دعونا نتفائل

لا أريد أن أكون متفائلاً أكثر من اللزوم ولا متشائماً وإنما أرغب ان
أكون موضوعياً وعقلانياً وأتساءل : ماذا يمكن أن يصنع مدرب بأقل من شهرين
لأي فريق مقبل على المشاركة في بطولة بمستوى بطولة كأس العالم أو أكثر؟


فبطولة القارات كما هو معروف يشارك فيها أبطال القارات أي بمعنى آخر
أحسن فريق فى القارة بينما يمكن وصول فرق أقل مستوى الى بطولة كأس العالم
عن طريق التصفيات التي قد تجمعها مع منتخبات ذات مستويات متدنية. ان
الصربي بورا ميلو ينو فيتش مدرب معروف قاد خمسة منتخبات في نهائيات كأس
العالم ولكن السؤال الذي يطرح نفسه، هل أن ( بورا) درب هذه المنتخبات لمدة
شهرين كما هو الحال مع منتخبنا الوطني.


طوى الاتحاد صفحة المدرب عدنان حمد في حزيران 2008 وتم تعيين فييرا
وإقالته بعد خليجي 19 فى شهر كانون الثاني 2009 وبعد ذلك الحين أصبحنا
نسمع أن الاتحاد مقبل على التعاقد مع مدرب محلي ثم اجنبي وتناقلت الاخبار
أسماء عديدة من المدربين المحليين الى أن استقر الرأي على المدرب المحلي
راضي شنيشل أما المدرب الاجنبي فكانت هناك أسماء مثل جمال الدين موسوفيتش
وتورسييه إلا أن الاختيار وقع أخيراً على المدرب الصربي ( بورا).


وذكر الاتحاد العراقي لكرة القدم فى مناسبات مختلفة أنه لا يملك المال
الكافي للتعاقد مع المدربين الاجانب ولا أدري كيف سيوفر رواتب المدرب (
بورا) أم ان جهة أخرى هي التي تكفلت بدفع مصاريفه او ان الاتحاد سيدفع
رواتبه بعد الحصول على حصته من كأس القارات !


فى عام 1986 وعند مشاركة العراق فى بطولة كأس العالم فى المكسيك لعبنا
ضمن المجموعة الثانية التي ضمت كذلك باراغواي وبلجيكا والمكسيك ، خسرنا مع
اورغواي ( صفر – 1 ) بعد أن ألغى الحكم هدفاً صحيحاً لأحمد راضي جاء من
ضربة زاوية إلا ان الحكم اطلق صفارته معلنا انتهاء الشوط والكرة في الهواء
وخسرنا أمام بلجيكا ( 1- 2) وسجل هدف العراق احمد راضي ، اما المباراة
الثالثة التي أقيمت فى العاصمة مكسيكو سيتي فقد خسرناها (صفر – 1 ) أمام
المكسيك حيث غاب فيها خيرة لاعبي المنتخب الوطني بسبب الاصابة أو الحرمان
ولكن الشيء الذي أود ذكره ُ ان مدرب العراق آنذاك كان البرازيلي ( ايفرستو
) الذي تمت اعارته لنا من قطر، أما مدرب المكسيك فكان ( بورا) الذي تعاقد
العراق معه حالياً لتدريب منتخبه.




وتشاء الصدف ان يكون (بورا) مدربا للعراق يحاول ان يقوده للإنتصار بعد ان فاز عليه في المكسيك فهل يستطيع ذلك ؟



ابتداءً أتمنى من كل قلبى ان يتمكن من ذلك ولكن المؤشرات ربما ستكون
ضده خاصة عامل الوقت وجَمع اللاعبين والمباريات التجريبية وغيرها من
الأمور المهمة لتحقيق الفوز التي أعتقد أن عامل الوقت سيقف حائلاً دون
تحقيقها وهنا يبرز دور الاتحاد بتوفير هذه المستلزمات . وبرغم ان (بورا)
هو المدرب الوحيد الذي عمل مع خمسه منتخبات فى نهائيات كأس العالم إلا أنه
أقيل من منصبه مرتين كانت الاولى من قبل منتخب هندوراس والثانية من نادي
السد القطري الذي مازال يحتفظ بعلاقة طيبة معه ويدعى سنوياً الى نهائي
بطولة كأس الامير.


وجاء إنهاء عقده من نادي السد القطري بسبب تواضع نتائجه وعدم تحقيق
طموح الفريق إلا أنه – والحق يقال – صنع لهم لاعبين استطاعوا أن يحققوا
للنادي نتائج جيدة فى السنوات التي تلت مغادرته.


ختاماً لننتظر نتائج المنتخب الوطني فى بطولة كأس القارات وعندها نحكم
على المدرب وعن جدارته للاستمرار أم الاستغناء عنه ونعود من جديد للبحث عن
مدرب آخر..أقول: لننتظر ونرى.