حتي في الغرب .. يستغلون الدين في النصب وتوظيف الأموال أمريكي يخدع 3 ملايين شخص .. وبلاغ من ابنه يكشف جرائمه

مع اشتداد الأزمات المالية تزداد عادة حالات النصب والاحتيال كما يزداد
عدد المحتالين وتتنوع طرق احتيالهم. وتصاحب زيادتهم في الوقت نفسه زيادة
في عدد السذج. أو حتي العقلاء. الطامعين في جني ربح سريع يمكنهم من الخروج
من أزماتهم المالية التي تحتاج إلي معجزة.

وخلال الفترة الأخيرة تنوعت حالات النصب المبتكرة التي تلعب علي وتر
احتياج البشر إلي المال.. وأشهر هذه الحالات بالطبع هي حالة الملياردير
الأمريكي الشهير برنارد مادوف الذي تمكن من الاحتيال علي ثلاثة ملايين
ضحية مباشرة أو غير مباشرة حول العالم.. هذا بالإضافة إلي حالات النصب من
خلال شبكة الإنترنت وهو الأمر الذي برع فيه النيجيريون والأسبان.. وهناك
النصب من وسائل الدعاية والإعلان من خلال الترويج لسلع غير موجودة بالأساس
أو غير مطابقة للمواصفات.. والعديد من الحالات الأخري التي يبتكرها
المحتالون كل يوم.

وبرنارد مادوف هو مصرفي أمريكي اتهم بعملية نصب ضخمة. وقد كان رئيسا
لمحفظة برنارد مادوف الاستثمارية التي انشئت عام 1960 وتعتبر شركته احدي
أكبر صناع السوق بوول ستريت. وتتاجر أيضا في الخدمات الاستثمارية.

تم اعتقاله في 11 ديسمبر من عام 2008 عن طريق مكتب التحقيقات
الفيدرالي بناء علي بلاغ من ابنه. بتهمة النصب والاحتيال. وقد جمد قاضي
التحقيقات الفيدرالي اصول مادوف وعين عليها حارساً قضائياً. وتعتبر عملية
النصب التي بلغ ل 50 مليار دولار وانها جرت علي مدي عقود من الزمن. بأنها
أكبر عملية نصب استثمارية تمت علي يد شخص واحد. وقد أعلنت بنوك أسبانية
وسويسرية وفرنسية وايطالية وبنوك من دول أخري بعضها عربية بضياع أكثر من
مليار دولار بسبب هذا المحتال.

المعروف عن مادوف أنه من المحسنين البارزين قبل إلقاء القبض عليه.
وقد أدي تجميد أصوله إلي توقف الكثير من تبرعاته. واغلاق العديد من
المؤسسات الخيرية التي كان يقوم بتمويلها وعملية الاحتيال الهرمية المتهم
بها مادوف كانت تقضي بدفع فوائد المستثمرين لديه من خلال أموال مستثمرين
جدد. وفضحت عملية النصب عندما اراد زبائن استعادة أموالهم بسبب الأزمة
المالية.

وحتي الآن يعتبر برنارد مادوف 70 عاماً المتهم الوحيد في هذه القضية
التي أوقعت عشرات الضحايا من الذين عهدوا لهم بأمواله سواء بشكل مباشر أو
غير مباشر ومن بين الضحايا مصارف كبري وجمعيات.. وشخصيات واسعة الثراء.

ومادوف الذي كان في السابق رئيس مجلس ادارة بورصة "ناسداك".. هو الآن
تحت الاقامة الجبرية وفرض عليه وضع سوار الكتروني وقد رفعت ضده شكوي مدنية
من سلطة ضبط أسواق المال وشكوي جنائية من الحكومة الأمريكية.

وفضيحة مادوف لن تنتهي بسجنه.. فسيظهر مادوف ثان وثالث. مادامت هناك
سيولة لدي الأفراد لاتجد من يوفر لها سبل الاستثمار.. ومادامت البنوك
عاجزة عن استثمار الأموال ومنحها عائداً هامشياً للمودعين.

حتي في أمريكا وفي هولندا !!

ومن الولايات المتحدة إلي هولندا. اتخذ النصابون من الدين ستاراً
لاحتيالهم علي المواطنين.. حيث خسر المستثمرون المسيحيون ملايين اليورو
بعد أن تم اغراؤهم باستثمار أموالهم في شركة سويدية مزيفة مع وعود بحصولهم
علي أرباح تصل إلي 30% يذهب نصفها للأعمال الخيرية.

وتلقي المستثمرون هذا العرض من صديق مسيحي ملتزم يثقون فيه.. وهو
هولندي يدير داراً لرعاية موظفي الإغاثة الذين يعانون من الآثار النفسية
للعمل في منع النزاعات.

يقول خبير في جرائم النصب إنها حالة نصب تقليدية.. بها جميع الأركان
فقد حصل بعض المستثمرين علي أرباح حتي يشجعوا آخرين علي إيداع مدخراتهم في
سندات مصرفية اتضح أنها ليست سوي سراب.

