استراتيجية أوباما الجديدة بشأن افغانستان‏..‏ تبرير استباقي لضرب باكستان

لا تمل الولايات المتحدة الامريكية من طرح
رؤاها علي العالم ومحاولة اقناع كل الدول بها في مسعي منها لأن يتبعها
الجميع فيما قررت خوضه من صراع‏.‏

ومثلما كثفت جهودها قبل
ضرب العراق لإقناع الدنيا بامتلاك العراقي الراحل صدام حسين لأسلحة دمار
شامل‏(‏ نووي وكيميائي‏)‏ حتي تجدر المبرر لتوجيه ضربتها
له واحتلال اراضيه المستمر من ابريل‏2003‏ تحاول الآن أن تجري
غسيلا لدماغ العالم من خلال ما طرحه الرئيس الأمريكي باراك اوباما منذ
يومين في استراتيجيته الجديدة بشأن افغانستان‏.‏

أوباما
توعد بالقضاء علي من وصفهم بالإرهابيين في مخابئهم الآمنة بباكستان مؤكدا
ان تنظيم القاعدة يخطط لشن هجمات جديدة مدمرة‏!‏ وبالنظر للقرارات
الاخيرة التي اتخذتها الولايات المتحدة بشأن الدفع بالمزيد من قواتها الي
افغانستان بدعوي القضاء علي طالبان مع وصف اوباما لباكستان بأنها اخطر
مكان في العالم بالنسبة للأمريكيين‏,‏ ووصف تنظيم القاعدة بأنه
سرطان يمكن ان يلتهم باكستان نفسها يصبح من السهل توقع الخطوة التالية من
توجيه ضربات للمناطق الحدودية بين باكستان وافغانستان ويمكن ان تشمل بعض
الاهداف داخل باكستان نفسها إذا لزم الأمر‏.‏

كما يصبح من
السهل فهم الاستراتيجية الامريكية من تركيز جهودها العسكرية في افغانستان
بعد اعتماد الكونجرس لمليارات الدولارات التي طالب بها اوباما أخيرا لدعم
قواته هناك‏.‏

ومثلما نجحت واشنطن في حشد‏35‏ دولة
في حرب الخليج الثانية عام‏1991‏ من اجل غزو العراق تحاول الآن
جاهدة ان تقنع شركائها في حلف شمال الاطلنطي بتكثيف وجودهم وتكبير قواتهم
في افغانستان والسعي لاستقطاب شركاء جدد‏.‏

أوباما اكد في
اطار استراتيجيته الجديدة أن الوضع في افغانستان يزداد خطورة هو بطبيعة
الحال يقصد خطورة علي الجنود الأمريكيين الذين يحتلون افغانستان مشيرا الي
ان الحرب لاتزال مستمرة‏.‏

تحذيراوباما لباكستان من انها
إذا لم تتحرك بناء علي المعلومات الاستخبارية الامريكية التي تفيد وتحدد
مواقع هؤلاء الارهابيين علي حد وصفه‏,‏ فإن الولايات المتحدة
ستقوم بذلك وهو امر لابد ان تأخذه باكستان علي محمل الجد وان تستعد
لتداعياته المتوقعة خلال الايام والاسابيع القليلة المقبلة‏.‏

المشكلة
لا تتعلق بخطر يهدد العالم كله كما حاول اوباما ان يصور في اول الأمر
ولكنه يتعلق بأجندة امريكية عسكرية جديدة في وسط آسيا‏(‏
افغانستان وباكستان‏)‏ علي وجه التحديد لم يترك فيها أي مساحة
للاختيار لدي المسئولين في اسلام اباد‏.‏