شـوبـيـر لــزاهر : وظــفني يـا بـابـا

صدق الشاعر عندما قال وكم في مصر من مضحكات ولكنه ضحك كالبكاء.مايحدث
على الساحة الرياضية أشبه بالكوميديا السوداء..فمن الممكن أن نضحك ونحن في
عز البكاء..مات الضمير ومات الشرف..فتلك مسميات عفا عليها الزمن..وأكل
عليها الدهر وشرب..وأصبحت من التراث..أو مما يجب أن نحتفظ بها في
الأنتيكخانة.. التكالب على المناصب حتى وإن كانت مسماها تطوعية -وهى ليست
كذلك- أصبح هو السائد وهو القاعدة..أما غير ذلك فهو الشاذ..تركوا نفوسهم
لأطماعها..فباتوا أشبه بالأسود المتوحشة التي تبحث عن فريستها لتنقض
عليها ولا تتركها الا عظاما نخرة..أصبحوا في سبيلهم لتحقيق مطامعهم
وخططاتهم من الممكن أن يتنازلوا عن مبادئهم..ويتراجعوا عن عهودا قطعوها
على أنفسهم أمام الملأ..فحكاية الراجل بيتربط من لسانه..يبدو إنها لم يعد
لها معنى في زماننا هذا..فالراجل في هذا الزمان بيتربط من كرسيه ومن منصبه
ومن نفوذه ومن قوته ومن حصانته..ومن أشياء وتعاريف أخرى ليس لها علاقة
بالرجولة التي عرفناها وتربينا عليها..بعد النظام الجديد الذي منع من أكمل
8 سنوات متصلين في أى إتحاد رياضي من التواجد مرة اخرى كعضو منتخب..أصبح
الكابتن أحمد شوبير ليس له مكان في الإتحاد المصري لكرة القدم.. فتوقعت أن
يبتعد الرجل وأن يخرج علينا ببيان رسمي محترم يشكر فيه الجمعية العمومية
التي وضعت ثقتها فيه..ويشكر زملاؤه الذين عمل معهم خلال الثماني سنوات
الماضية..ويشكر الإعلام والجمهور للدعم والمساندة..ويتمنى أن يكون قد قدم
ما كان يتمنى أن يقدمه لكرة القدم المصرية.هذا ما يحدث من البشر
الأسوياء..الذين يعرفون معنى عبارة خدمة تطوعية.. وليست مجرد كلمات
جوفاء..توقعت أن يكتفي الرجل بالمائة وسبعة وستون منصب ووظيفة ومهنة وحرفة
التي حباه الله بهم.. ويقول كفاني مناصب ووظائف ومسئوليات..توقعت أن يبتعد
الرجل ليعطي الفرصة لغيره ويفسح المجال للشباب..لإتاحة الفرصة لخلق كوادر
جديدة..وبث روح ودماء متجدده قادرة على الخلق والإبداع لمصلحة الكرة
المصرية..ويبدو أن الرجل قد جال بفكره وخاطره كل هذا وكاد أن يخطىء ويفعل
الصواب ..فخرج ذات مساء على شاشة قناة الحياه وفي برنامجه الكرة مع شوبير
ليحكي لنا إنه يتعرض لضغط كبير من سمير زهر وزملاؤه في المجلس للقبول
بالتعيين..حيث تسمح اللوائح بوجوده في الإتحاد كعضو معين..ثم زاد الكابتن
شوبير وأفاض وأعلن على رؤوس الأشهاد إنه لن يقبل أى منصب بإتحاد
الكرة..وإنه إكتفى بما قدمه الفترة الماضية..وهذا بمثابة عهدا ووعدا وكلمة
قطعها شوبير على نفسه ولم يسلبها منه أحد..ولكن لإننا كما أسلفت لسنا في
زمن العهد ولا الوعد ولا حتى الكلمة..فقد لحس الكابتن شوبير كلامه..وخنث
بوعده وبعهده..وتراجع عن الخطأ -من وجهة نظره- وفعل الصواب -من وجهة نظره
أيضا- وقبل العرض المغري الذي سال له لعابه..فالكابتن شوبير يسيل لعابه
للمناصب والوظائف..فهو بطبعه ضعيف أمامهما وعلى وشك دخول موسوعة جينيس
للأرقام القياسية -إن لم يكن دخلها بالفعل- فحسب علمي لا أعتقد ان هناك
شخصا يجمع كل هذا العدد من المناصب والوظائف في آن واحد..قبل كابتن شوبير
منصب مستشارا لإتحاد الكره..وطبعا من الواضح أن المنصب والمسمى الجديد قد
خلق وفصل خصيصا للكابتن شوبير..المهم ان الكابتن شوبير قد قبل هذا المنصب
دون أن يكلف نفسه بشرح موقفه..وقد يقول البعض أن شوبير ليس مضطرا بشرح
موقفه..وانا اقول بلى فهو مضطر طالما إنه إختار أن يشرك الجمهور ومتابعي
برنامجه في الأمر من الأساس..فلو إحتفظ بقرار رفضه لفكرة زاهر بالتحايل
على النظام وقبول اى منصب والسلام..ما طلب منه أحد شرح أسباب هذا
التراجع.. وما كان وضع نفسه في هذا الموقف المحرج والسخيف..فطالما أشرك
المشاهدين بالموقف كان عليه أن يشركهم للنهاية..الغريب والعجيب أن الكابتن
شوبير يمتلك من المناصب والوظائف التي لا تعد ولا تحصى..في بلد يئن تحت
وطأة البطالة..وحتى لا يعتقد البعض إنني عاطل وحاقد على الكابتن
شوبير..فأنا بالفعل كنت عاطل عن العمل وشوبير وأمثال شوبير سرقوا مني
الأمل في وظيقة محترمة في بلدي..فلجأت مضطرا للبحث عن فرصة عمل في بلد
أخرى..والحمد لله وجدت ضالتي التي لم أجدها في بلدي.طبعا أنا لاأحمل
الكابتن شوبير وحده إغترابي وإغتراب الآلاف من الشباب أمثالي..ولكن بشكل
أو بآخر هو وغيره مسئولين عن ذلك.أخيرا..وبنفس راضية مطمئنة..نتمنى
للكابتن شوبير وأمثاله النجاح في كل المناصب والوظائف التي يتقلدونها..
وليذهب الآخرون للجحيم.بس خلاص .

شكرا للموضوع الجميل

نيس موضوع يامحسن وتسلم

شكرا للمرور يا حمود

شكرا للمرور يا موحا

شكرا للمقال الجميل ده

شكرا للمرور

شكرا للموضوع الجميل

شكرا للمرور