مسؤول من الخمير الحمر يقر بالتهمة الموجهة له

اقر مسؤول سابق في نظام حكم الخمير الحمر في كمبوديا بالتهم الموجهة له وبالمسؤولية عن الجرائم التي ارتكبت خلال فترة حكم الخمير الحمر.

وعبر كاينج كويك اياف الذي كان يلقب باسم الرفيق دويك عن شعوره بالندم والاسف الشديدين عما قام به.

وقال "ارجو ان تمنحوني الاذن لاقدم اعتذاري للاحياء من ضحايا النظام ولاقربا الذين قتلوا بطريقة وحشية".

واضاف انه لم يكن له منصب مهم في نظام الخمير الحمر وانه لم يكن لديه خيار سوى القيام بما كان يطلب منه

من جانبه قال الادعاء "منذ ثلاثين عاما ومليون ونصف المليون ضحية يطالبون بالقصاص وبالعدالة" مضيفا ان السجن الذي كان يديره المتهم لعب دورا كبيرا في اعمال القتل التي حدثت خلال تلك الحقبة.

يذكر ان المتهم كان رئيس سجن "تيول سلينغ" ويقال ان عددا قليلا من نزلائه بقي على قيد الحياة خلال ادارة المتهم للسجن ويتهم بارتكاب جرائم ضد الانسانية لمسؤوليته عن مقتل 15 ألف شخص على الأقل.

ودويك هو احد رموز نظام الخمير الحمر وأول مسؤول من النظام يمثل أمام المحكمة التي ترعاها الأمم المتحدة.

كما ينتظر اربعة مسؤولين اخرين من الخمير الحمر المحاكمة امام هذه المحكمة.

يذكر ان ان اكثر من مليوني كمبودي قتلوا ابان حكم الخمير الحمر في كمبوديا في السبعينيات من القرن الماضي.

ويعد الوحيد من بين زعماء النظام السابق الذي اعترف بجانب من المسؤولية عما حدث، وطلب الصفح.

ويقول المراقبون إن محاكمة زعيم من زعماء الخمير الحمر يعتبر نجاحا غير عادي، فقد كان الضحايا يخشون من أن ينجو المتهمون من العقوبة بالموت وكبر السن.

شهادة "حاسمة"

ويعتقد أن شهادته قد تكون حاسمة فيما يتعلق بمحاكمة المسؤولين الاربعة الاخرين الذين ينتظرون دورهم في المثول أمام المحكمة.

وهو يواجه حكما بالسجن مدى الحياة لأن المحكمة استبعدت عقوبة الاعدام.

وكان سجن "تيول سلينج" المعروف أيضا باسم اس-21، مركزا للاستجواب أقيم في مدرسة قديمة حيث كان يحتجز المتهمون بمعاداة النظام قبل قتلهم في الحقول المجاورة التي سميت بعد ذلك بحقول القتل.

وقد تضمت لائحة الاتهام الطويلة التي تلاها الادعاء تفاصيل مروعة عن طرق القتل الوحشية التي تتبع في السجن مثل استخدام الانابيب والقضبان المعدينة في قتل المعتقلين.

وكانت مهمة المتهم انتزاع الاعترافات ممن كان النظام يصفهم بالمعادين للثورة وكل شخص دخل السجن كان مصيره القتل حسبما جاء في لاتحة الادعاء.

ويشار إلى أن زعيم الخمير الحمر مات عام 1998 في مكان قرب الحدود التايلاندية.

وكانت كمبوديا قد طلبت قبل أكثر من عقد من الزمان مساعدة الأمم المتحدة في إعداد محاكمات المسؤولين عن عمليات الابادة فيها، وشكلت المحكمة أخيرا عام 2006 عقب مفاوضات طويلة بين الأمم المتحدة وبنوم بن دامت 10 سنوات.