ضغوط أوروبية علي حكومة نتنياهو لاستئناف السلام

توقعت مصادر في الاتحاد الأوروبي أمس ان تشهد العلاقات الأوروبية بالحكومة
الإسرائيلية الجديدة حالة من البرود إذا لم تعمل هذه الحكومة من اجل عملية
السلام مع الفلسطينيين.

وكان عدد من وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي قد ذكروا في تصريحات
نشرتها النسخة الالمانية لصحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية أول أمس ان
اوروبا ستضطر لتعليق المحادثات التي تم الاتفاق عليها العام الماضي بشأن
تعميق العلاقات مع إسرائيل إذا لم تبذل حكومة نتنياهو جهودا واضحة في
اتجاه حل اقامة الدولتين.

وذكر وزير خارجية لوكسمبورج جان اسبليورت للصحيفة انه في حال حدوث ذلك فإن اوروبا لن تحتاج للحديث عن تطوير العلاقات.


وكان وزير الخارجية البرتغالي لويس امادو قد اتخذ موقفا مشابها في وقت
سابق حيث بعث برسالة إلي نظيره التشيكي كارل فون شوارزنبرج الذي ترأس
بلاده الدورة الحالية للاتحاد الاوروبي.. وابلغه خلالها بانه يتعين اعادة
النظر في مسألة تعميق العلاقات مع اسرائيل في حال عدم موافقة إسرائيل علي
وقف بناء مستوطنات جديدة في الأراضي الفلسطينية.

كما اكد وزير خارجية فنلندا الكسندر شتوب وجود ارتباط واضح بين تعميق
العلاقات مع إسرائيل وعملية السلام.. محذرا من ان الاتحاد الاوروبي لن
يخاطر بالاساءة إلي سمعته من خلال "الكيل بمكيالين" عندما يتعلق الأمر
بشروط سبق وان وصفها الاتحاد من قبل.

في الوقت نفسه رفض صائب عريقات رئيس دائرة شئون المفاوضات في منظمة
التحرير أمس تصريحات ايهود اولمرت رئيس الوزراء الإسرائيلي المستقيل حول
تقديمه عرضا للرئيس الفلسطيني محمود عباس من اجل تسوية قضايا الوضع
النهائي.. وانه لا يزال ينتظر الرد.

اشار عريقات في بيان صحفي ان تلك التصريحات تعد استمرارا "للاسطوانة
المشروخة" التي دأبت إسرائيل علي استخدامها لالقاء اللوم علي الجانب
الفلسطيني.

واوضح ان العدوان الإسرائيلي علي غزة ادي إلي الغاء جولة المباحثات
التي كان مقررا اجراؤها بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل في واشنطن 3 يناير
الماضي.

وفي تل أبيب ادعي الجيش الإسرائيلي في بيان اصدره أمس ان 60 بالمائة
علي الأقل من القتلي الفلسطينيين خلال العدوان الأخير علي غزة الذي استمر
23 يوما كانوا مسلحين.

واشار إلي أن عدد القتلي بلغ 1166 فلسطينيا بينهم 709 من المسلحين
التابعين لحركة "حماس" و"الجهاد" وبقية الفصائل المسلحة.. مدعيا بان هذه
الارقام جاءت بعد تحقيق دقيق من جانب ادارة الابحاث في الجيش الإسرائيلي.

من جانبه ذكر المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان ان عدد ضحايا العدوان
بلغ 1417 فلسطينيا.. وان ثلثي هذا الرقم من المدنيين وان 236 قتيلا بينهم
كانوا فقط من المسلحين.