مصر تدعو نتنياهو وباراك وليبرمان لزيارتها والمعارضة تندد بـ (التسامح مع من اهانوا مصر)

اعداد احمد الليثي - ذكرت الإذاعة الإسرائيلية الخميس أن مدير المخابرات العامة المصرية اللواء عمر سليمان وجه دعوة لوزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان لزيارة مصر.وتسلم ليبرمان الدعوة خلال لقاء الأربعاء مع سليمان في القدس.وتأتي هذه الدعوة بالرغم من تصريح وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط بأنه لن يصافح ليبرمان أبدا اذا التقاه.وكان الوزير ليبرمان قد أثار استياء مصر في أكتوبر الماضي بقوله "فليذهب مبارك إلى الجحيم" بسبب رفضه القيام بزيارة رسمية لإسرائيل.كما تحدث في الماضي أيضا عن إمكانية قصف السد العالي بقنبلة نووية في حالة وقوع حرب مع مصر.وحسبما أشار بيان صدر في ختام الاجتماع فقد أعرب ليبرمان عن تقديره للدور القيادي الذي تقوم به مصر برئاسة حسني مبارك في المنطقة.ونقل
راديو إسرائيل عن ليبرمان قوله إن إسرائيل ومصر ستواصلان التعاون بينهما
وهو أمر ضروري لضمان الاستقرار والأمن والسلام في الشرق الأوسط.وبطلب من القاهرة - على ما يبدو - لم يصور اللقاء بين اللواء عمر سليمان وليبرمان.وكان
مسؤول إسرائيلي قد اعلن الأربعاء، أن ليبرمان يعتبر مبادرة السلام العربية
"خطيرة" لأنها تلحظ حق عودة اللاجئين الفلسطينيين، لكنه أوضح أن "وزير
الخارجية لم يرفض مع ذلك المبادرة برمتها".وبحسب مسؤول إسرائيلي
آخر، فإن ليبرمان قال خلال اجتماعٍ للحكومة الإسرائيلية الأربعاء إن "حق
العودة هو أمرٌ لا يمكننا القبول به أبدًا".اجتماع ودعوة لنتنياهووكان
سليمان قد اجتمع قبل ذلك مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي أكد أهمية
العلاقات الإسرائيلية المصرية من الناحية الإستراتيجية.ووجه سليمان
كذلك الدعوة إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لزيارة مصر لإجراء محادثات
مع الرئيس حسني مبارك وكبار المسؤولين المصريين في مؤشر على انفراج في
العلاقات بين الدولة العبرية والقاهرة بعد الفتور الذي تلا تعيين الزعيم
اليميني المتطرف افيجدور ليبرمان وزيرا للخارجية.وسلم سليمان هذه
الدعوة باسم الرئيس مبارك وذلك خلال اجتماعه الاول برئيس الوزراء
الاسرائيلي اليميني منذ توليه مهماته في 31 مارس الماضي.واضاف مصدر اسرائيلي ان زيارة نتانياهو الى مصر قد تتم خلال "الاسابيع المقبلة".وعقب
لقائه مدير المخابرات المصرية الذي استمر ساعتين، شدد نتانياهو على
"المصالح المشتركة بين مصر واسرائيل وفي الدرجة الاولى ما يتصل بالسلام"
بين البلدين.وذكرت رئاسة الوزراء ان مسؤولين اسرائيليين امنيين
كبارا شاركوا في اللقاء في مقدمهم رئيس الاستخبارات الاسرائيلية (الموساد)
مائير داجان.واوضح المصدر نفسه ان الاجتماع تناول "العلاقات
الثنائية و"التهديدات الارهابية" ومصير الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط
والوضع في قطاع غزة" الذي تسيطر عليه حركة حماس ولا يزال يخضع لحصار
اسرائيلي.واسر شاليط (22 عاما) في 25 يونيو 2006 في عملية نفذتها ثلاثة فصائل فلسطينية عند مشارف قطاع غزة.وتطالب حماس مقابل اطلاق سراح شاليط بالافراج عن مئات الاسرى الفلسطينيين.وسيتوجه
رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الذي يعد حاليًا استراتيجيته في ما يتصل
بعملية السلام في الشرق الأوسط، إلى واشنطن في مايو للقاء الرئيس الأمريكي
باراك أوباما.وقال أحد مساعدي نتنياهو إنه "يأمل أن تؤدي الدول المهمة (في المنطقة) مثل الأردن والسعودية ومصر دورًا أكبر".وتلحظ
مبادرة السلام العربية تطبيع العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل مقابل
انسحاب الدولة العبرية من الأراضي العربية المحتلة منذ يونيو 1967، وقيام
دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، ومعالجة قضية اللاجئين الفلسطينيين
على قاعدة القرار الدولي 194، ورفضت إسرائيل هذه المبادرة خصوصًا لأنها
تتحدث عن حق عودة اللاجئين.ودعوة ثالثة لباراكوكان وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك قد اجتمع في وقت سابق الأربعاء مع سليمان.وتطرق
الاجتماع إلى قضايا إقليمية وسياسية وأمنية بينها الوضع في قطاع غزة
ومحيطه والضفة الغربية وعلى الحدود الشمالية، بالإضافة إلى موضوع الجندي
الإسرائيلي الأسير في قطاع غزة جلعاد شليط.وأكد باراك للمسؤول
المصري إن إسرائيل تولي علاقاتها مع مصر أهمية إستراتيجية وهي تعتبر
القاهرة عنصراً محورياً في التسويات الإقليمية والتعاون بين الدول في
المنطقة.كما سلم سليمان وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك، خلال
اللقاء الذي استمر ساعة وربع الساعة، دعوة رسمية من الرئيس المصري حسني
مبارك لزيارة مصر.ويقترح وزير الدفاع إيهود باراك أن تجري إسرائيل
مفاوضات سلام متوازية مع سوريا والفلسطينيين على قاعدة المبادرة العربية،
وهو الأمر الذي يرفضه ليبرمان.واجتمع سليمان أيضا مع الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز.وقام
مسئولون إسرائيليون بزيارة مصر مرات عدة منذ توقيع اتفاق السلام في 1979
إلا أن مبارك لم يقم بأي زيارة رسمية إلى الدولة العبرية.وفي
الاسابيع الاخيرة عبر مسؤولون امنيون اسرائيليون عن ارتياحهم لتصميم اكبر
من جانب السلطات المصرية في مكافحة تهريب الاسلحة الى حماس.لكن على
الصعيد السياسي، ما زالت مصر على خلاف كامل مع الحكومة الاسرائيلية،
فالقاهرة تدعم انشاء دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة بعد انسحاب
اسرائيل من الاراضي التي احتلتها في 1967 وتطالب بوقف الاستيطان.من
جهتها، ترفض حكومة نتانياهو انسحابا من هذا النوع ولا تفكر في اقامة دولة
فلسطينية تتمتع بالسيادة وتعتزم مواصلة الاستيطان في الضفة الغربية.المعارضة تندد بمد الجسور مع إسرائيلوفي
سياق متصل ندد رموز في المعارضة المصرية بزيارة الوزير عمر سليمان رئيس
المخابرات العامة لتل أبيب قبل أن يعتذر وزير الخارجية الإسرائيلي ليبرمان
عن تصريحاته المستفزة والتي أهان خلالها الرئيس مبارك ولوح بنسف السد
العالي بقنبلة نووية.وعبر عضو البرلمان عن كتلة المستقلين ووكيل
مؤسسي حزب الكرامة حمدين صباحي عن شعوره بخيبة الأمل لأن النظام المصري لم
يضغط حتى على الكيان الصهيوني ليجبر ليبرمان على الاعتذار لمصر حكومة
وشعباً.وأضاف أن تجرؤ المتطرف ليبرمان على مصر الرسمية والشعبية ما
