تحرير سيناء‏..‏ ملحمة عطاء بلا حدود المشروع القومي للتعمير ........................

أكثر من ربع قرن مرت علي تحرير سيناء‏,‏ تلك
الذكري العطرة التي تحولت عيدا لمصر كلها نحتفل به كل عام في‏25‏ أبريل‏,‏
هذا العيد يأتي ليتحول إلي مظاهرة فرح وبهجة‏,‏ ليس في سيناء وحدها‏,‏
ولكن في كل أنحاء الجمهورية‏,‏ حيث عاد هذا الجزء العزيز علي مصرنا بالعرق
والدم والتضحيات‏,‏ وبطولة وعزم الرجال‏.‏ والآن وبعد مرور‏27‏ عاما علي
التحرير‏,‏ وبعد أن وضعت الدولة خططا طموحا لتنمية سيناء يشعر الجميع‏,‏
خاصة مواطني سيناء‏,‏ برغبة حقيقية في أن يتحول الحلم والفرح والمهرجانات
إلي كشف حساب ماذا تحقق علي أرض الواقع؟ وماذا وضعت الدولة من خطط
مستقبلية ليستمر العطاء وتستمر نهضة التنمية؟ عشرات من المشروعات الكبري
مازالت تراوح مكانها وتصطدم بها معوقات تخرج عن إرادة القائمين علي تنفيذ
مشروعات التنمية تارة‏,‏ وتارة أخري يقف المسئول عاجزا عن استكمال المسيرة
لأخطاء هندسية‏,‏ أو قصور مالي‏,‏ أو إهمال في التنفيذ‏,‏ فسيناء شمالها
وجنوبها مازال بها الكثير من المشكلات التي تعوق التنمية‏,‏ وتخطت الجداول
الزمنية التي وضعت للتنفيذ‏,‏ فعلي سبيل المثال هناك تعثر واضح في المراحل
النهائية في تنفيذ ترعة السلام

نظرا لحاجة المرحلة الرابعة من
المشروع إلي محطات رفع عملاقة في كل مراحلها‏,‏ وهناك خلاف علي توزيع
الأراضي في مسار الترعة التي وضعت خطأ بالقرب من ساحل البحر المتوسط مرورا
بساحل شمال سيناء الشمالية بدلا من أن تتخذ مسارا آخر بعيدا عن مياه البحر
المتوسط شديدة الملوحة‏,‏ وبدلا من أن تحتاج مراحلها النهائية إلي محطات
رفع‏,‏ الأمر الذي يحتاج إلي أموال طائلة‏.‏ أهالي سيناء أيضا الذين
يعيشون فرحة النصر وفرحة التحرير مازالوا ينتظرون تعمير تلك الأراضي
الشاسعة التي يهرب منها أهل الوادي ومازالت مشروعات الإسكان تحتاج إلي
مزيد من العناية لزيادة القدرة الاستيعابية في جميع مدن سيناء‏,‏ وهناك
أيضا قلة من رجال الأعمال الذين يتجهون بمشروعاتهم واستثماراتهم إلي سيناء
الشمالية بشكل خاص‏,‏ ومازالت سيناء تحتاج إلي البشر قبل الشجر‏,‏ والماء
قبل الغذاء‏,‏ ونحن نحتفل بأعياد التحرير لابد أن نقدم كشف حساب لأنفسنا
ماذا شملت الخطة التي وضعتها الدولة لتعمير سيناء؟ وما تم تنفيذه علي أرض
الواقع؟ وما هي المعوقات التي حالت دون تنفيذ جميع بنود خطة التنمية في
شمال وجنوب سيناء‏,‏ ذلك الجزء العزيز الغالي الذي روته دماء أبناء مصر
الأبرار

وكل حبة رمل فيها تحمل بطولات الرجال وتضحياتهم بطلها
الإنسان المصري وأبناء سيناء ورجال القوات المسلحة‏,‏ فأين يقف الآن
المشروع القومي لتنمية سيناء؟ وللإجابة عن هذا السؤال ونحن نحتفل بتحرير
سيناء حرص الأهرام المسائي علي إعداد ملف كامل بمناسبة أعياد تحرير سيناء
أرض التنمية والانتصارات‏,‏ حربا وسلما‏,‏ التي يصنع منها الإنسان المصري
علي الدوام ملحمة عطاء مستمرة بلا حدود‏.‏