غرقت آلاف المدن حول العالم في ظلام لمدة ساعة ليل السبت، لإحياء مناسبة
"ساعة الأرض،" التي تشكل بادرة رمزية تدل على اهتمام الملايين حول العالم
بالآثار السلبية لظاهرة الاحتباس الحراري.
وتقول الجهات المنظمة للمناسبة إن 2800 مدينة وبلدة انضمت إلى هذه
المبادرة البيئية للتي تجري للعام الثالث على التوالي، تاركة الظلام يخيم
على أجزاء من الأرض بحسب فوارق التوقيت بين المناطق المشاركة.
وأطفأت العاصمة الأمريكية، واشنطن، أنوار قبة "الكابيتول" في حين كان
الظلام يخيّم على مبنى "أمباير ستايت" وجسر جورج واشنطن بنيويورك.
أما في أوربا، فقد غرقت ساعة "بيغ بن" المعروفة في ظلام دامس، وكذلك مبنى
البرلمان، في حين كانت الفلبين أولى الدول الأسيوية التي تنضم للخطوة، مع
إطفاء 650 بلدة لأنوارها.
وفي الشرق الأوسط، شهدت دولة الإمارات العربية المتحدة مشاركة نشطة في
المبادرة، وخاصة في إمارتي دبي وأبوظبي، بينما قام المسؤولون في استراليا
بإطفاء أنوار مبنى الأوبرا الشهير، وسط تجمع حاشد لمئات الأشخاص، في وقت
كان فيه ملعب "عش الطائر" الأولمبي الصيني يتخلى بدوره عن أضوائه.
وحول العالم، ساد الظلام مجموعة من المعالم الشهيرة، وبينها الأهرامات في
مصر وبرج إيفل في فرنسا ومبنى الأكروبوليس التاريخي باليونان وأبنية
الفاتيكان وشلالات نياغارا.
وقال كارتر روبرتس، مدير "صندوق الحياة البرية" العالمي: "سيكون لدينا 100
مليون شخص حول العالم يشاركون في المبادرة، وهذا سيبعث برسالة تؤكد بأن
التغييرات المناخية أمر حقيقي".
واعتبر روبرتس أن مشاركة عدد كبير من المدن الأمريكية في الخطوة "أمر بارز
للغاية" معتبراً أن العالم ينتظر ما ستقوم به أمريكا حيال التبدلات
المناخية ليقتدي بها.
وكانت فكرة "ساعة الأرض" قد انطلقت بشكل غير رسمي من جزيرة "شاثم" الصغيرة
بالمحيط الهادئ، وسرعان ما اقتدت بهم 44 مدينة وبلدة في نيوزيلندا، غير أن
الانطلاقة الرسمية كانت في مدينة سيدني الاسترالية عام 2007.
يذكر أن الكرة الأرضية تعيش حالياً الكثير من التبدلات المناخية بسبب
ارتفاع مستويات التلوث التي تسببت بظاهرة الاحتباس الحراري، ما أدى إلى
تغييرات تطال مسار العواصف وكميات الأمطار، إلى جانب بدء ذوبان الجليد في
القطب الشمالي والمناطق الجبلية.