التـأمين الصحــي‏..‏ التـجـــربــــة خـــــير مــــن التـــأجـــيل‏!!‏

جاءت زيارة الدكتور حاتم الجبلي وزير
الصحة غير المعلنة الي السويس لمتابعة تجربة التأمين الصحي الشامل لتعيد
كثيرا من حسابات تعامل الدولة مع ذلك المشروع القومي الحيوي الذي لايزال
يتأرجح بين تأجيلات إقراره برلمانيا وتسويفات بدء تجربته بالسويس وعدم حسم
دراسته الاكتوارية من قبل وزارة المالية رغم اجتماعات اللجان المتواصلة
بين وزارتي الصحة والمالية وبيت الخبرة العالمي الذي يشارك في وضع المشروع
في صورته المالية والتنفيذية التي تضمن له استدامة التمويل‏,‏
وشمولية الخدمات وتكاملها‏.‏

الزيارة التي قام بها الجبلي
جاءت قبل يومين من الموعد الذي كان محددا لانطلاق التجربة وهو أول إبريل
الذي تم تأجيله من أول أكتوبر الماضي‏,‏ ورغم أن وزير الصحة بدا
خلال زيارته راضيا عن استعدادات فريق السويس لبدء التجربة إلا أنه بدا
واضحا أيضا أن الانطلاق الرسمي للتجربة من المرجح أن يكون في مايو المقبل
علي أن يتم خلال الشهر المقبل استكمال باقي الاستعدادات‏.‏

وخلال
الزيارة قام الجبلي بتمثيل دور المريض ليمر بجميع مراحل التعامل مع آليات
تطبيق التأمين الصحي الشامل حيث قام بتسجيل نفسه واستخراج كارنيه للاشتراك
والتعامل مع وحدة طب الأسرة والتحويل الي المستوي الثاني من الخدمة الصحية
في المستشفيات وكذلك التعامل مع الملفات والأشعة والتحاليل وغيرها ورغم أن
فريق السويس والعاملين بالتأمين الصحي كانوا يدركون أن تعاملهم كان مع
وزير الصحة إلا ان تعامله مع الاطباء جعله يسجل ملاحظات مهمة علي الأسلوب
والأداء الخاص بمقدمي الخدمة‏.‏

في غضون ذلك كان الدكتور
سعيد راتب مساعد الوزير للتأمين الصحي يوضح الخدمات التي يقوم بها فريق
السويس والذي يصل عدد أعضائه الي‏56‏ فردا بينهم‏11‏
طبيبا والباقي من التمريض والفنيين والإداريين لافتا ـ الي أن ثلثي العدد
من ابناء السويس‏.‏

علي الهامش كان أول كارنيه للاشتراك في
خدمات التأمين الصحي الشامل يري النور متضمنا أسم المشترك وجهته ورقمه
القومي والوحدة الصحية الأساسية التي يتعامل معها والمستشفي الذي يعالج
به‏.‏

سألت الدكتور عصام أنور المسئول عن فريق السويس عما
تم من اجراءات حتي الآن فقال إن التأمين الصحي الشامل يستهدف الوصول
الي‏48%‏ من المصريين غير المؤمن عليهم حاليا وإدماجهم في
الـ‏52%‏ من المواطنين المؤمن عليهم من العاملين بالدولة واصحاب
المعاشات والعاملين بالهيئات المختلفة وطلاب المدارس‏.‏

أشار
الي أنه خلال التجربة الحالية سيتم التطبيق الفعلي علي‏15‏ ألفا
من المواطنين الذين يتعاملون مع خدمات وزارة الضمان الاجتماعي حيث ستتحمل
الوزارة قاصدا الضمان قيمة الاشتراك السنوي وتستخرج لهم كارنيهات يتم
ربطها بوحدات طب الأسرة والمستشفيات في إطار البروتوكول الذي تم توقيعه
بين الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة والدكتور علي المصيلحي وزير التضامن
الاجتماعي‏.‏

قال خلال ابريل سيتم استخراج‏10‏
آلاف كارنيه للاشتراك في المشروع والتجربة الجديدة لافتا الي أنه بالنسبة
للصيادين بالسويس فقد تم الاتفاق مع جمعية رعاية الصيادين علي إعداد قائمة
بالصيادين لإدخالهم التجربة وبالفعل أخذنا الاسماء واعطيناها لوزارة
التضامن لتقديم الدعم الكامل لهم مشيرا الي أن اللواء سيف جلال محافظ
السويس وافق علي قيام صندوق الرعاية بالمحافظة بدفع الدعم
المطلوب‏.‏

وهنا تجدر الاشارة الي أنه كان من الضروري أن
تكون بداية انطلاق التجربة بدون تحصيل أي اشتراكات من الراغبين في
الاستفادة من التأمين الصحي الشامل وأن تقتصر تلك الاستفادة علي الأشخاص
الذين تتحملهم وزارة التضامن الاجتماعي والجهات الداعمة للتجربة لأنه
باختصار وحسب مصدر مسئول بالتأمين الصحي ـ لا يمكن تلقي اشتراكات قبل
موافقة مجلس الشعب علي القانون لأن تحصيل تلك الاشتراكات سيكون غير
دستوري‏.‏

سألت الدكتور عصام أنور عن تقييمه للاستعدادات
فقال إنه متفائل جدا رغم الخوف الذي يسيطر عليه تجاه مشروع ينتظره كل
المصريين‏.‏

في غضون ذلك كان الدكتور حاتم الجبلي يؤكد أنه
تم الانتهاء من المشروع في مدرسي وأن الدراسة الاكتوارية أنتهت وبالفعل
وأن اقرارها والموافقة عليها من قبل وزارة المالية يعني وضع ضمانات
لاستدامة التمويل ونجاح التأمين الصحي الشامل‏.‏

وقال إن
لجنة الصحة بمجلس الشعب برئاسة الدكتور حمدي السيد ولجنة الصحة بالحزب
الوطني برئاسة الدكتورة مديحة خطاب تابعتا علي الطبيعة تشغيل الأنظمة
الأساسية للرعاية الأولية ورعاية المستوي الثاني والثالث من تقديم الخدمة
الصحية للمستفيدين‏.‏