دعت
الولايات المتحدة السلطات الباكستانية الى العمل بفعالية لمواجهة تحركات
مسلحي طالبان، وذلك بعد يوم من انتقاد واشنطن لاسلام اباد على ما وصفته
بتقديم الحكومة تنازلات لصالح طالبان.
وقال وزير الدفاع الامريكي روبرت غيتس ان المسؤولين في هذا البلد يدركون خطر طالبان، وعليهم التحرك لمواجهة هذا الخطر.
كما
اعلن الناطق باسم البيت الابيض روبرت غـيبس أن واشنطن تتابع الاوضاع
الامنية في المنطقة، معبرا عن قلق بلاده من اقتراب مسلحي طالبان باكستان
من العاصمة اسلام آباد.
وكانت
قد أكدت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلنتون في وقت سابق على ضرورة
دعم باكستان لاجراء تغييرات داخلية لمعالجة ما وصفته بالتهديد الذي تشكله
طالبان.
وأضافت
كلنتون قائلة : " ان تغيير العقليات ليس سهلا، ولكن أعتقد أن هناك وعيا
متزايدا لدى الشعب الباكستاني، وليس فقط عند الحكومة، بان هذا التمرد الذي
يقترب شيئا فشيئا من المدن الكبرى يشكل تهديدا. هناك فرصة للعمل بالتعاون
مع الحكومة الباكستانية، لمساعدتهم في الحصول على دعم لإحداث تغيير في
العقلية، وبالتالي العمل بفعالية لمواجهة هذا التهديد".
وقد اثارت
سيطرة مسلحي طالبان باكستان على مناطق قريبة من العاصمة اسلام اباد
المخاوف وزادت الانتقادات الداخلية والخارجية للحكومة الباكستانية
وللاتفاق، الذي أبرمته لتطبيق الشريعة الإسلامية في وادي سوات مع حركة
طالبان.
فالانتقادات والمخاوف اصبح لهما ما يبررهما على الارض
بعد ان حولت طالبان الاتفاق إلى غطاء لقيامها بنشر مسلحيها والسيطرة على
مبان ومقرات ومساجد واقامة حواجز على الطرقات وتوسيع نطاق نفوذها خارج
وادي سوات.
بدورها حذرت الولايات المتحدة التي كانت من اشد
المعارضين للاتفاق من خطورة الوضع، إذا ما وقعت سلطة دولة نووية بيد
متطرفين، وركزت انتقاداتها على فشل سياسات الحكومة الباكستانية في استقطاب
ولاء المناطق التي يتوسع فيها نفوذ طالبان.
وفي هذا السياق لم
يخف رئيس هيئة اركان الجيوش الامريكية مايكل مولين وخلال تفقد قواته في
افغانستان قلقه من ان تصاعد العنف وانتشار نفوذ طالبان في باكستان، الدولة
الحليفة في الحرب على الارهاب، وهو ما سيؤثر على جهود وعمل الولايات
المتحدة لتحقيق الاستقرار في افغانستان.
وكان
قد قتل شرطي واصيب اخر في باكستان بهجوم مسلح على دورية عسكرية في منطقة
بونير القريبة من العاصمة اسلام اباد. وأرسلت الحكومة قوات اضافية لحماية
المراكز الحكومية في المنطقة بعد وصول مسلحين من طالبان اليها.