العقبة
- بترااستحضر قاصون وشعراء الليلة قبل الماضية في العقبة صورة كرك
"الهيّة" وشدة بأس مقاوميها ومراسهم في صد العسكر التركي في بواكير القرن
الماضي.ورسموا في أُمسية ثقافية صورة ايقونية للكرك التي أسبغت على
انسانها هوية التفتت الى فضائها الاردني والعربي ، حتى غدت فلسطين القضية
مكونا نفسيا لا يبرح عيني مدينة المؤابيين.واحتفى القاصون والشعراء في
امسية نظمتها لجنة مدينة الكرك عاصمة الثقافة الاردنية بالمكان الكركي ،
متوقفين عند اسهامات انسانه الايجابية في المشهد القومي.وقال القاص نايف
النوايسه المنسق العام لمشروع المدينة ، ان مساهمة الأطراف في الفعل
الثقافي مساهمة مهمة وفاعلة وليست هامشية ، لافتا الى ان من شأن مشروع
المدن الثقافية تجديد وتوحيد الجهود الثقافية وتحريك المشهد الثقافي ،
لينخرط المثقف في تشكيل الوجدان الشعبي وتحصينه في مواجهة العولمة
وانعكاساتها السلبية.وتحدث الزميل القاص عبدالمهدي القطامين في تقديمه
للامسية عن المكان في الكرك بوصفه شخصية تركت اثرا عميقا في بناء انسانها
عبر الزمن ، متوقفا عند محطات فعل كان للكرك فيها بصمة ستبقى تشكل الضمير
الجمعي لناسها ، الذين هبوا لصد العدوان عن القدس وفلسطين حين ازفت ساعة
اللقاء مع العدو.وفي استعارة ذات مغزى ، قال الشاعر هشام القواسمه انه
ينحاز لعفرا التي ما تزال تنتظر فارسها المصلوب هناك صريع حق وعدالة وبحث
عن حرية يطفئ المحتل وهجها .بينما قرأ القاص سعود الفراهيد قصة محملة
بدلالات المكان ومراوحته بين الذاتية وضمير الناس الجمعي ، وانحيازهم
للوطن في رحلة البحث عن الذات.أما الشاعر واصل مبيضين فأسمع الحضور مواويل
تهتف للارض والانسان وتجلهما على الرغم من قسوة اللحظة.الكاتب وضاح محادين
فغاص في العقبة مدينة وتاريخا وموجا ، وسعى حثيثا للحفر في ذاكرة المكان
الذي جاور البحر جوار المحب.وفي نصه القصصي استعاد القاص نضال زغايبه صورة
والدته الراحلة بوصفها تجسيدا لحوار الحياة وقصة غيابها الموجع.أمّا
القاصة ايناس القسايمة فحملت نصوصها اكثر من دلالة ، كان جوهرها الفقد
والألم ومحاولة الانتصار على الواقع بالتماهي في البحث عن مبررات الوجود
في عالم يعصف بالأحلام.واختتم عازف الربابة صلاح الشمايله الأمسية بعزف
على أوتار باحت بمكنونات من وحي المكان الخالد.