاج اليها الجميع ـ. لا بد من نشر سيرته الحسنة الخارقة والساحرة بطرق حضارية، وتحلي محبيه بأخلاقه الفاضلة، والابتعاد عن كل ما يسئ، والابتعاد عن كل ما يساهم في تحول اسم محمد "ص" إلى مجرد اسم للتعصب والتقديس، وقشور بدون محتوى، وشعار يتكرر على الألسن فقط بدون مبادئ وقيم وآثار ايجابية على الشخصية المحبة!
جاء على لسان النبي: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، و"أكملكم إيمانا أحسنكم خلقا"، "لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم"، وجاء على لسان حفيده الإمام جعفر الصادق بأهمية التطبيق العملي والفعلي للأخلاق المحمدية وليس فقط باللسان: "كونوا دعاة لنا بغير ألسنتكم"، وقال "كونوا زينا لنا ولا تكونوا شينا علينا".
كما إن شخصية الرسول محمد "ص" شخصية نموذجية فريدة قادرة على فرض ذاتها واحترامها على كل من يقابلها أو يطلع عليها بحيادية، يقول الأديب الفرنسي الكبير الفونس لامارتين: إن محمدا اقل من الإله وأعظم من الإنسان العادي أي نبي.
هل أخلاق مليار ونصف مسلم في عالم اليوم تتفق مع أخلاق الرسول محمد "ص"؟ وهل ساهم المسلمون بعدم اتخاذ الرسول قدوة حسنة ونموذج في سلوكياتهم العملية، وعدم احترامهم لخصوصية الطرف الأخر وغياب الحرية والتعددية والتعايش مع الأديان كما طالب الرسول في حياته، بالإضافة إلى غياب الإعلام المؤثر والكتب التي تتحدث عن شخصية الرسول..، في الإساءة وتشويه صورة سمعة الرسول محمد "ص"؟!
الإساءة للرسول محمد
الإساءة للرسول الكريم "ص" ليست جديدة...، لقد بدأت منذ حمل عليه الصلاة والسلام راية إصلاح المجتمع، وتبليغ رسالة الإسلام، إذ تحمل جميع أصناف الإساءة والاضطهاد والظلم والأذى حيث قال: (ما أذي نبي مثل ما آذيت)، فهناك من أساءوا إليه عندما وجدوا أن سيادتهم ومكانتهم ونفوذهم وسلطتهم وظلمهم وأهوائهم تتبخر مع انتشار قيم مبادئ رسالة العدالة والمساواة والمحبة والسلام (الدين الإسلامي)، وهناك من أساءوا إلى النبي لأسباب قبيلة وطبقية ونفسية ـ الغيرة والحسد ـ، ومن القريب قبل البعيد ـ، كما هناك من أساءوا إلى النبي ممن عاشوا في عصره الذين لم يستطيعوا أن يذوبوا في شخصيته ومبادئه، ويغرفوا من منابع علمه وحكمته وأخلاقه، والاستفادة بشكل صحيح من وجوده بينهم؛ وإنما تعاملوا معه من باب المصلحة والاستغلال للصحبة والمحبة ... وهناك صور كثيرة في تراثنا الإسلامي تتحدث عن ذلك، والتي أصبحت بارزة وظاهرة بعد وفاته، وما حدث من تمزق بين أبناء الدين والأصحاب إلا دليل على ذلك! ومازالت الإساءة من قبل من يدعون محبة الرسول تحدث في عصرنا الذين شوهوه صورة الإسلام وأساءوا لسمعة الرسول محمد"ً بسبب أفكارهم المتشددة والمتطرفة، وتعاملهم مع من يختلف معهم في الدين والمذهب والفكر بالعنف والتكفير والقتل، وابتعادهم عن الأخلاق المحمدية (الرحمة والمحبة والرأفة والدعوة بالتي هي أحسن) ونسوا أن الدين هو المعاملة الحسنة، كما ان هناك فئة تريد أن تستغل الهجمة المسعورة والإساءة الكبيرة لتحقيق مآرب شخصية ومنافع مالية!
