كثيرون هم من اتخذوا القلم سلاحاً ، ووسيلة لبث الفكر .. لكن جميعهم لا ينجح ..
ويوجد من ينجح في استعمال القلم كسلاحٍ ووسيلةٍ لبث الفكر .. لكنه قد لا يلقى رواجاً !
ويوجد من يلقى رواجاً عندما ينجح في اتخاذ القلم سلاحاً ، ووسيلةٍ لبث الفكر .. لكنه لا يحقق أعلى مبيعات على الإطلاق ! ..
ويوجد من يحقق أعلى مبيعات من خلال رواج كتاباته ، لأنه نجح وكان صادقاً عندما جعل من قلمه سلاحاً ووسيلةٍ لبث الفكر .. لكنه لم يؤثر بشباب أمةٍ بأسرها !
وحده فقط هو من استطاع جمع كل ذلك في شخصه الرائع ! .. لما سرت حماسته ، ومبادئه ، وإيمانه الراسخ العميق ، ووطنيته ، وفكره ، وتدينه وعلمه سريان الدماء في عروق الشباب ..
وحده فقط وحّد كل ذلك العدد الضخم من شباب العرب على قلبٍ واحد ، وبطلٍ واحد ، ومبدئٍ واحد ..
وحده فقط فعل ذلك ..
دكتور نبيل فاروق
ماذا يمكن أن يقال عن هذا الرجل العظيم الذي ألهبت أعماله خيال الملايين في شتى أنحاء الوطن العربي والعالم؟
تعريف به : -
وُلد ( د. نبيل فاروق رمضان ) في أسرةٍ بسيطه الحال .. كان ذلك فى التاسع من فبراير عام 1956 فى طنطا عاصمة محافظة الغربية ..
بدا ولعه وحبه للقراءة والثقافة واضحاً جلياً منذ صغره ..
ففى المرحلة الإعدادية أطلق عليه من حوله ( دودة كتب ) ، فقد كان يلتهم بمنتهى النهم واللهفة كل ما يقع تحت بصره من وريقاتٍ مطبوعة .. وكانت ( دافيد كوبرفيلد ) هي أول رواية قرأها ..
وفى الثانوية العامة ، وبعد التحاقه بجماعة الصحافة والتصوير والتمثيل المسرحى - فى مدرسة ( الرافعى ) الثانوية بطنطا - .. اختلف الأمر تماماً .. أصبح يحلم بمرحلة الإنتاج وإفراز خلاصة ما احتواه عقله بعد كل ما رأى ، وسمع ، وقرأ طوال السنوات الماضية .. وتجسد حلمه أيامها فى ( كوكتيل 2000 ) .. ذلك الإصدار الوليد الذي أخذ يفرغ فيه طاقاته منذ الثانوية العامة وحتى الآن ، لذا فهى أحب سلاسله إلى قلبه ..
التحق بكلية الطب بطنطا ، وتخرج منها حاصلاً على درجة بكالوريوس فى الطب والجراحة عام 1980 ، انتقل بعدها فى الثانى من مارس عام 1982 إلى ( قنا ) فى دورة تدريبية ؛ استغرقت شهرين .. ولم يلبث أن استقال من مهنته كطبيب عندما لم يستطيع التوفيق بينها وبين الكتابة التى قرر التفرغ لها ..
وبعد أن أثبت تميزه - كما هو الحال دائماً - انتقل إلى ( أبو دياب شــرق ) كطبيب .. ومن الجدير بالذكر أنه تعرف فى تلك الفترة على ( د. ميــرفت راغــب ) التى اقترن بها عام 1985 وأنجب أولاده الثلاثة ..
( شــريف ) عام 1986 ، و ( ريــهام ) عام 1989 و( نــورهان ) عام 1991
انجازاته : -
يُعد ( د. نبيل فاروق ) من الكتّاب العرب النادرين جداً الذين يكتبون فى مجال المغامرة والخيال العلمى ، ولقد اقتحم هذا المجال بعنف ونجاح شديدين ..
بدأ ذلك عندما لبّى إعلان المؤسسة العربية الحديثة فى مجلة ( عالم الكتب ) فى الثامن من أغسطس 1984 الذى كان يطلب كتّاباً للخيال العلمى .. وفاز بقصته ( أشعة ضاد ) - التى حملت فيما بعد اسم ( أشعة الموت ) - على العشرات من المتقدمين ، تعاقد بعدها مع ( أ. حمدي مصطفى ) مدير المؤسسة لتتدفق علينا بعد ذلك سلاسله وأعماله الرائعة التى خلبت لبّ الجميع ؛ لأسلوبه الشائق فى سرد الأحداث .. وأفكاره المبتكرة المتميزة ..