كان له أن يمر مرور الكرام لو أن نظام الحكم المصري قوي وقادر على أن
يتصدى للهجوم العلني الذي يتعرض له من قبل رموز الكيان المعتدي والمحتل
للأراضي العربية.واعلن أنه ضد وجود أي علاقات دبلوماسية مع إسرائيل طالما إحتلت شبراً واحداً من الأراضي العربية.وانتقد
صبحي صالح المحامي وعضو مجلس الشعب عن جماعة الإخوان قرار السفر المفاجئ
للمسؤول المصري البارز في ظل وجود تلك الحكومة اليمينية المتطرفة والتي
تعد حكومة حرب بامتياز.وأشار إلى أن الجرائم التي ترتكبها إسرائيل في القطاع كان ينبغي أن تكون سبباً مباشراً قي تجميد إتفاقية كامب ديفيد.وانتقد
المستشار يحيى الجمل رئيس حزب الجبهة السابق تجاوز النظام المصري للإهانات
التي وجهها ليبرمان للمصريين وعدم طلب التحقيق فيها وتقديم إعتذار عنها.وأوضح
إعتقاده بأن حكومة نتنياهو التي تضم أسماء تنتمي لعالم الحرب ولا تؤمن إلا
بلغة الدماء لايمكن أن تفكر في السلام لذا فإن إنتظار أي خير منها هو نوع
من الحماقة السياسية التي لا ينبغي للنظام المصري أن يقع فيها.ودعا
الفنان محمد صبحي لإغلاق كافة قنوات الحوار مع الإسرائيليين معتبراً
إستمرار وجود علاقات بعد ما تعرضت له غزة من الإعتداء وجرائم الحرب هو تخل
عن المصالح العليا للوطن وللأشقاء.وفي ذات السياق إعتبر عبد الحميد
الغزالي المستشار السياسي لجماعة الإخوان المسلمين إصرار رموز النظام
المصري على مد الجسور مع الإسرائيليين في الوقت الراهن خروجا على المصالح
العليا للشعب الفلسطيني.وأكد أن ليبرمان يميني متطرف يقف في وجه
مساعي السلام بعدما صرح بالعديد من التصريحات العدائية ضد العرب
والفلسطينيين وقد دعا من قبل لضرب غزة بقنبلة نووية لذا فإن لقاءه لن يكرس
لخدمة القضية الفلسطينية وإنما سيخدمه شخصياً حيث سيبيض وجهه أمام العالم
بعد أن ظل إسمه مقروناً بالدعوة لفناء الآخر وتدمير الفلسطيني والدعوة
لتصفية القضية نهائياً وتهويد القدس وطرد أهلها.كما أعرب الداعية
الاسلامي الدكتور صفوت حجازي عن رفضه لأي زيارة يقوم بها مسؤول مصري أو
عربي لإسرائيل لما فيها من منح لمزيد من الشرعية للإسرائيليين في مقابل
إضعاف موقف المقاوم الفلسطيني الذي هو يمثل بوابة الأمل الوحيدة في طريق
تحرير كامل التراب الفلسطيني.وانتقد يحيى حسين منسق حملة "لا لبيع
مصر" إستمرار محاولات تودد النظام المصري للكيان الإسرائيلي بالرغم مما
كشفت عنه الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة من همجية إسرائيلية غير
مسبوقة.وطالب حسين بضرورة أن تضغط قوى المعارضة المصرية على النظام
من أجل حثه على أن يكف عن إتخاذ مزيد من الخطوات في طريق التقرب من
إسرائيل بالرغم من إعلان عدد من رموز الحكومة الجديدة في تل أبيب عدم
الرغبة في تقديم أي تنازلات للفلسطينيين.ووصف أمين إسكندر أحد رموز
حزب الكرامة المحاولات التي يبذلها النظام في إطار التخلي عن إستحقاقه
التاريخي تجاه حركات المقاومة الفلسطينية بأنها مربكة للغاية وتدعو للدهشة.وأضاف
أن الشارع المصري ينبغي عليه أن يضغط عبر قواه الحية المختلفة على النظام
لكي يعيد مصر نحو خياراتها التاريخية التي ظلت على مدار الحقب الماضية
تمثل ثوابت لا يمكن الخروج عليها.صحيفة القدس العربي، وكالات ، مصراوي.