ما حدث في يوم الإضراب بالتفصيل وبالصور كمان(2)

تكملة الموضوع الأول

2-
يسود مدينة المحلة الكبرى الشهيرة بصناعة الغزل والنسيج في دلتا مصر هدوء مشوب بالحذر، واستمرار الوجود الأمني الكثيف بعد ليلة دامية شهدت أحداث عنف ومواجهات بين آلاف المحتجين وقوات الشرطة، أسفرت عن إصابة العشرات واعتقال عدد غير محدد حتى الآن من المشاركين في تلك المواجهات التي تحولت إلى أعمال سلب ونهب طالت مدرستين، ومقار مؤسسات حكومية، ونقطة مرور، فضلاً عن تحطيم عدة سيارات، ووقوع مصادمات مع قوات الشرطة انتقلت من شارع إلى آخر، في المدينة الصناعية التي تقطنها غالبية من العمال في مصانع الغزل والنسيج.

وأشار مصدر مطلع في القاهرة إلى أن السلطات ربما تقدم على فرض حظر التجول فى المدينة إذا تجددت المواجهات وأعمال الشغب مرة أخرى اليوم، ولفت إلى أن أجهزة الأمن التي يقودها ميدانياً اللواء عبد الرحيم القناوي مساعد أول وزير الداخلية للأمن، قد أحكمت سيطرتها على كافة الطرق والمنافذ المؤدية إلى المدينة، كما فرضت إجراءات مشددة على كافة المنشآت الهامة والميادين والشوارع الرئيسية بها .
في الجانب الآخر من هذا المشهد تحدث نشطاء في الحركة المصرية من أجل التغيير المعروفة باسم (كفاية) عما وصفته بأنباء غير مؤكدة عن سقوط قتيلين، وإصابة نحو أربعين شخصاً على الأقل في المدينة، واعتقال قرابة مائتي شخص، غير أن أي مصدر أمني لم يؤكد الأنباء الخاصة بسقوط قتلى في تلك المواجهات الدامية التي تجاوزت كافة التوقعات والتقديرات، سواء لدى أجهزة الأمن أو حتى الداعين للإضراب، وهم من مشارب سياسية مختلفة .
أما في القاهرة فنقل بيان لوزارة الداخلية المصرية عن مصدر أمني قوله : "إن كافة الفئات من المواطنين عزفوا عن التجاوب مع الدعوة للإضراب والتظاهر"، وأضاف أن بعض العناصر ممن وصفهم بمحترفي "البلطجة" وإثارة الشغب قد عمدوا مساء أمس الأحد بالتحريض والمشاركة في تجمهر بميدان "الشون" بمدخل مدينة المحلة الكبرى، كما قذفت بالحجارة عدة محال تجارية، وبعض فروع البنوك والأتوبيسات والسيارات الخاصة والعامة، فضلاً عن قوات الشرطة .