وقد قام مؤخرا قسم دراسات الشرق الأوسط بجامعة ( فريجينيا ) الأمريكية بإنشاء صفحة على الإنترنت له بعد أن اعتبره المتخصصون أفضل كاتب مغامرات فى الشرق الأوسط ..
اعماله ومؤلفاته
كثيراً ما كان ( د. نبيل ) يعمل على ترسيخ شعور الإنتماء للوطن فى نفوس الشباب من خلال رواياته ، ولعلّ هذا يتجلى واضحاً فى سلسلة ( رجل المستحيل ) وبطل رواياتها ( أدهـــم صبـــرى ) .. ضابط المخابرات المصري المقدام الذى يضحى بحياته فى فروسية نادرة فى العديد من المهام من أجل إعلاء شأن وطننا الغالى ، و كان هدف ( د. نبيل فاروق ) من هذا هو أن يجعل من ( أدهم ) بطلاً عربياً متديناً ، ذو أخلاق نبيلة ، يقتدى به الشباب ، ويضعونه نصب أعينهم بدلاً من ( بوند ) ذلك الخنزير الشهوانى ، أو ( سوبر مان ) ذلك المقاتل الخارق للمألوف ..
ولقد نجح ( د. نبيل ) فى هذا بالفعل نجاحاً شديداً ..
أما بالنسبة للخيال العلمى فقد قدم ( د. نبيل ) فى سلسلة ( ملف المستقبل ) ومن خلال أبطالها المقدم - ( نـــور الدين محـــمود ) وفريقه - جميع قضايا الخيال العلمى تقريباً ..
ولمن يهوون سماع صليل السيوف ، وصهيل الخيول ، وحكايات الفرسان التاريخية ؛ فقد أخرج لنا ( د. نبيل فاروق ) سلسلة ( فارس الأندلس ) لنعيش أحداث المغامرات التاريخية ، ولنقاتل مع بطلها الفارس الهمام ( فـــارس ) ، ونستعيد أمجاد العرب التى فقدناها الآن ..
وللذين يبغون تشكيلة أدبية وثقافية مميزة فسيحبون سلسلة ( كوكتيل 2000 ) الذى أتى ( د. نبيل ) لهم خصيصاً .. والتى هى بالفعل ( ثقافة الغد لشباب اليوم ) ...
وهناك سلسلة ( سيف العدالة ) .. التى تفوح من بين صفحاتها رائحة المستقبل .. ورائحة بطلها ( سيف ) ..
كما أن هناك سلسلة ( ع×2 ) .. وهى لهواة الغموض وحل الألغاز ..
وهناك أيضا سلسلة ( بانوراما ) التى هى بمثابة .. كتاب فى مجلة ومجلة فى كتاب ..
وهناك السلسلة التى أجهدت ( د. نبيل ) فى تقديمها كثيراً : ( زوووم ) .. وهى عبارة عن مزيج رائع من المعلومات الشائقة ، وغرائب الأحداث ، و عادات الشعوب ، والقصص ، والطرائف ، والدراسات .. والألغاز ..
ومن سلاسله الطريفة جداً .. سلسلة العميل السرى (صفر .. صفر .. صفر ..) ثلاثة أصفار ، وهي سلسلة مصورة ..
وأحدث سلاسله على الإطلاق .. السلسلة الرائعة الفريدة من نوعها على مستوى العالم العربى - إن لم يكن العالم أجمع - .. سلسلة ( حرب الجواسيس ) .. وهى موسوعة جاسوسية متكاملة ..
هذا بالإضافة لكتابته العديد من الروايات الرومانسية ، وترجمته للقليل من الروايات الاجنبية ..
كما كتب ( د. نبيل ) الكثير جداً من مقالات الجاسوسية فى مجلة ( الشباب ) في صفحته الثابتة تحت عنوان ( صفحات من تاريخ الجاسوسية ) ، وشارك فى مجلتى ( الأسرة العصرية ) و( باسم ) ، وشارك أيضا فى ملحق ( صبيان وبنات ) الذى يصدر عن ( أخبار اليوم ) .. ومؤخراً انضم لجريدة ( الدستور ) ليكتب في صفحة ثابتة خاصة به ، ولا زال يفعل حتى الآن ..