الرسالة المحمدية هي الحل
أفضل حل لازمة الإساءة للرسول الأعظم محمد "ص"، ورد الاعتبار له صلى الله عليه واله يتم من خلال الرجوع إلى منابع الرسالة المحمدية واستنهاض الفكر المحمدي الأصيل، والذوبان في بحر علمه وأخلاقه وفكره، وتفعيل شخصيته واتخاذها قدوة وأسوة حسنة، ونموذجا عمليا في الحياة العامة، وتحويل أخلاق وقيم الرسول إلى تطبيق عملي في العلاقة مع الآخرين من مسلمين وغيرهم.
فالديانة الإسلامية هي خاتمة الرسالات وهي قادرة على استيعاب جميع الأديان والملل والثقافات لأنها تعترف بجميع الأديان السماوية ـ دين المحبة والسلام والأمن والعدالة والاحترام والتسامح والانفتاح ـ، وان محمد "ص"خاتم النبيين والمرسلين هو رسول رحمة للعالمين لجميع الشعوب.
كما ينبغي إعادة النظر في كتب التراث الإسلامية، والبعد عن كل التفاسير والتأويل التي لا تخدم الدين، وتسيء إلى سمعة الرسول، وضرورة تربية أبناء الأمة الإسلامية من المنزل والمدرسة والمجتمع على التخلق بالأخلاقيات المحمدية الأصيلة..الأخلاق التي تدعو للمعاملة الحسنة، والاعتراف بخصوصية الاخر واحترام حريته ومعتقده، والتعامل مع من يختلف في العقيدة والفكر ومن يسيء كما تعامل الرسول محمد. (لكم دينكم ولي دين) و(لا اكره في الدين) و(الدين حسن المعاملة).
لقد فقد المسلمون الهيبة عندما تخلو عن البوصلة الحقيقية لمعرفة شخصية الرسول محمد "ص" لأنهم اخذوا بالقشور لشخصيته وتخلوا عن اللب..، ولو كان المسلمون يتعاملون بالأخلاق المحمدية الحقيقية العالية السامية كما هي لحدث غير الذي حدث، ولقال الآخرون من أتباع الملل الأخرى نعم ما رباكم وعلمكم رسولكم، وتأثروا برسالة الإسلام.
لقد تجرأ هؤلاء على النبي الأعظم وعلى الإسلام والمسلمين نتيجة استهتار بعض المسلمين بالأخلاق والفكر المحمدي الأصيل، ومحاربة البعض للمناسبات التي تحيي وتمجد ذكرى محمد وال محمد كمناسبات المولد المبارك.
علاج المشكلة
والمشكلة الحقيقة التي تجعل أكثر من مليار ونصف مسلم عاجزين عن إيقاف الإساءة للرسول محمد"ص"، وإصلاح أوضاعهم وتخلفهم وتشرذمهم...، غيابهم عن مدرسة الفكر المحمدي الرسالي، والاخلاق الإنسانية النبيلة، وعدم التزود من نفحاته الإيمانية الطاهرة.
وحان الوقت للعودة إلى منابع هذه المدرسة الخالدة، وجعلها نموذجا عمليا، لتعريف العالم بشكل عملي بحقيقة شخصية الرسول في ظل التشويه من قبل أعداء الرسالات السماوية والقيم الإنسانية.
وقد امر الخالق افراد الامة بالصلاة والسلام على محمد وال محمد كما جاء في كتابه..( يأيها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما)، كما طالب الرسول "ص" (... قولوا : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد)، و(اللهم صل على محمد وآل محمد، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم ...) وفي ذلك تقوية للرابطة مع مدرسة خاتم الانبياء، وباب للرحمة والاستجابة والتوفيق والبركة ..، و(لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة).
var imgIndex = 0;
var imgArr = new Array();