في رسالة تزامنت مع إحتفالات الإيرانيين بعيد النيروز

في تحول لافت وغير مسبوق عرض الرئيس
الأمريكي باراك أوباما علي إيران فتح صفحة جديدة في العلاقات وإنهاء عقود
من العداء بين البلدين‏.‏

وأكد أوباما في رسالته الأولي
التي يوجهها إلي الشعب والقيادة الإيرانية أن إدارته ملتزمة بانتهاج السبل
الدبلوماسية في تعاملها مع الخلافات بين طهران وواشنطن‏,‏ وهي
الخلافات التي تسببت في توتر العلاقات بينهما علي مدي العقود الثلاثة
الماضية ـ علي حد تعبيره‏.‏

وقال أوباما في رسالته التي
وجهها إلي الإيرانيين بمناسبة احتفالهم بعيد النيروز رأس السنة
الفارسية‏:‏ إن إيران أمة ذات حضارة عظيمة ويجب أن تتبوأ مكانها
الصحيح في العالم‏,‏ لكن بالسلام وليس بالقوة والإرهاب ـ علي حد
قوله‏.‏

وعبر أوباما عن استعداده لإجراء اتصالات دبلوماسية
مباشرة مع طهران‏,‏ وقال مخاطبا بشكل مباشر زعماء إيران
وشعبها‏:‏ إن هذه العملية لن تتعزز بالتهديدات ونحن نسعي بدلا من
ذلك إلي حوار يكون خالصا ويقوم علي الاحترام المتبادل‏.‏

وعرض
الرئيس الأمريكي علي القادة الإيرانيين ما وصفه بمستقبل يتم فيه تجاوز
الخلافات بحيث يعيشون فيه مع جيرانهم والعالم بسلام أكبر‏,‏ وتحدث
عن فرص أكبر للمشاركة والتجارة‏.‏

وللتشديد علي جدية
النداء الذي وجهه أوباما‏,‏ وزع البيت الأبيض شريط الفيديو الذي
تضمن رسالة أوباما المترجمة بالفارسية علي قناة الجزيرة‏,‏
والخدمة الفارسية لهيئة الإذاعة البريطانية وإذاعة صوت أمريكا‏.‏

وفي
أول رد فعل إيراني علي تلك التصريحات رحب علي أكبر جوانفكد أحد كبار
مستشاري الرئيس الإيراني برسالة أوباما‏,‏ وطالبه بأفعال محددة
لإصلاح الأخطاء الأمريكية السابقة ـ علي حد تعبيره‏.‏

وقال
جوانفكد‏:‏ إن أوباما تحدث عن التغيير إلا أنه لم يتخذ أي خطوات
ملموسة لإصلاح الأخطاء التي ارتكبت سابقا في حق إيران‏,‏ وأكد أن
علي أوباما تجاوز الكلام والقيام بتحرك‏.‏

وأضاف‏:‏ إذا أظهر أوباما استعداده للقيام بعمل فإن الحكومة الإيرانية لن تدير ظهرها له‏.‏

وعلي
الفور صرح علي أصغر سلطانية مندوب إيران لدي الوكالة الدولية للطاقة
الذرية بأن بلاده علي استعداد كامل للحوار والتعاون التام مع الوكالة
الدولية للطاقة الذرية بكل شفافية‏,‏ دون أن يحدد علي وجه الدقة
موقفه من المبادرة الأمريكية الجديدة‏.‏

جاء ذلك في الوقت
الذي أكد فيه برويز فتاح وزير الطاقة الإيرانية أنه برغم رسالة أوباما
الإيجابية فإن البرنامج النووي الإيراني لن يتوقف وسيتم افتتاح مفاعل
بوشهر النووي بنهاية العام الحالي‏.‏

وفي غضون ذلك أعرب
مسئول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا عن أمله في أن
تكون الرسالة التي وجهها أوباما بداية فصل جديد في العلاقات الدولية مع
طهران‏,‏ ووصف الرسالة بأنها بناءة للغاية‏.‏

من
جانب آخر صرح سيرجي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسية بأن روسيا لا تري
أي مؤشر علي أن البرنامج النووي الإيراني له أية أهداف عسكرية‏.‏

وفي
غضون ذلك هنأ الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز الشعب الإيراني‏,‏
وقال في رسالة بثها راديو صوت إسرائيل باللغة الفارسية‏:‏ إن هناك
مكانة خاصة لإيران وشعبها في تراث الشعب اليهودي‏.‏

وعبر
الرئيس الإسرائيلي عن استغرابه في أن يتولي شخص لا يعترف بالهولوكوست منصب
الرئاسة في إيران‏,‏ وأعرب عن يقينه في أن الصداقة بين البلدين
ستعود في القريب العاجل‏.‏