لا ننسى كذلك إصداراته على شبكة الانترنت مؤخراً .. والتي لا زالت تصدر ..
كيف وصل نبيل فاروق على ما هو عليه الان ؟
تخرج من كلية الطب وبعدها شرع في العمل في مجال الطب , وإستقال من المجال الحكومي بعد معارضة شديدة من أهله بخصوص هذا القرار , وفتح عيادة مع أحد أصدقائه وهو محمد حجازي ولكنه لم يجد إقبال على العيادة ولم يجد مرضى, وذات يوم وهو جالس في القطار إشترى عدد من مجلة وكان العدد الأول لهذه المجلة , فوجد في ظهر المجلة إعلان عن كتابة قصة وآخر ميعاد لتقديم القصة هو 31 - 7 , وعندما عاد لعيادته وجد الحال كما هو عليه من عدم وجود مرضى , فكتب قصته الاولى - آشعة الموت - ووضعها داخل درج مكتبه ونساها تماماً .
وبعد فترة - وعن طريق المصادفة - وجدها دكتور محمد حجازي وقرأها فأعجبته كثيراً , فسأل دكتور نبيل فاروق عنها , فقال له دكتور نبيل ان هذه القصة كان قد كتبها في مسابقة ولكنه لم يقدمها حتى الآن , فتساءل دكتور محمد عن عدم تقديم القصة حتى الان , فقال له دكتور نبيل انه يشعر أن الفائز بهذه المسابقة مُحدد مسبقاً وأن الأمر يعتمد على الوسايط , فأصر دكتور محمد حجازي على تقديم القصة بنفسه , ولكن دكتور نبيل كان حاد المزاج وقتها - لانه كان مفلس ولا يوجد معه ولا مليم - فأقسم على دكتور محمد انه لن يذهب واقسم انه لن يذهب هو ..
وتناسوا الموضوع تماماً وإستلف دكتور نبيل فاورق من دكتور محمد 5 جنيه لانه لم يكن معه اي نقود , وفي يوم 30-7 جاء إلى عيادة دكتور نبيل شخص أسماه بالتنح , ومعنى كلمة تنح بالمصري أي الشخص الغلس اللي بيتبت في أي مكان ويغلس علشان يعمل اللي هو عايزة دايماً
وعندما جاء إليهم هذا الضيف الغير مرغوب فيه جلس طويلاً بتناحته المعتادة , وذكر في منتصف الحديث أنه سوف يذهب إلى القاهرة لقضاء بعض الأعمال وسوف يعود في نفس اليوم , فطلب منه دكتور محمد حجازي أن يأخذ معه قصة دكتور نبيل فاروق لتقديمها وخصوصاً أن الغد آخر ميعاد لتقديم القصة , فوافق الرجل ولم يكترث دكتور نبيل فاروق طويلاً بل وافق بعدم إكتراث , وذهب دكتور محمد ليكتبها له على الآلة الكاتبة وأعطاها لصديقهم التنح , فذهب التنح وقضى أعماله وعندما إنتهى منها ذهب إلى المؤسسة ليقدم قصة دكتور نبيل ولكنه وجد المؤسسة بتغلق أبوابها ولم يقبلوا منه القصة لان المؤسسة قد أُغلقت ..
يقول دكتور نبيل فاورق لقد ظهرت ميزة التناحة في هذا الوقت
رفض الرجل المغادرة قبل تقديم القصة وأصرعلى ذلك ولم يخرج إلا بعد أن رفعوا الراية البيضاء وإستلموا القصة , كان عدد المتقدمين بقصص حوالي 524 وكانت قصة دكتور نبيل هي القصة رقم 525 ..
وبعد فتره أخبره أهله في إتصال تليفوني ان جواب بريدي وصل إلى منزلهم , فطلب منهم دكتور نبيل ان يقرأوه لهم , فنقلوا إليه بشرى فوزه في المسابقة وأن المؤسسة ترغب في حضوره للتعاقد معه على قصته .
فرح دكتور نبيل كثيراً وشعر أنه قد ودع حياة القحط التي كان يعيشها ونظر في جيبه فلم يجد إلا 135 قرش فقط متبقية من الخمسة جنيهات التي إستلفها من دكتور محمد حجازي ..