النصب بكل لغات العالم

وهناك النصب من خلال شبكة الإنترنت والذي يتخذ أشكالاً متعددة.. ومنها
علي سبيل المثال عملية تحويل الأموال.. حيث تصلك رسالة علي بريدك
الالكتروني تقول إن صاحب الرسالة هو حفيد أو نجل وزوجة رجل مشهور.. وقد
ورثت عنه أموال طائلة وتريد تحويلها خارج البلاد خوفاً من مصادرتها..
وأنها اختارته ليساعدها في هذا الأمر.. وتسرد الرسالة تفاصيل المرسل وانه
يمتلك عشرات الملايين من الدولارات ويريد منك رقم حسابك البنكي واسمك
بالكامل حتي يتمكن من تحويل المبلغ إليك نظير نسبة من المبلغ.. وعند
موافقتك يطلب منك ارسال حوالة بنكية لتخليص بعض الأمور في البنك.. وتبدأ
عملية الابتزاز تباعاً.

وعدد من وقع في حبائل هذه العمليات التي اشتهر بها النيجيريون
والأسبان لا شك كبير. وأقول ذلك من واقع ماكان ولا تزال يردني أسبوعياً.
عبر الإنترنت. من رسائل تحتاج إلي درجة كافية من الغباء لتصديق مافيها.
ومع هذا لا يزال سوقها رائجة. مما يعني أن هناك دائماً من هو علي استعداد
لتصديق أي شيء. ولو كان حلماً واهياً!

نصيحة مهمة

وعلي الرغم من براعة النيجيريين والأسبان في هذا النوع من النصب
والاحتيال. فإن دولاً عديدة أخري دخلت علي الخط. وأصبح مايرد منها أكثر
حرفنة ودقة بحيث يصعب حتي علي العاقل عدم تصديق مايرد بها من عروض مغرية..
فقد تصلك رسالة تفيد بأنك فزت بسيارة "بي أم دبليو" أحدث موديل. أو أنك
فزت بجائزة اليانصيب الكبري.. وتبدأ نفس عملية الابتزاز.

لذلك. ننصح الجميع بعدم الرد علي هذه الرسائل أو تزويد مرسليها بأي
معلومات أو الاتصال بهم هاتفياً أو حتي الرد علي مكالماتهم الخارجية. لأن
الاتصال بهم مكلف والرد علي مكالماتهم مكلف أكثر لوجود اتفاق بينهم وبين
شركات هاتف معينة علي نسبة معينة من قيمة كل مكالمة. ولو كانت بضعة
دولارات بسيطة. أو تحويل 20 دولاراً لتكملة المعاملة. فكل مايطلبه هؤلاء
هو القليل جداً من كل غافل لتكون حصيلتهم في نهاية اليوم كبيرة من عدد
كبير من المغرر بهم.

وهناك قصة أخري لعملية النصب الالكتروني "نصب ديجيتال". حيث يستغل
النصابون حاجة الناس إلي العمل.. فتجد رسالة علي بريدك الالكتروني تفيد
بوجود عقد عمل خيالي ينتظرك في أحد فنادق الخمس نجوم أو شركة كبري.. حيث
يكون المحتالون "الديجيتال" قد عرفوا ميولك وشهاداتك من خلال اختراق جهازك
وسرقة مابه من مواد ومراقبة تحركاتك علي الإنترنت.

ونظراً لأن العرض يكون مغرياً جداً. يبادر الشخص بإرسال أوراقه
وشهاداته وكل ماتطلبه من الشروط الموضوعة في "الإيميل" ويبدأ مرسلو
الإيميل بطلب أوراق مما يضفي علي عقدهم نوعاً من المصداقية. حتي تفاجأ
بطلبهم مبلغا ماليا كتأمين.. وهذا هو مكمن اللعبة.

وهناك صعوبة بالغة في تتبع الأشخاص المحتالين أو معرفة أماكن وجودهم
وذلك لما تتمتع به الشبكة العنكبوتية من خاصية المرونة كما أن أغلب
الأشخاص الذين يقومون بمثل هذه العمليات يكونون علي دراية عالية بالتعامل
مع الإنترنت وهم علي الأغلب "محترفون".

"الهاكرز" وأرصدة البنوك

كذلك قد يفاجأ المرء بفقدان رصيده البنكي بعد استخدام بطاقته
الائتمانية في عمليات شراء من خلال الإنترنت.. حيث يتمكن "الهاكرز" من
الاستيلاء علي تفاصيل بطاقته. ثم يقومون بسحب ما بها من أموال.. وهو الأمر
الذي دفع احدي شركات كروت الائتمان إلي اصدار بطاقة جديدة لمحاربة جرائم
القرصنة والاحتيال التي يتعرض لها كثير من بطاقات الدفع الالكتروني. علي
شبكة الإنترنت.

شكرا للموضوع

شكرا للمرور

شكرا للموضوع الجميل

شكرا للمرور

» أغرب جرائم النصب في مصر والعالم
» قصة آكل لحوم البشر و ابنه....
» الأموال المضبوطة مع أحد قيادات حماس‏..‏ قادمة من إيران
» رفضت والدته إعطاءه الأموال فأشعل فيها النيران
» واشنطن تدرس إرسال مبعوث أمريكي لدارفور