أسرار جديدة حول الغارات الجوية علي الأراضي السودانية

أعلنت وزارة الخارجية السودانية
أمس‏,‏ أن غارتين استهدفتا مهربين في الأراضي السودانية خلال
الشهرين الماضيين‏,‏ مرجحة أن تكون طائرات حربية إسرائيلية
نفذتهما‏.‏ في حين أكد مسئولون أمريكيون أن المقاتلات الإسرائيلية
قصفت قافلة محملة بالأسلحة ورجحوا استنادا إلي تقارير مخابراتية أن يكون
مصدرها إيران‏.‏

وأكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية
السودانية علي الصادق أن الغارتين استهدفتا مهربي بضائع وليس
أسلحة‏,‏ كما زعمت تقارير إعلامية‏,‏ خلال الشهرين
الماضيين‏.‏ وأوضح الصادق أنه لا يوجد دليل علي أن القوافل التي
تعرضت للهجوم كانت تحمل أسلحة ورجح أن تكون لتهريب البضائع‏,‏
مشيرا إلي أن الشاحنات كانت صغيرة ومن المستبعد حمل أسلحة في شاحنات بهذا
الحجم‏.‏

وقال إن عمليتي قصف وقعتا الاولي في نهاية يناير
والثانية في منتصف فبراير ضد قافلتين لمهربين في منطقة صحراوية غير مأهولة
بالسكان‏.‏

وأضاف المتحدث أن السودان سيرد بـ الطرق
الدبلوماسية عندما يتأكد من هوية الجهة التي نفذت هذه الغارات التي أسفرت
وفقا له عن سقوط قرابة‏40‏ قتيلا‏.‏

وأضاف
الصادق‏,‏ أن الاعتقاد الذي كان سائدا في البداية هو أن الولايات
المتحدة هي التي نفذت تلك الغارتين‏,‏ مشيرا إلي أن السلطات
السودانية اتصلت بالأمريكيين فنفوا بشكل قاطع أن يكونوا ضالعين في
الأمر‏.‏

وأكد أن السلطات السودانية تعكف حاليا علي التحقق
من الأمر‏,‏ مرجحا أن يكون الأمر له علاقة بإسرائيل لكن ذلك
الاعتقاد لم يتأكد بعد علي حد تعبيره‏.‏

وقال
الصادق‏,‏ إنه إذا كانت إسرائيل هي المتورطة فهي بذلك تكون قد
تعدت بصورة غير شرعية علي سيادة دولة أخري بناء علي معلومات خاطئة مفادها
أن العربات كانت تحمل أسلحة‏.‏

وتعتبر تصريحات الصادق أول
إقرار رسمي من جانب الحكومة السودانية بوقوع الهجومين‏.‏ وبالرغم
من أن المصدر السوداني الرسمي تجنب توجيه اتهام مباشر إلي إسرائيل رفض
الكشف عن هويته‏,‏ أشار إلي أن الخرطوم تعتقد أن إسرائيل هي الجهة
المنفذة لهجوم الشهر الماضي‏.‏

وكان وزير الدولة السوداني
للنقل مبروك مبارك سليم‏,‏ قد ذكر أن طائرات أجنبية قامت بغارة في
منتصف يناير الماضي علي قافلة شاحنات تحمل أسلحة لقطاع غزة‏.‏

ولم
يوضح الوزير السوداني هوية الطائرات التي قامت بقصف الشاحنات‏,‏
لكن صحيفة نيويورك تايمز نقلت أمس عن مسئولين أمريكيين قولهم إن طائرات
حربية إسرائيلية هاجمت قافلة من الشاحنات في السودان في يناير للحيلولة

دون
وصول ما يشتبه أنها شحنة أسلحة لحركة حماس في غزة‏.‏ وكشف الصحيفة
أن مسئولين أمريكيين حصلوا علي معلومات سرية تفيد أن إيران متورطة في جهود
تهدف إلي تهريب أسلحة إلي غزة‏.‏

ونقلت الصحيفة عن مسئولين
أمريكيين قولهم إن هناك تقارير للمخابرات تشير إلي أن أحد مسئولي الحرس
الثوري الإيراني توجه إلي السودان لتنسيق الجهود‏.‏ وأضاف
المسئولين الذين رفضوا الكشف عن هوياتهم أن إسرائيل نفذت الهجوم لوقف نقل
الأسلحة إلي قطاع غزة‏.‏

وذكرت الصحيفة أن مسئولين
إسرائيليين رفضوا تأكيد أو نفي الهجوم لكن محللين في أجهزة الاستخبارات
الأمريكية أشاروا إلي أن الهجوم كان متسقا مع إجراءات أخري اتخذتها
إسرائيل لتأمين حدودها‏.‏

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي
إيهود أولمرت قد قال أمس الأول‏,‏ إن إسرائيل تعمل حيثما تستطيع
لضرب أعدائها لكنه لم يشر تحديدا إلي هجوم السودان‏.‏ وأضاف
أولمرت أنه لا يوجد مكان لا تستطيع إسرائيل العمل فيه‏,‏ علي حد
تعبيره‏.‏

وكانت إسرائيل قد وقعت اتفاقا مع الولايات
المتحدة في يناير تعهدت فيه باتخاذ جهود دولية لوقف تهريب
الأسلحة‏.‏ واتهمت إيران بكونها أحد موردي الأسلحة الرئيسيين
لغزة‏.‏ ونقلت تقارير من السودان عن أحد الناجين من الهجوم قوله
إن طائرتين حلقتا فوق القافلة

ثم عادتا وأطلقتا النار علي أربع أو
خمس شاحنات‏.‏ وفي الوقت ذاته أعلن التليفزيون
الإسرائيلي‏,‏ أن إسرائيل أجرت خلال الساعات الـ‏48‏
الماضية سلسلة تجارب ناجحة علي صواريخ مضادة للصواريخ القصيرة والمتوسطة
المدي‏.‏ وخلال هذه التجارب اطلق الخبراء الإسرائيليون بالخصوص
صواريخ نجحت في رصد وملاحقة وتدمير صواريخ اطلقت تباعا أو في آن
واحد‏,‏ بحسب القناة العاشرة في التليفزيون الإسرائيلي‏.‏

ومن ناحية أخري أبدي الرئيس التركي عبدالله جول قلقه من الحكومة الجديدة الإسرائيلية المقبلة برئاسة بنيامين نيتانياهو‏.‏

وقال
جول ـ خلال زيارته لبروكسل ـ إن الأوضاع في الشرق الأوسط ستتجه إلي الأسوأ
إذا اتخذ زعماء الائتلاف الحكومي في إسرائيل مواقف تماثل تصريحاتهم خلال
وجودهم في المعارضة‏.‏