انسحاب وزير خارجية السودان.. لرفض عقد قمة استثنائية لدعم الخرطوم

تبدأ القمة العربية العادية الواحدة والعشرين اعمالها اليوم علي مستوي
القادة بالدوحة وبدأ القادة فور وصولهم أمس عقد لقاءات ثنائية وثلاثية
للتشاور حول القضايا والموضوعات والتحديات التي تواجه الأمة العربية.

وينتظر القادة جدول اعمال مليئا بالكثير من التشابك والتعقيد وفي
مقدمتها قضية المصالحة العربية ومذكرة توقيف الرئيس السوداني عمر البشير
ومبادرة السلام وجهود السلام في ظل تشكيل اليمين المتطرف في إسرائيل
لحكومة عنصرية وضعت شروطاً وعقبات كبيرة امام مسيرة السلام.. وقالت مصادر
المؤتمر إن جهود المصالحة رغم استمرارها وعلي كافة المستويات إلا انها
مازالت تراوح مكانها.. ولم تتحرك من مربعها الأول نظرا لأن اسباب الخلافات
والخصومة كما هي.

وأوضحت ان هناك تفاؤلا بامكانية اجراء حديث صريح حول الاسباب الرئيسية التي مازالت تعرقل نجاحها.


وأكد الشيخ حمد بن جاسم رئيس الوزراء ووزير خارجية قطر "تبنا" إننا
"تُبنا" ولن ندعو لا حماس ولا نجاد في إشارة واضحة إلي ان قطر لا تريد
احداث أي فرقة أو انقسام عربي جديد حول المشاركة وتوفر كل الاجواء لإنجاح
القمة.

وأكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية حسام زكي ضرورة
معالجة الخلافات المصرية القطرية بعيداً عن الاعلام وان مصر لا تتعاطي في
الخلافات مع قطر إعلاميا مؤكداً أن كل طرف يعرف موقف الآخر وما الذي يريده
وان التناول الاعلامي يكرس الخلاف والانقسام ويضفي ظلالا سالبة ومصر تريد
ان تخرج بالموضوع من دائرة التناول الإعلامي لتمكين أي جهد يبذل مع تصحيح
المسار وتحقيق المصالحة كأمر مثمر وإيجابي.

وقال إن الموقف المصري من المصالحة العربية يظل منفتحا.


وقالت المصادر ل"الجمهورية" إن الجليد بين سوريا ومصر قد ذاب.. ولكن
دواعي الخلاف مازالت موجودة وتتطلب لقاءات ثنائية مباشرة أو لقاءات في
الاجتماعات العربية.

وقالت المصادر إن هناك خلافات عربية كثيرة لا يتم الحديث عنها ولا
تلقي الاهتمام الإعلامي مثل الخلاف الجزائري المغربي والسوري اللبناني
وخلافات أخري بين العراق وجيرانه.

وقد تبخر اقتراح عقد قمة استثنائية للتضامن مع السودان عند طرح
الموضوع علي الاجتماع الصباحي لوزراء الخارجية.. عندما اصر احد وزراء
الخارجية علي ان يكون التضامن بقيام القادة والمسئولين العرب بزيارات
مكثفة للخرطوم تعبيراً عن الدعم والمساندة العربية للبشير وبعد مناقشات
وجدال استمر طويلا حول طي الأمر مما ادي إلي انسحاب وزير الدولة السوداني
للشئون الخارجية علي الكرتي والتوجه من قاعة الاجتماع إلي المطار مباشرة
غضبا واحتجاجاً علي هذا التعامل مع موضوع خطير رأته السودان طوقاً للنجاه
واكتفي الوزراء بإعداد بيان خاص يصدر عن القادة لرفض قرار المحكمة الدولية
بتوقيف البشير والعمل علي تأجيل تنفيذ المذكرة الدولية.

ومن جانبه قال عمرو موسي ان الوضع العربي انتقل في ضوء مبادرة العاهل
السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز والمبادرات والاجتماعات الاخري من
الاضطرابات واليأس إلي الأمل وظهرت ايضا المطالبة بالمصالحة الفورية وهذا
جعلني اتوقف واساهم في الاتصالات والزيارات من اجل المصالحة والظروف الآن
تسمح بالبدء والتحرك نحو المصالحة.

وقال إن هناك اختلافاً بين قرار المحكمة الدولية باتهام البشير وبين
السعي العربي للجوء لنفس المحكمة لمحاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين لأن
القضية الفلسطينية تختلف عن الموقف في "دارفور" حيث يعدد الفرقاء وان قرار
الاتهام موجه لرئيس موجود في السلطة وسوف نواصل السعي للجوء إلي المحكمة
الدولية لمحاكمة مجرمي الحرب علي غزة.

وقد اقر وزراء الخارجية بنود جدول الاعمال التي ليس عليها خلاف
واحالوا القضايا الخلافية إلي القادة.. ومن بين مشروعات القرار التي
اقروها في وقت قصير.. وتفرغوا لأكثر من 7 ساعات علي مدي جلستين لموضوع
المصالحة ومذكرة البشير ومبادرة السلام حيث قرر مجلس الجامعة في اطار
مشروع القرار الخاص بالأمن القومي قيام اجهزة العمل العربي المشترك كل في
مجال اختصاصه بمتابعة العمل ووضع الخطط والبرامج التنفيذية في مجال الأمن
القومي العربي.