تفاصيل المواجهات

من جانبها لوحت حركة (كفاية) بمزيد من الدعوات للإضراب وقال عدد من قادة الحركة إن ما حدث يوم الأحد هو "مجرد بروفة" لعصيان مدني باعتبارها المرة الأولى التى تنجح فيها مثل هذه الدعوة للتحركات الاحتجاجية على سياسات الحكومة، وأشاروا إلى أن الحركة تجري الآن حصراً بأسماء الموقوفين من نشطائها، وما اتخذ بشأنهم من إجراءات، وأنها ستصدر بياناً تفصيلياً بهذا الصدد في وقت لاحق اليوم.
وخلال اتصالات هاتفية أجريناها مع عدد من أهالي مدينة المحلة الكبرى، أفادوا بأن الوضع الآن هادئ، غير أنهم أعربوا عن مخاوفهم من إمكانية تجدد المواجهات في الثالثة بعد ظهر اليوم الاثنين ـ بالتوقيت المحلي المصري ـ وهو الموعد الذي يتزامن مع خروج وردية العمال بمصانع الغزل والنسيج، وهم القطاع الأكبر من أهالي المدينة الصناعية، التي طالما وصفت بأنها قلعة صناعة الغزل والنسيج في البلاد.
وعودة إلى تصريحات المصدر الأمني الذي أضاف قائلاً: "إن بعض تلك العناصر تحركت نحو مناطق متاخمة وأشعلت النيران بنقطة مرور وأثاث مدرستين، وأن قوات الشرطة تمكنت من السيطرة على النيران، ونجحت في الحيلولة دون انتشارها وتطويق التجمهر وجرى تسيير حركة القطارات وإعادة حركة الطرق الرئيسية بصورة طبيعية" .
ومضى المصدر الأمني قائلاً "إن قوات الشرطة اضطرت إزاء رفض الاستجابة لتحذيرات متكررة إلى التصدي لأعمال الشغب، واستخدمت الغازات المسيلة للدموع، حرصا على سلامة المواطنين من المقيمين بتلك المنطقة الشعبية ذات الكثافة العالية، والذين رفضوا تلك الأعمال الإجرامية غير المبررة، مشيراً إلى أن الوقائع المشار اليها أسفرت عن إصابات بعض من مثيري الشغب والمواطنين ورجال الشرطة، حيث جرى نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج"، على حد قوله .
وأشار ذات المصدر الأمني إلى أنه جرى ضبط عدد من المحرضين والمشاركين، وأن النيابة تباشر التحقيق فى كافة الوقائع وما توافر من أدلة حول كافة ملابساتها، وما اكتنفها من أحداث .
واختتم المصدر الأمني قائلاً إن تلك الأحداث كانت دون أدنى مشاركة من العمال الذين كانوا على أعلى مستوى من تحمل المسئولية وعلى درجة وافرة من الوعي والالتزام بالمصالح الوطنية"، على حد تعبيره .(إيلاف)








ودي صورة الناس وهي بتتفتش في الشوارع











ودي عند المحكمة





ودي أمام جامعة القاهرة











3-

المحلة الكبرى (مصر) - مع ساعات الصباح الأولى ضربت قوات الأمن المصرية طوقا على مصنع الغزل والنسيج في مدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية (شمال)، فيما كان المئات من العناصر الأمنية التي ترتدي زيا مدنيا تنتشر بكثافة داخل المصنع؛ بغية إجهاض الإضراب العام الذي دعا العمال إلى تنفيذه اليوم الأحد بمشاركة قوى سياسية وعمالية أخرى.
السيناريو ذاته تكرر في مصنع الغزل والنسيج بمدينة كفر الدوار في محافظة البحيرة (شمال)، بحسب تصريحات عدد من عمال المصنعين لـ"إسلام أون لاين.نت".
فمع دقات السابعة صباحا أنهى نحو ستة آلاف عامل غزل ونسيج بالمحلة ورديتهم الليلية، ثم تدفقوا إلى ساحة المصنع، وبدءوا في الإضراب، منتظرين عمال الوردية الصباحية القادمين إلى المصنع، وفق خطة الإضراب كما يقول العمال.

طالع: 70 ألف مصري يضربون على "فيس بوك"

وحمل العمال نعشا بداخله دمية لرئيس مجلس إدارة الشركة، ورددوا شعارات منها: "مش هنسكت مش هنخاف.. مش لاقيين العيش الحاف"، إضافة إلى شعارات أخرى تعبر عن مطالبهم، بينها رفع الأجور إلى 1200 جنيه (220 دولار) كحد أدنى، وزيادة الحوافز، وصرف بدل وجبة طعام.
وبالرغم من مرور نحو نصف ساعة فلم يدخل أي من عمال الوردية الصباحية إلى المصنع، حيث منعتهم قوات الأمن التي فرضت سياجا أمنيا.
وتجاوب العمال الممنوعون من الدخول والأهالي المحتشدون حول المصنع مع العمال المضربين بداخله، مرددين الشعارات ذاتها.
وبعدها اقتحم المئات من قوات الأمن المصنع، وفضوا إضراب عمال الوردية الليلية، ثم بدءوا في تفتيش عمال الوردية الصباحية قبل إدخالهم، ومنعواالقيادات العمالية القائمة على الإضراب من الدخول. وبثت مدونة "عمال مصر" صورا لإضراب عمال الغزل والنسيج بالمحلة الكبرى.

