ساحة الفردوس في بغداد منبر حر لكل العراقيين

من هنا مر التاريخ ليسقط صنما طالما اطل نقما في نفوس
العراقيين، من ساحة الفردوس وسط العاصمة بغداد كانت اللحظة الاولى التي
انبأت العراقيين بولادة يوم جديد بتاريخ جديد لعراق جديد، فبعد ان دخلت
قوات التحالف في التاسع من نيسان/ ابريل وسط الساحة، تهافتت ايادي
العراقيين لتسقط التمثال الاكبر في العاصمة ولتعطي معنى السقوط الحقيقي
برمزيته للنظام الدكتاتوري الذي جثم على نفوس العراقيين اغلبهم قدموا
الضحايا والقرابين ضريبة لوجودهم تحت وطئة هذا النظام، قدموا كذلك قرابين
اخرى تضحية للخلاص واملا بالتغيير الشامل نحو الديمقراطية والحرية المطلقة
دون تكميم للافواه ودون دماء تسيل كل يوم في سجون مظلمة.
وتحولت
ساحة الفردوس الى منبر للتعبير عن رأي العراقيين والاعلان عن رفضهم
للسياسات التي راح وعيهم السياسي يحفزهم على الاعتراض عليها فضلا عن الكشف
عن مطالبهم من الحكومة او الجهات السياسية، وكأن الامر تحول من ساحة لا
يسمح فيها الا للصمت امام سطوة التمثال القائم في وسطها الى مركز يؤكد
الحالة الديمقراطية الجديدة التي يعيشها العراق. وبدأت ساحة الفردوس تشهد
بين اونة واخرى المظاهرات التي تندد بالقرارات التي تتخذ من قبل الحكومة
او تلك التي تعتبر غير عادلة من قبل البعض، وحسب وجهة نظرها، الامر الذي
يعد من المحاور الرئيسة لما آلت اليه الامور في هذه المنطقة التي اعتبرها
الكثير قلب بغداد النابض.
وساحة الفردوس هي احدى الساحات
الرئيسة لجانب الرصافة من العاصمة، ويطل عليها فندفي الميريديان وشيراتون،
شهدت التحول الاول بازالة نصب الجندي المجهول وتشييد تمثال الصنم بطول 12
مترا مع 28 عمودا موزعة حول الساحة تشير الى تاريخ ولادة رئيس النظام
البائد.
وبعد ان ازال النظام السابق نصب الجندي المجهول الذي
طالما حمل معاني كبيرة في نفوس العراقيين، من وسط الساحة، ازيل تمثاله
ولكن هذه المرة بصوت عال اطلقته حناجر العراقيين التي نزفت دما والما
وهماً على مدى اكثر من ثلاثة عقود ونصف، لتطوى بذلك صفحة الالم الكبير.
بعد
سقوط التمثال انبرى عدد من الفنانين الشباب عرفوا بالناجين الى وضع تمثال
صغير صنع من مواد بسيطة يرمز الى وحدة العراقيين وهو يرفع شمسا سومرية،
كان يكفي لاعطاء معنى جديد للحياة الجديدة في العراق.

شكرا عالموضوع

نايس مجهود يا مان !!!