أبو الغيط يؤكد رفض مصر للعدوان الإسرائيلي على غزة.. ويتهم إيران بمحاولة شق الصف العربي

أكد وزير الخارجية أحمد أبوالغيط أن مصر من أكثر الدول العربية ممانعة
فى الاعتداء على الفلسطينيين .. وقال : إن العرب اتفقوا على أن السلام
خيار إستراتيجي .وأشار إلى أن العرب اكتشفوا أن إسرائيل عندما
تعتدي على غزة فلا يجب أن تتحول الحرب على مصر.. مضيفا : إنه إذا نجح
العرب خلال الأسابيع المقبلة فى التوافق فإن قمة الدوحة ستكون ناجحة ، أما
إذا بقيت التأثيرات الخارجية فسنواجه مشكلة .واتهم إيران "بمحاولة شق الصف العربي"
و"إحداث خلافات فيما بين الدول العربية وبعضها البعض لتحقيق أهدافها فى
المنطقة " .. ولفت إلى تحولات كبيرة فى نهج المصالحة العربية، وذلك عن
طريق جهود واتصالات مكثفة حاليا لتفعيل نداء العاهل السعودى الملك عبد
الله واللقاءات التى جمعت الرئيس مبارك والملك عبد الله بالرئيس السورى
وأمير قطر فى قمة الكويت، إضافة إلى توقف الحملات الإعلامية .وأشار
أبوالغيط - فى الحلقة الأولى من برنامج "كلام مسئول" على القناة الأولى
مساء الخميس - إلى "وجود تحول كبير فى طبيعة النقاش فى لجنة متابعة العمل
العربي المنبثقة عن مجلس الجامعة العربية .. وقال : أفقنا على استمرار
التمسك بمبادرة السلام العربية والاستمرار فى طرحها على المجتمع الدولي
بعكس ما كان يسعى إليه البعض خلال فترات سابقة .

ونبه ابو الغيط إلى وجود إدارة أمريكية جديدة تريد الانفتاح على
العالم العربي والإسلامي ، مشددا على ضرورة التحدث معها وآلا يجب أن نتشكك
فى نواياها منذ البداية .وعن
العلاقات المصرية السعودية ، أكد أبوالغيط أن العلاقات مع السعودية فى
غاية اللحمة والتوافق .. وقال : إن بعض القضايا التى تخص مواطنين مصريين
فى السعودية يتم التعامل معها باعتبارهم من مواطني المملكة، وتعالج
مشاكلهم فى إطار من الالتزام بالأخوة.وبالنسبة لتوقعاته لأداء
وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون ، قال أبو الغيط : "إن خارجية
كلينتون ستكون أكثر انفتاحا وأقل تأثرا بالإيديولوجية، ولاحظ أن أمريكا
ترغب فى الانفتاح على العالم الإسلامي والعربي، لنعطها فرصة، والفيصل
والمفتاح عندنا هو كيف سيتعاملون مع القضية الفلسطينية".وعلى
الجانب الإسرائيلي ، أكد أبو الغيط على "أن منهج الحكومة الإسرائيلية
الجديدة سيكون متشددا وصعبا للغاية وأنه لا يجب علينا أن نساعدها عن طريق
سحب المبادرة العربية، ولكن لابد من توحيد الصف الفلسطيني والعربي نحو هدف
واحد هو إعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني".وأكد "على ضرورة
تطوير العلاقات بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس خصوصا فى وجود الحكومة
الإسرائيلية الجديدة وضرورة القيام بتحرك عربى فاعل وواسع مع الدول
الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية".وقال : "إن من تابع الجهد
المصري فى الفترة الأخيرة يجد أنه حقق نتائج ملموسة على الأرض فوقف إطلاق
النار مطبق على الأرض، إلا من مناوشات تحدث على فترات من الجانبين.. أما
التهدئة بين الفلسطينيين والإسرائيليين فلا يعيقها سوى ربط إسرائيل بين
التهدئة واتفاق إطلاق الأسرى .. كما أن جهود المصالحة الفلسطينية تتم فى
الإطار الذي تتحرك من خلاله"، مشيرا إلى اجتماع اللجان المتفق عليها فى
القاهرة يوم 10 مارس.وقال أحمد أبو الغيط : "إن جهود إعادة الأعمار
لم تنته عند (5 مليار دولار) والتى تم جمعهم فى مؤتمر شرم الشيخ، لأن
المهم إعادة البناء عن طريق تأمين المصالحة حتى تتشكل حكومة وحدة وطنية
تستطيع التحرك لإعادة ما دمر فى قطاع غزة معترفا بأن المشوار أمامنا مازال
طويلا".واتهم أبوالغيط "إيران بمحاولة توظيف كيانات ودول عربية
للضغط على الإقليم لتحقيق أهداف على رأسها تخفيف الضغط عليها بشأن الملف
النووي، كذلك سعيها لأن تكون طرفا فاعلا يجلس على الطاولة العربية للتفاوض
على المشاكل العربية".وعما إذا كان التغير فى الموقف السوري -
القطري فى الآونة الأخيرة يستهدف إنجاح القمة العربية المقبلة فى الدوحة
.. قال أبوالغيط : "إن القمة يعقبها دورة رئاسية وبالتالي فإن مجرد عقدها
لا يعد نجاحا والمهم ما تتوصل إليه من نتائج ، فإذا خرجت القمة من دون
نتائج وتوافق عربي ستكون النتيجة سيئة".وأضاف "خلال الأسابيع
القليلة المقبلة إذا ما نجح العرب فى التوافق، أعتقد أنها ستكون قمة
ناجحة..أما إذا أبقيت التأثيرات الخارجية فستكون مشكلة".وشدد على
ضرورة الاتفاق العربي على نقاط عدة أهمها: ضرورة أن يكون للعرب قدرة على
التأثير على العالم اقتصاديا .. وقال "لدينا الإمكانات والقدرات الكبيرة،
كما يجب أن يكون للعرب قدرة عسكرية ممثلة فى تصنيع حربي يستطيع ردع أي
تدخلات إقليمية خارجية".وعن قرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال
الرئيس السوداني عمر البشير، رفض أبوالغيط قرار المحكمة الدولية .. وقال :
"هذا الوضع غير مقبول والمشكلة أن هذا القرار يؤدى إلى تعقيد الوضع
الداخلى فى السودان".وكشف أن "من يقف وراء هذا القرار منذ بدايته
هم عناصر داخلية لا تريد لم الشمل فى السودان".. وتابع : "السودان معرض
إلى مسائل بالغة الخطورة فهو منطقة نزاعات بين القبائل" ... مطالبا فى
الوقت ذاته "الشعب السوداني بالالتفاف حول قيادته، وأن تقوم الدول العربية
للتصدي لهذا الموقف الخطير".