مصر تطرح ثلاث قضايا علي قمة العشرين بعد غد في لندن

تتطلع أنظار العالم لقمة العشرين التي
ستعقد في لندن‏2‏ أبريل المقبل للخروج من نفق الركود الاقتصادي
الذي دخلت فيه كل دول العالم دون استثناء‏,‏ وتزداد التوقعات
بالتوصل إلي نتائج خلال القمة لأن جميع الاقتصادات العالمية الرائدة
المتقدمة والناشئة ستكون موجودة كما أن القمة ستشهد الظهور الأول البارز
للرئيس الأمريكي باراك أوباما علي الساحة الدولية‏.‏

وتبحث
القمة أوضاع السوق المالية الدولية والوضع الاقتصادي العالمي والازمة
المالية العالمية والنظام المصرفي العالمي وإيجاد حلول للاوضاع المالية
والاقتصادية الدولية الحالية وحدد جوردن براون رئيس وزراء بريطانيا أربعة
أهداف أساسية لقمة العشرين أولها‏..‏ إعادة هيكلة النظام المصرفي
بما في ذلك معالجة الملاذات الضريبية والاشراف الدولي للمصارف‏.‏

أما
الهدف الثاني‏..‏ فهو التنسيق من أجل التأكد من نمو الاقتصاد
العالمي والتنسيق من أجل مستويات أعلي من التجارة العالمية‏,‏
والثالث‏..‏ مساعدة الدول الفقيرة نتيجة تزايد المخاوف من ارتفاع
مستويات الفقر‏.‏ وفيما يتعلق بالهدف الرابع‏,‏ النظر في
إعادة هيكلة المؤسسات الدولية وجعلها ملائمة للاوضاع الحالية بحيث يمكنها
أن تلعب دورا في دعم النمو الاقتصادي العالمي والتجارة العالمية‏.‏

وقد
أظهرت مسودة بيان لمجموعة العشرين أمس أن دعم القطاع المصرفي وزيادة
الانفاق العام وتدبير أموال إضافية لصندوق النقد الدولي ستمكن الاقتصاد
العالمي من النمو بنهاية العام‏2010.‏

وأضاف التقرير نقلا
عن مسودة من‏24‏ نقطة قبيل قمة العشرين‏:‏ أن التوسع
المالي الحالي سيزيد الناتج العالمي أكثر من نقطتين مئويتين‏,‏
وإيجاد أكثر من مليوني فرصة عمل جديدة في أنحاء العالم‏.‏

وأشارت
مسودة البيان الختامي للقمة التي نشرتها صحيفة الجارديان البريطانية إلي
أن القادة سوف يسعون لتجنب آثار الأزمة المالية العالمية التي ضرب
اقتصادات معظم الدول وأنهم سوف يؤكدون بذل المزيد من الجهد لمواجهة التحدي
الكبير الناتج عن الأزمة الاقتصادية التي أثرت بشكل مباشر علي شعوب العالم
رجالا ونساء وأطفالا‏.‏

وأكد البيان أن الأزمة العالمية
تتطلب حلولا عالمية أيضا‏,‏ موضحا أن إقامة الاقتصاد العالمي علي
أساس متطلبات الأسواق العالمية سوف يدعم الجهود الدولية لمواجهة
الأزمة‏.‏

وفي السياق نفسه‏,‏ أكد وزير الخارجية
أحمد أبوالغيط أن الدبلوماسية المصرية علي اتصال دائم بمختلف الدول
الأطراف في مجموعة العشرين من أجل تبادل الآراء حول سبل التصدي
للأزمة‏.‏

وقال أبوالغيط في تصريح أمس إن هذه الاتصالات
عكست اهتمام دول المجموعة بالتعرف علي الرؤي المصرية في هذا
الشأن‏,‏ مشيرا إلي أن الرؤية المصرية ركزت علي ثلاث قضايا
مهمة‏.‏

وأوضح أن أولي هذه القضايا هي أهمية أن تراعي
الحزم والخطط التنشيطية والتحفيزية التي تم الإعلان عنها مصالح واحتياجات
الدول النامية‏,‏ مع السماح لهذه الدول بالتمتع بحيز السياسات
الضروري الذي يتيح لها القدرة علي تطبيق برامج التحفيز الملائمة لإعادة
تنشيط اقتصاداتها والتعامل مع الآثار السلبية للأزمة المالية
العالمية‏.‏

وقال وزير الخارجية‏'‏ أما الرسالة
الثانية التي تم التأكيد عليها فهي أهمية التصدي بحسم لمختلف أشكال
الحمائية التجارية وتأمين انفتاح الأسواق‏,‏ وذلك تعليقا علي
الإجراءات التي اتخذتها بعض الدول للالتفاف حول القواعد الدولية المستقرة
للتجارة‏'.‏

وأضاف‏'‏ أما الرسالة الثالثة والتي
تم التركيز عليها فهي تأكيدنا علي الحاجة الملحة لإعادة مواءمة الهياكل
الدولية للتعامل مع التحديات الجديدة‏'.‏

وأكد أن مصر توظف
كامل ثقلها في المحافل الدولية والإقليمية من أجل دفع الجهود الرامية إلي
معالجة الأزمة المالية العالمية‏,‏ مشيرا إلي تأييد مصر لاضطلاع
الأمم المتحدة بدور أساسي وفاعل في الحوار الدولي لإيجاد الحلول اللازمة
للتصدي للأزمة المالية العالمية لما تتمتع به من آليات متعددة وتمثيل موسع
من قبل جميع أعضاء المجتمع الدولي‏.‏