خيانة وتهديدات!!

أسباب أخرى لعدم التمكن من تفعيل إضراب العمال بشركة غزل المحلة بينتها مصادر عمالية لـ"إسلام أون لاين.نت" بالقول: إن "الأمن اخترق صفوف العمال، ودفع مبالغ مالية لعدد منهم، حيث أرشدوا عن ساعة الصفر وأسماء القيادات العمالية المسئولة عن الإضراب".
وأضافت تلك المصادر أيضا أن "جهات أمنية عليا استدعت على مدى الأيام القليلة الماضية عددا من القيادات العمالية الداعية للإضراب وهددتها بالاعتقال والفصل من العمل إذا تم تفعيل الإضراب وحين بلغت تلك التهديدات مسامع العمال فضل جزء كبير منهم عدم المشاركة".
ولاحظ موفد "إسلام أون لاين. نت" ملامح الإحباط والحزن تكسو وجوه العديد من العمال داخل العنابر نتيجة لعدم تنفيذ الإضراب على نطاق واسع.

كفر الدوار

ما حدث في المحلة تكرر مع عمال الغزل والنسيج في مدينة كفر الدوار، والذين استجابوا لدعوة زملائهم في المحلة إلى الإضراب، رافعين نفس المطالب، لكن كثافة الانتشار الأمني داخل المصنع والتهديدات التي تلقتها القيادات العمالية في الساعات الماضية أدت لانحسار حركة الإضراب بشكل كبير، بحسب مصادر عمالية.


على صعيد متصل شهدت شوارع القاهرة الكبرى في الساعات الأولى من صباح اليوم انخفاضا في الحركة المرورية، وهو ما اعتبره البعض استجابة لدعوات الإضراب العام التي دعت المصريين للامتناع عن الذهاب لأعمالهم والبقاء في البيوت.
وتوعدت وزارة الداخلية السبت من يشارك في الإضراب بـ"إجراءات صارمة"، ووعدت بحل المشاكل، التي يقول الداعون إلى الإضراب إن على رأسها الغلاء وتدني مستوى المعيشة.
وعلمت "إسلام أون لاين.نت" أن تحذيرات وصلت للمؤسسات الحكومية من تغيب الموظفين عن العمل الأحد، ولو لأسباب مرضية، وإلا تعرضوا لـ"جزاءات قاسية".
وانطلقت الدعوة لإضراب اليوم من عمال المحلة الكبرى، ولاقت قبولا من عدد من القوى السياسية والموظفين، حيث أعلنت "الحركة المصرية من أجل التغيير" (كفاية) و"معلمون بلا نقابة" والطلاب وموظفو الضرائب العقارية المشاركة فيه، بينما أعلن الإخوان المسلمون المشاركة كأفراد وليس كجماعة.


وأخيرا ما حدث في جامعة القاهرة مع إجراء حوارات مع الطلاب

4-
الجو ملبد بالغيوم...
"يبدو أن الشمس قد قررت أن تشارك المصريين إضرابهم"
هكذا قلت لصديقي مازحا...ونحن نسير على كوبري الجامعة الذي بدا لي خاليا أكثر من أي يوم مضى...
اقتربنا أكثر من الجامعة...الشوارع خالية ...حتى مواقف السيارات....حتى الأشجار بدت وكأنها تترقب...هل سيفعلها المصريون؟...
داخل الجامعة...كانت الصورة مختلفة قليلا....
على مدار اليوم ...اختلفت أعداد الطلاب باختلاف الكليات وباختلاف التوقيت...
ميكرفون كل الطلبة تجول في أروقة الجامعة واستطلع آراء الطلبة المتواجدين فيها...

