عصام عبد المنعم
الاتحاد الدولي لكرة القدم, المعروف اختصارا بالحروف ف. ي. ف.أ (فيفا) ورئيسه جوزيف بلاتر السويسري الجنسية, يذكرني بالرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن, ومعاونيه المتطرفين في انحيازهم لإسرائيل, والمتوحشين في عدائهم للعرب والمسلمين!!
طبعا الشبه ليس كاملا, لكن وجه الشبه الذي أود التركيز عليه اليوم, هو إحساس كل منهما بأنه حاكم العالم, سواء الكرة الأرضية من جانب بوش أو كرة القدم من جانب بلاتر.. كما يشترك كلاهما في الزعم بأنه حامي حمى الديمقراطية والحرية, واستقلال الشعب عن الحكومة, والأهم استقلال الاتحادات الوطنية لكرة القدم عن الاثنين!!
فكم من مجالس ادارات اتحادات أفسدت وأدمنت الفشل, ومارست كل الخطايا, ونهبت أموال شعوبها, فاستحقت غضب هذه الشعوب والمناداة بعزلها, فاستجابت الحكومات وأقالت هذه الاتحادات, لكن الفيفا لا تلبث أن تكشر عن أنيابها وتأمر بعودتها وتهدد ثم تنفذ عقوبات التجميد والايقاف عن الأنشطة الدولية في هذه الدول, حتى تنصاع لتوجيهاتها.
وأتوقف قليلا لأوضح للقاريء العزيز أن الاشارة للفيفا هنا بصيغة المؤنث, بأنها تفعل كذا وكيت, خطأ لغوي فهذا (الاتحاد) الدولي لكرة القدم, والاتحاد مذكر.. لكنه خطأ مقصود من جانبي, لأن الفيفا في الواقعة التي سوف أسردها هنا يذكرني بالمرأة الغضبي دائما والتي ـ أعزكم الله ـ لا يعجبها العجب!!
فقد ارتكب النجم الزامبي السابق كالوشا بواليا الذي يشغل منصب رئيس اتحاد زامبيا لكرة القدم, مخالفة مالية وادارية صارخة بتورطه في صفقة انتقال أحد اللاعبين لفريق مكابي تل أبيب الاسرائيلي, فقام المجلس الأعلى للرياضة في البلاد بتعليق رئاسته للاتحاد, دون المساس ببقية أعضاء مجالس ادارة الاتحاد, وقرر عقد جمعية عمومية لانتخاب رئيس جديد, ما يعني أن الحكومة مارست حقها السيادي في توقيف الرئيس المتورط في فضيحة مالية وادارية, دون أن تتدخل في أعمال الاتحاد أو الجمعية العمومية.
لكن الفيفا ـ لم يعجبها العجب ـ وهددت بالثبور وعظائم الأمور ما لم يعد الأخ بواليا لمنصبه(طبعا هو الذي اشتكي لعمه بلاتر!) وأنها لا تعترف بغيره رئيسا للاتحاد الزامبي!!.. ولايزال الموقف معلقا, وأرجو ألا يؤثر على موعد مباراة مصر مع زامبيا (29 من الشهر الحالي) بالقاهرة في تصفيات كأس العالم, فالمواعيد مرتبكة أصلا, لكنه احتمال ضعيف.. الآن علي الأقل!!
* نقلاً عن صحيفة "الأهرام" المصرية