ملف الأسري

تكرر الحديث عن مفاوضات الأسري بين حركة المقاومة الإسلامية حماس وإسرائيل
والتي تجري بوساطة مصرية والتي تعثرت بسبب التعنت الإسرائيلي. وفي كل مرة
يثور التساؤل الذي يبحث عن اجابة.. هل اخطأت حماس باسر الجندي الإسرائيلي
جلعاد شاليط الذي مرت ألف يوم علي أسره ..؟ في الحقيقة هناك رأي متسرع -
ينطوي أحيانا علي سوء نية - ينهال بسياط النقد علي حماس بسبب هذا العمل
ويصفها بالحماقة نتيجة رد الفعل الاسرائيلي الانتقامي الوحشي الذي تلا
اختطاف شاليط .لكن النظرة المتأنية والمحايدة تشير إلي غير ذلك. فقد كان
من الممكن أن تقتل حماس ذلك الجندي بدلا من اسره لكنها وجدت من الأفضل أن
تأسره حيا لتفاوض به علي حرية أكثر من 11 ألف أسير يقبعون في سجون
الاحتلال وإذا كان الرد الإسرائيلي قد جاء قاسيا واجراميا ووحشيا فان حماس
لا تتحمل الذنب بل تتحمله إسرائيل التي كان يمكن أن تبدأ التفاوض من أجل
اطلاق سراح الاسير لكن نيتها كانت مبيتة علي شن اعتداءات وحشية. ويحسب
لحماس انها تحركت لمواجهة المشكلة فالاحصائيات تشير إلي أن أكثر من 700
ألف فلسطيني مروا بسجون الاحتلال منذ عام 1967 وليس من الضروري ان يعتقل
الفلسطيني لمشاركته في أي من أعمال المقاومة يكفي اعتقاله فقط لمجرد
اذلاله وامتهان كرامته .وتقول احصائية مهمة ان عدداً من الأسري
الفلسطينيين دخلوا موسوعة جينز للأرقام القياسية رغما عنهم. فبعضهم يقبع
في سجون الاحتلال لأكثر من ثلاثين عاما وبعضهم ولد لهم أبناء لم يروهم إلا
عندما اعتقلتهم قوات الاحتلال بعد أن أصبحوا شبابا يافعين فانضموا في
المعتقلات إلي آبائهم ويكفي ما تتعرض له المرأة الفلسطينية من معاملة
مهينة في سجون الاحتلال ولا معني اطلاقا لاتفاق تفرج بمقتضاه إسرائيل عن
مائة أو مائتي أسير وتهلل له السلطة الفلسطينية ثم تعتقل قوات الاحتلال
أضعافهم.