6.8 مليار نسمة يعيشون فوق الأرض

تعتبر رعاية المسنين إحدي القضايا الجوهرية التي تشغل حيزاً كبيراً من
تفكير الحكومات في مختلف الدول وسط توجه العالم نحو الشيخوخة والزيادة
المطردة في أعداد المسنين حول الكرة الأرضية.

حيث تشير آخر الاحصاءات التي أصدرتها الأمم المتحدة إلي أن عدد سكان
العالم سيتجاوز 9 مليارات نسمة في 2050 مقابل 6.8 مليار في العام الجاري
و7 مليارات في مطلع عام .2012

وبالطبع سيكون العدد الأكبر من السكان الجدد من نصيب الدول النامية
التي سيتجاوز عدد سكانها 5.6 مليار نسمة خلال العام الجاري في مقابل 7.9
مليار في 2050. وستتمثل هذه الزيادة في 1.2 مليار نسمة تتراوح أعمارهم ما
بين 15 إلي 59 سنة و 1.1 مليار نسمة تزيد علي الستين.

وأظهرت هذه الأرقام التي أعدتها إدارة الشئون الاقتصادية والاجتماعية
في الأمم المتحدة أن تراجع نسبة الخصوبة أدي إلي نسبة أكبر من المسنين حيث
إنه في الدول المتطورة.. تبلغ نسبتهم 22% من السكان بالفعل في الستين من
العمر أو أكثر وقد ترتفع هذه النسبة إلي 33% في 2050 وعندها سيكون عدد
المسنين ضعف عدد الأطفال.. أما الدول النامية فإن 9% من سكان الدول
النامية فقط في الوقت الراهن في الستين من العمر أو أكثر لكن هذه النسبة
قد ترتفع إلي 20% في .2050

احصائيات وتحديات


وحول التوزيع الجغرافي للمسنين علي مستوي العالم أشارت دراسة حديثة
إلي أن عدد المسنين في الصين بلغ 11 مليونا أي ما يمثل 16% من عدد
المعمرين في العالم وفي أوروبا وأمريكا الشمالية 25% من عدد المعمرين في
العالم. وفي أفريقيا يوجد 5% من عدد المعمرين في العالم. أما في اليابان
فإن 20 شخصا من بين 100 ألف نسمة قد تعدوا 100 سنة وبحلول عام 2015 سيصل
عدد المسنين فوق ال 100 سنة أما عن متوسط أعمار المسنين فيبلغ في أمريكا
77.6 عام وفي أفريقيا 51.4 وفي أوروبا 74.4 وفي آسيا 67.9 وفي أمريكا
الجنوبية .70.4

وتعكس هذه الأرقام تحديات هائلة أمام الدول المتقدمة والنامية علي
السواء من أجل تبني خطط عملية تكفل للمسنين الحماية الاقتصادية
والاجتماعية والرعاية الصحية والنفسية والمشاركة في عمليات التنمية
والاستفادة من خبراتهم في كافة المجالات بما يتناسب مع امكانياتهم الجسيمة
وقدراتهم العقلية.

ونظراً لأهمية توفير الرعاية للمسنين فقد أفردت لها العديد من
المؤتمرات الدولية أبرزها مؤتمر الأمم المتحدة الذي انعقد في مدريد في
أبريل 2002. حيث تبني خطة عمل لمعالجة مشاكل المسنين في مختلف بلدان
العالم. وأقر عدداً من الالتزامات شكلت نقطة تحول الطريقة التي يتصدي بها
العالم بها للتحدي المتمثل في بناء مجتمع يتسع لجميع الأعمار.

وذلك وفقا لما نادت به المادة "25" من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان
والتي نصت علي أنه: "لكل إنسان الحق في مستوي معيشي ملائم لصحته ورفاهيته.
كذلك لصحة ورفاهية أسرته. بما في ذلك المأكل والملبس والمسكن. والرعاية
الطبية والخدمات الاجتماعية الضرورية. والحق في الأمان عندما تتقدم به
السن".

وتتبع دول العالم أساليب مختلفة في رعاية كبار السن فيها ولكن كان
للدول الصناعية والأوروبية بشكل خاص السبق في مجال خدمة كبار السن ورعاية
المسنين وتقديم الخدمات والرعاية لهم عن طريق مراكز اجتماعية متخصصة.

التجربة الدنماركية


وتعتبر الدنمارك من بين الدول الرائدة في هذا المجال حيث توفر للمسنين
رعاية طبية مجانية منذ زمن طويل كما أسست الجمعية الدنماركية لرعاية
المسنين في عام 1910 والتي نهضت بالعديد من المهام لتوفر الرعاية الصحية
والاجتماعية لكبار السن. وطبقاً لنظام المساعدة الاجتماعية لعام 1976 يتم
إنشاء مراكز تكون مسئولة عن توفير الخدمات لكبار السن والهدف منها هو
المساعدة والمحافظة علي الصحة الجسدية والاجتماعية للمتقاعدين الذين
يرغبون في البقاء بالمنزل بجوار الأسرة والأصدقاء وتقدم هذه المراكز
خدماتها بصورة مجانية علاوة علي الوجبات الغذائية بالإضافة إلي توفير
الرعاية الصحية المنزلية المجانية في حالات الضرورة وغالباً ما تكون مراكز
الرعاية الاجتماعية الدنماركية ملحقة بسكن جماعي وذلك من أجل تحقيق
الترابط الاجتماعي وتوفير جو أسري للمسنين.

أما في اليابان فيوجد بها مراكز جماعية ونوادي المسنين وتشرف وزارة
الصحة علي الخدمات الاجتماعية المقدمة للمسنين لضمان جودتها ومطابقتها
للمعايير التي تضعها الحكومة من أجل توفير حياة كريمة وسعيدة لكبار السن
من خلال الحفاظ علي صحتهم العقلية والجسمانية ولاستقرار حياتهم إلي جانب
الحفاظ علي شعورهم بأن لديهم هدفاً في الحياة. وتشمل الخدمات التي تقدمها
المراكز اليابانية وسائل النقل من وإلي المركز والعلاج الطبيعي والنشاطات
الجماعية وتنمية الهوايات الفردية.. كما توفر الجامعات اليابانية مراكز
للتعليم المستمر لتوفير الفرصة للمسنين لمواصلة اكتساب معارف وخبرات جديدة
ويتم توظيف مهاراتهم بصورة فائقة تجعلهم يشعرون بالانتماء والمشاركة في
عملية التنمية.

في الولايات المتحدة يوجد بها مؤسسات لرعاية كبار السن ويتولي المجلس
القومي للمسنين الإشراف علي تنفيذ الخطوط الرئيسية لخدمات المسنين. وفي
عام 1943 تأسس أول مركز حكومي للمسنين وقد حدد المركز أهدافه بأنه مكان
يلتقي فيه كبار السن ويشاركون في نشاطات تعزز من كرامتهم وتساند احساسهم
بالاستقلال وتشجع علي اندماجهم في المجتمع وتشمل الخدمات التي تقدمها
مراكز كبار السن الأمريكية خدمات المعلومات والتمويل وإرشادات الحالة
الشخصية والتشخيص الطبي والنفسي والرعاية الصحية المنزلية والخدمات
القانونية والحراسة والمواصلات وخدمات المرافق والوجبات الغذائية.