دعوة زقزوق لزيارة القدس بتأشيرات إسرائيلية تثير جدلا واسعا

هيثم فارس- أثارت دعوة الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف
المسلمين لزيارة القدس بتأشيرة إسرائيلية جدلاً واسعاً ، حيث اعتبرها
البعض دعوة تستحق الترحيب وتدعم اختيار القدس هذا العام لتكون عاصمة
للثقافة العربية والإسلامية، فيما أعلن مثقفون وعلماء رفضهم لها واعتبروها
تطبيعا مع تل ابيب.وقال الدكتور نصر فريد واصل مفتي مصر الأسبق إن
قبول الدعوة يمثل اعترافاً من العرب والمسلمين بسلطة إسرائيل وهيمنتها على
القدس، خاصة أن دخول المدينة المقدسة لن يتم إلا بتأشيرة سفر إسرائيلية،
ووفقاً لما تحدده سلطات الكيان من قواعد وضوابط وإجراءات.وقد شنن
المفكر والمؤرخ الفلسطيني عبد القادر ياسين هجومًا شديدًا على تصريحات
زقزوق ، وقال إن هذا تطبيع واضح لا لبس فيه، مشيرًا إلى أن مثل هذه الأمور
لا تحتاج إلى اجتهادٍ دون فتوى لا من زقزوق أو غيره، وشدد على أن الذهاب
إلى أي سفارةٍ أو مؤسسة صهيونية يُعتبر تطبيعًا، فما بالك إذا كان
بتأشيرةٍ صهيونية.واختتم كلامه موجها نصيحة لزقزوق قائلاً: "إذا
كنت لا تستطيع مدَّ العون إلى الشعب الفلسطيني فـ"نقطنا بسكاتك"، ولا
تجتهد خارج دائرة الاجتهاد، خاصةً أن فلسطين تحتاج مَن يحررها لا مَن
يعترف بمُحتلِّها.من جانبه، استنكر د. حمدي حسن الأمين العام
المساعد للكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين في مجلس الشعب تصريحات وزير
الأوقاف، ووصفها بالغريبة، مشيرًا إلى أن هذه جريمة لا يمكن أن تغتفر في
حق المقدسات، فضلاً عن الجريمة الأخرى في رأيه الشخصي وليس المؤسسة
المصرية.وقال إن آراء الوزير امتداد طبيعي للحزب الوطني والحكومة
التي تشارك في فرض الحصار على غزة، وحاكمت المصريين الذين تضامنوا مع
أهالي غزة في الحرب الصهيونية الأخيرة، فضلاً عن كون رأيه يخالف رأي
الشريعة الإسلامية والفطرة إذا كان هناك عقلٌ يُفكر في مصلحة أمةٍ لا
مصلحة حزب.وفى المقابل ، ثمن سفير فلسطين في القاهرة
ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية نبيل عمرو، دعوة وزير الاوقاف
المصري الدكتور محمود حمدي لزيارة القدس والصلاة في المسجد الأقصى .وقال
سفير فلسطين في القاهرة ان هذا الموقف وهذه الدعوة للمصريين والمسلمين من
قبل وزير الأوقاف لزيارة الأقصى تعتبر أحد أهم وسائل الدعم الفاعل لصمود
أهلنا فى القدس وفلسطين بصفة عامة.وقال نبيل عمرو ان مشاهدة مصريين
يصلون في المسجد الأقصى وكنيسة القيامة ستعطي أملا وثقة كبيرة
للفلسطينيين، وإذا كان هناك من يعتبر ان هذا نوع من التطبيع فقد جانبه
الصواب لأن الذاهبين لن يقيموا أية علاقة مع الإسرائيليين وكل تعاملهم
سيكون مع الفلسطينيين.وكان زقزوق قد دعا خلال كلمه له فى ندوة
"القدس من المنظور الإسلامي"، التي نظمها المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية
في مسجد النور بالعباسية، المصريين وكل المسلمين إلى زيارة القدس حتى ولو
(بتأشيرات إسرائيلية).وقال زقزوق "أنه لا يجوز أن نتعامل مع هذه
القضية على أنها قضية فلسطينية أو عربية فقط، وإنما على اعتبار أنها قضية
إسلامية، فمثلما يحج المسلمون إلى بيت الله الحرام فى مكة المكرمة يجب
عليهم أيضا أن يزوروا (القدس) و(المسجد الأقصى) بمئات الآلاف سنويا، حتى
نؤكد للعالم أجمع أن القدس قضية كل المسلمين".ونفى زقزوق أن تكون دعوته دعماً لسياسة التطبيع بين العالم الإسلامي وإسرائيل.وقال
زقزوق "هذه دعوة إسلامية خالصة هدفها نقل رسالة واضحة للعالم كله وليس
للإسرائيليين وحدهم، وهي أن الأقصى كان وسيظل في وجدان كل مسلم ولن نقبل
المساس به ولن نفرط فيه في يوم من الأيام.وأضاف "لابد أن يدرك
الجميع أن زيارة المسلمين للقدس حتى ولو تمت بتأشيرات سفر إسرائيلية فلن
تسعد الإسرائيليين بل ستكون مصدر إزعاج دائم لهم، فكل مخططاتهم تستهدف قطع
الصلة الروحية بين المسلمين وثالث الحرمين الشريفين، وحالة الفراق والبعاد
بين المسلمين ومسجدهم الأقصى ومدينتهم التاريخية المقدسة ستحقق لليهود
أهدافهم”.
وحث زقزوق المعترضين والمتحفظين على دعوته بالنظر بإمعان في سياسات ومواقف
اليهود الذين يحاولون دائماً إزعاجنا بادعاءات ومزاعم وجود ممتلكات لهم في
بلادنا ومحاولة اختراقنا بإرسال وفود صهيونية للمشاركة في فعاليات ثقافية
وعلمية في بلادنا، فهم يدركون أن هذه الزيارات ستزعجنا وتثير الجدل
والخلاف بين السياسيين والمثقفين في بلادنا وهذا في حد ذاته هدف يسعون
إليه.وأكد
زقزوق أن أبرز القيادات الدينية والسياسية الفلسطينية ترحب بدعوته، وقال
لقد التقيت بالعديد منهم ورحبوا بهذه الدعوة وأكدوا أن زيارة المسلمين
للقدس ستحقق منافع سياسية واقتصادية وثقافية لإخوانهم داخل المدينة
المقدسة، حيث يعيشون في ظل ظروف قاسية للغاية نتيجة موجات التطرف اليهودي
التي تستهدف الأقصى والتي لا تتوقف، ونتيجة الحصار الخانق والظروف
الاقتصادية الصعبة.

شكرا عالموضوع

نايس مجهود يا مان !!!