فلم يكترث وقال ان هذا المبلغ كافي لكي يذهب للمؤسسة وعندما يذهب هناك سوف يستلم مبلغ التعاقد ويستطيع العودة
فركب القطار من طنطا إلى القاهرة , وعندما وصل سأل على عنوان المنطقة الصناعية في العباسية والتي يوجد بجانبها المؤسسة , ولكن لم يجاوبه احد والكل يقول له لا أعلم أين هذه المنطقة ..
حتى إهتدى لأحد سواقي التاكسي الذي يعرف مكانها وقال له سوف أوصلك لكن الاجرة هي جنيه كامل , كان هذا مبلغ كبيراً جداً في هذا التوقيت ولكن دكتور نبيل لم يكن ليهتدي إلى مكان المنطقة الصناعية بالعباسية إلا من خلال هذا الشخص , فوافق فوراً وركب سيارة الأجرة , وبعد فترة أوقفه السائق في احد الميادين وقال له هذا هو ميدان العباسية , فسأله دكتور نبيل وقال له أين المنطقة الصناعية , فرد عليه الرجل وقال له لا أعرف, ولكن هذه هي منطقة العباسية , تقبل دكتور نبيل الصدمة بسلاسة بعد أن دفع الجنيه واخذ يبحث بعدها عن مكان المؤسسة حتى إهتدى له .
ودخل المؤسسة وبعد فترة طويلة قابل رئيسها الأستاذ حمدي , وجلسوا للحديث في بعض الامور , لم يكن يشغل بال دكتور نبيل فاروق في هذه اللحظة سوى المقابل المادي الذي سوف يغير من حياته , فأراد ان يستعجل أستاذ حمدي ويهمه على إتمام التعاقد , فقال له حسناً سوف أستأذن لوجود بعض المشاغل والاعمال , فقال له الأستاذ حمدي مع السلامة وسوف نتقابل قريباً لإتمام التعاقد طالما أنت مستعجل
خرج دكتور نبيل فاورق من المؤسسة وعلامات الخيبة تطل على وجهه وهو لا يوجد معه في جيبه سوى 35 قرش , ولكنه سمع صوت أستاذ حمدي ينادي عليه ويقول له كيف ستعود ؟ , فرد عليه دكتور نبيل وأخبره أنه سوف يستقل القطار, فقال له أستاذ حمدي إنتظر لكي يوصلك السائق إلى محطة القطار , وأعطى لدكتور نبيل مظروف به مبلغ من المال على سبيل مقدم للتعاقد
إنتظر دكتور نبيل حتى وصله السائق إلى محطة القطار وفتح المظروف بشغف فوجد به ورقة ب20 جنيه , في نفس اللحظة أخرج من جيبه تذكرة القطار الدرجة الثالثة والقاها في الشارع فوراً
وذهب إلى شباك التذاكر ليسأل عن ميعاد قطار الدرجة الأولى , فأخبره الرجل انه يوجد قطار درجة ثانية بعد 10 دقائق , ودرجة أولى بعد ثلاث ساعات , فأخبره دكتور نبيل أنه سوف ينتظر قطار الدرجة الاولى
وعاد دكتور نبيل فاوق إلى عيادته وقد تغير مجرى حياته
ومن هنا كانت نقطة بداية إنطلاق دكتور نبيل فاروق خاصة بعد أن طلب منه أستاذ حمدي التعاقد على قصص أخرى ..
وبدا فى ابهار العالم
ومنذ بدايات الثمانينات من القرن الماضي، وهذا الكاتب يبدع ويواصل إبداعاته الغير المحدودة. أجيال تخرجت من مدرسته، كثيرون تعلموا حب وطنهم من كتاباته. وكثيرون أدمنوا على الأدب بفضله.
ان الدكتور نبيل فاروق أكثر من مجرد كاتب مصري عربي ناجح أو ظاهرة ما في أوساط الشباب. فهو إنسان وطني بكل معنى الكلمة، يعشق أرضه ووطنه حتى النخاع، ويفخر بانتمائه لمصر وبعروبته إلى أقصى حد.
انه علامه هامه فى الادب الروائى المصرى والعربى
دكتور نبيل فاروق، لك مني كل الشكر، وكل العرفان بالجميل، وكل الأماني بالتوفيق.
ودمت لنا مبدعًا بلا حدود.
والف الف سلامه على صحتك
مستني الردوووووود