البداية كانت مع أمير من كلية التجارة الذي أكد على اقتناعه بفكرة الإضراب قائلا:"والله كان نفسي أشارك في مظاهرات اليوم...لكنها للأسف مش موجودة...(حرام بقى... قولهم كفاية بقى)."
بيتر(تجارة)...اعتبر الإضراب فكرة جيدة...وتمنى أن تحرك شيئا ولو بسيطا من المياه الراكدة
في كلية العلوم التقينا بعبد الرحمن الذي بدا متحمسا لفكرة الإضراب فهي كما يقول:"فكرة جامدة جدا"
سألناه عن سبب نزوله الجامعة في هذا اليوم فأجاب "ده يوم غير طبيعي لأني استطعت الوصول للجامعة في نصف ساعة ...وحيث أن الطريق يستغرق عادة ساعة كاملة...فالواحد استغل الفرصة وقال ييجي....ويا رب مصر تفضل كده على طول"
وأمام إحدى كافتريات كلية التجارة...التقينا رنا...ولما سألناها عن سبب نزولها الجامعة اليوم...أجابت "أنا نزلت اليوم لكي (أتفرج) على الإضراب ...لكن حتى الآن لم أشاهد شيئا"
نيرمين (علوم) أبدت تخوفها من التأثيرات السلبية للإضراب فهو كما قالت"ممكن يتسبب في خسائر اقتصادية كبيرة"
في مدرج د في كلية التجارة التقينا علا التي قالت"لو كنا واثقين من وجود إضراب بجد...كنا أضربنا"
ويرى شريف من دار العلوم اقترح أن يشمل الإضراب موظفي القطاع العام دون الخاص(عشان يضروا الحكومة)"!!!
هذا الرأي رفضه إيهاب(حقوق)"الإضراب لابد ألا يشمل العاملين بالمصالح الحكومية...لأن هذا سيؤدي إلى زيادة تعطيل مصالح المواطنين (العطلانة أصلا)"
كريم(آداب) اعتبر أن الخسائر المتوقعة من يوم إضراب لا تقارن أبدا بالمكاسب التي ستعود على الناس في حالة نجاحه
أما محمد(حقوق) فاقترح مشاركة الأساتذة في الإضراب أولا"إذا الأساتذة أضربوا...يبقى إحنا أكيد مش هنيجي"
إيهاب من العلوم...اعتبر أن وجود دعوات الإضراب يعبر عن الديمقراطية!!!
على سلم كلية الإعلام تحدثنا مع مؤمن الذي رفض اعتبار اليوم يوم إضراب عام!!" دول شوية شباب على جروب على الفيس بوك...الموضوع خد أكتر من حجمه...بس هي خطوة كويسة من الشباب المصري إنه يتحرك"
في ساحة كلية التجارة...نظم طلاب الاتحاد دورة رياضية شملت (مباراة كرة قدم) حيث تم إنشاء (ملعب كامل) في الساحة ..واستمر اللعب طوال اليوم الدراسي...ناهيك عن دورات الشطرنج وأنشطة الجوالة الأخرى
سألنا الأستاذ طارق مدير كافتريا العمدة عن معدل المبيعات لليوم وهل تأثر بالإضراب؟؟

أجابنا"فين الإضراب ده...المبيعات عادية جدا"

قبل أن نغادر الجامعة ختمنا جولتنا بعم عبده أحد عمال النظافة الذي قال "إحنا مع نفسينا...وملناش دعوة بحد....وربنا يهدينا...وإن شاء الله ربنا يصلح الحال"

ويبقى السؤال....هل سيمر يوم السادس من أبريل كبوم عادي في تاريخ مصر؟؟
أم أنه سيكون كالشرارة التي لها ما بعدها؟؟
أظن أن الأيام القادمة ستحمل الكثير والكثير في الإجابة على هذا السؤال...

ناااااايس موضوع يا محسن بس فين الردووود

هههههههههه كلتها القطة