موضوع جامد والله بس يا ريت تفهم معنا

هذه الأشعار حصرياً هنا في هذا المنتدى




جمعتها بنفسي من برنامج المكتبة الشاملة من كتب الأدب عن الأخلاق


الأشعار جميلة جداً جداً وسوف ترى ذلك بقراءتها إن شاء الله


أولاً خلق الصبر


ولست بميالٍ إلى جانب الغنى = إذا كانت العلياء في جانب الفقر
وإني لصبار على ما ينوبني = وحسبك أن الله أثنى على الصبر .


إذا اشتملت على اليأس القلوب = وضاق بما به الصدر الرحيب
ولم تر لانكشاف الضرّ وجهاً = ولا أغنى بحيلته الأريب
أتاك على قنوطٍ منك غوثٌ = يمنّ به اللطيف المستجيب
وكلّ الحادثات وإن تناهت = فمقرون بها الفرج القريب


إني رأيت وفي الأيام تجربة = للصبر عاقبة محمودة الأثر
وقل من جد في أمر يحاوله = فاستصحب الصبر إلا فاز بالظفر


إن الأمور إذا انسدت مسالكها = فالصبر يفتق منها كل ما ارتتجا
لا تيأسن وإن طالت مطالبة = إذ تضايق أمر أن ترى فرجا
أخلق بذي الصبر أن يحظى بحاجته =ومدمن القرع للأبواب أن يلجا


ثانياً الإنفاق


وعدّ من الرحمن فضلاً ونعمة = عليك إذا ما جاء للخير طالب
ولا تمنعن ذا حاجة جاء راغباً = فإنك لا تدري متى أنت راغب


الموت بين الخلق مشترك = لا سوقةٌ يبقى ولا ملك
ما ضرّ أصحاب القليل وما = أغنى عن الأملاك ما ملكوا


قد تأولت فيك قول رسول ال ... له إذا قال مفصحاً إفصاحاً
إن طلبتم حوائجاً عند قوم ... فتنقوا لها الوجوه الصباحا
فلعمري لقد تنقيت وجهاً ... ما به خاب من أراد النجاحا


ما كلف الله نفساً فوق طاقتها، ... ولا تجود يد إلا بما تجد
فلا تعد عدة إلا وفيت بها، ... ولا تكونن مخلافاً لما تعد




ثالثاً التواضع


ترى عظماء الناس للفضل خشعا = إذا ما بدا والفضل لله خاشع
تواضع لما زاده الله رفعة = وكل جليل عنده متواضع


ليس التطاول رافعاً من جاهلٍ = وكذا التواضع لا يضر بعاقل
لكن يزداد إذا تواضع رفعةً = ثم التطاول ماله من حاصل





رابعاً الحلم


الْحِلم زَيْنٌ والسكُوتُ سلامةٌ = فإذا نَطقتَ فلا تَكُنْ مكثَارَا
ما إن نَدِمْتُ على سُكُوتي مَرّةً = لكن نَدِمْتُ على الكلام مِرَارا


من لي بإنسان إذا أغضبته = وجهلت كان الحلم رد جوابه
وتراه يصغي للحديث بطرفه = وبقلبه ولعله أدرى به


فدهره يصفح عن قدرةٍ = ويغفر الذنب على علمه
كأنه يأنف من أن يرى = ذنب امرئ أعظم من حلمه


إني وهبت لظالمي ظلمي = وغفرت زلته على علمي
ورأيته أسدى إلي يداً = لما أبان بجهله حلمي
فكأنما الإحسان كان له = وأنا المسيء إليه في الحكم
مازال يظلمني وأرحمه = حتى بكيت له من الظلم


شاتمني عبد بني مسمع = فصنت عنه النفس و العرضا
ولم أجبه لاحتقاري له = ومن يعض الكلب إن عضا


فيا ربّ هب لي منك حلماً فإنني = أرى الحلم لم يندم عليه حليم
و يا رب هب لي منك عزماً على التقي = أقيم به ما عشت حيث أقيم


وليس يتم الحلم للمرء راضياً = إذا كان عند السخط لا يتحلم
كما لا يتم الجود للمرء موسراً = إذا كان عند العسر لا يتكرم


وإذا استشارك مَنْ تَوَدّ فُقل له = أَطِع الحَلِيم إذا الحلِيمُ نَهَاكَا
واعلم بأنَك لن تَسُود ولن ترَى = سُبل الرًشادِ إذا أَطعتَ هَواكا


من الحلم أن تستعمل الجهل دونه = إذا اتسعت في الحلم طرق المظالم






خامساً الشكر


ولو كان بذل الجود والمال مخلدا ... من الناس إنساناً لكنت المخلدا
فأقسم لا أنفك ما عشت شاكرا ... لنعماك ما طار الحمام وغردا


كساني ولم أستكسه فحمدته ... أخ لك يعطيك الجزيل وناصر
وإن أحق الناس إن كنت شاكراً ... بشكرك من أعطاك والعرض وافر


أوليتني نعماً أبوح بشكرها ... وكفيتني كل الأمور بأسرها
فلأشكرنك ما حييت وإن أمت ... فلتشكرنك أعظمي في قبرها!


فلو كان يستغني عن الشكر ماجد ... لرفعة مالٍ أو علو مكان
لما أمر الرحمن بالشكر خلقه ... فقال: اشكروا لي أيها الثقلان




سادساً الكرم


ديون المكارم لا تقتضى = كما تقتضى واجبات الديون
ولكنها في قلوب الكرام = تجول مجال القذى في العيون


كريم على العلات جزل عطاؤه ... ينيل وإن لم يعتمد لنوال
وما الجود من يعطى إذا ما سألته ... ولكن من يعطى بغير سؤال


هذا الذي تعرف البطحاء وطأته ... والبيت يعرفه والحل والحرم
هذا ابن خير عباد الله كلهم ... هذا التقي النقي الطاهر العلم
إذا رأته قريش قال قائلها ... إلى مكارم هذا ينتهي الكرم




سابعاً الصدق


عليك بالصدق ولو أنه = أحرقك الصدق بنار الوعيد
وابغ رضا المولى فأغبى الورى = من أسخط المولى وأرضى العبيد


لا يكذب المرء إلا من مهانته = أو عادة السوء أو من قلة الأدب
لجيفة الكلب عندي خير رائحة = من كذبة المرء في جد وفي لعب


عوّد لسانك قول الصِّدق تحظ به = إنّ الِّلسان لما عوّدت معتاد


قد أفلح السَّاكت الصَّموت = كلام واعي الكلام قوت
ما كلّ قولٍ له جوابٌ = جواب ما تكره السكوت


إن أخا الصدق الذي يسعى معك = ومن يضر نفسه لينفعك
ومن إذا صرف زمان صد عنك = شتت شمل نفسه ليجمعك


وحدة العاقل خيرٌ = من جليس السوء عنده
وجليس الصدق خيرٌ = من جلوس المرء وحده


الصدق يورث قائليه مهابة = سر نحوه نعم الطريق طريقه
واحفظ به عهد الصحاب فإنه = من قل منه الصدق قل صديقه


سلم على الخلق وارحل نحو مولاك = واهجر على الصدق والإخلاص دنياك
عساك في الحشر تعطي ما تؤمله = ويكرم الله ذو الآلاء مثواك