تعكف
السلطات الإسرائيلية على إنجاز المراحل النهائية من مشروع سكة قطار خفيف
في القدس تحت ذريعة التخفيف من الازدحام المروري عبر ربط القدس الشرقية
بالقدس الغربية. لكن إكمال هذا المشروع يعني في واقع الأمر تقسيم منطقة
شعفاط وبيت حنينا الفلسطينية إلى شطرين.
ويسير تنفيذ المشروع
الحديدي على قدم وساق، فالعمال يمهدون الارضية والمهندسون يضعون اللمسات
الاخيرة على مشروع قد يكون الاخطر والاكثر تاثيرا على مستقبل مدينة القدس
الشرقية . فقد صادقت الحكومة الاسرائيلية على المشروع في تسعينيات القرن
الفائت، على أمل ان ينتهي العمل به هذا العام. لكن الخبراء الفلسطينيين
يشيرون الى أن أبعاد المشروع لا تقتصر فقط على تهويد القدس وحسب بل
وتتعداه إلى خنق الفلسطينيين وطمس المعالم العربية في المدينة.
وسيربط
القطار بين القدس الغربية والقدس الشرقية، حيث يبدأ خط سيره من مستوطنة
بسغات زئيف شمالي القدس الشرقية ليمرّ بالتلة الفرنسية باتجاه باب العمود،
ومن ثم الى شارع يافا، وبهذا يصل بين القدس الغربية ومستوطنات أخرى. وفي
نفس الوقت يقسم خط القطار الجديد منطقة شعفاط وبيت حنينا بالقدس الشرقية
إلى شطرين مما يتسبب بأضرار مالية لأصحاب المتاجر.
اما المسؤولون
الاسرائيليون في المقابل فيقولون إن القطار سيخدم سكان القدس الشرقية
إضافة إلى اليهود، ويهدف إلى تحسين المواصلات في المدينة، فالقائمون على
المشروع يتعللون بأنَّ الهدف من ورائه هو تحسين البيئة وتقليل استعمال
السيارات لتفادي أزمة المرور.