في
يوم 9 من مايو/أيار من كل عام تحيي شعوب الاتحاد السوفيتي السابق ذكرى يوم
النصر الجليل للشعب السوفيتي على ألمانيا الهتلرية وسط فعاليات احتفالية
جماهيرية. وفي هذا اليوم يفد آلاف من مواطني لاتفيا الى نصب الجندي
المحرر، ليضعوا باقات من الزهور عنده، تكريما لذكرى اولئك الذين وهبوا
حياتهم من اجل تخليص العالم من طاعون النازية. إلا انه قد يحرم سكان
العاصمة اللاتفية من حقهم الشرعي للتعبير عن احترامهم لاولئك الجنود هذا
العام. فيحاول بعض الساسة الراديكاليين فرض حظر على الاحتفالات بيوم النصر
لادعائهم بان الجيش السوفيتي قام باحتلال بلدهم، وبالتالي فان هذا النصب
يخلد ذكرى جنود الجيش المحتل، سيما وان تلك الاصوات تعالت على خلفية
صراعات من اجل كسب اصوات الناخبين في من خلال رفع شعارات مناهضةً للحِقبةِ
السوفيتية. وهكذا فقد اعلن عمدة العاصمة انه قد تحظر الفعالية القادمة
وذلك تحت ذريعة احتمال "حدوث صدامات " بين مناصري المحافظة على تقاليد
التاريخ العظيم، وولئك الذين يحاولون اعادة كتابة هذا التاريخ. وتجدر
الإشارة إلى انه ليست ريغا وحدها تشهد مثل هذه الاختلاف بالاراء. فقد
أقدمت سلطات إستونيا الجارة على نقل نصب الجندي المجهول من وسط العاصمة
تالين الى احدى مقابرها، مما اثار إمتعاض ألاف المواطنين اللاتفيين،
وخاصة قدامى محاربي الحرب الوطنية العظمى الذين دافعوا عن وطنهم جنبا إلى
جنب مع ابناء الجمهوريات السوفيتية الاخرى.