دعت
ألمانيا وبولندا يوم 27 أبريل/نيسان الاتحاد الاوروبي الى مساعدة أوكرانيا
في التغلب على الازمة السياسية الداخلية التي تواجهها. وجاء ذلك في البيان
المشترك الصادر عن وزيري الخارجية الالماني والبولندي فرانك فالتر
شتاينماير ورادوسلاف سيكورسكي اللذين تقدما به في اجتماع لمجلس الاتحادي
الاوروبي على مستوى وزراء الخارجية.
وقد طرح السياسيان الاوروبيان اقتراحا كهذا لاول مرة، اذ انهما كانا يصفان سابقا ما يحدث في أوكرانيا بقضيتها الداخلية.
وتقترح
ألمانيا وبولندا على الاتحاد الاوروبي المشاركة في المصالحة بين رئيسة
الوزراء يوليا تيموشينكو ورئيس الدولة فيكتور يوشينكو تمهيدا لتقديم
المساعدة الاقتصادية الاوروبية الى أوكرانيا والحيلولة دون انهيار
اقتصادها.
وبحسب رأي وزيري الخارجية فان تطور الاوضاع في اوكرانيا
قد يؤدي الى عواقب صعبة للاقتصاد الاوروبي ككل والدول الاعضاء فيه ضمنا.
في هذا السياق دعت برلين ووارسو الى اتخاذ موقف اوروبي موحد في ما يخص
تقديم مساعدة طارئة الى اوكرانيا، وكذلك ايفاد بعثة اوروبية الى هذا البلد
باسرع وقت ممكن بغية تقييم الوضع ميدانيا. ومن شأن هذه البعثة ان تقنع
الساسة الاوكرانيين والمعارضة ضمنا بالوصول الى تفاهم ولو حول الاجراء ت
المراد اتخاذها بشكل عاجل لتذليل الازمة الاقتصادية.
وكان
صندوق النقد الدولي قد خصص لاكرانيا قرضا بمقدار 16.4 مليار دولار تلقت
اوكرانيا منه 4.5 مليار دولار فقط . اما تسليم الباقي من الاموال فقد
اوقفه صندوق النقد الدولي بحكم غياب برنامج اوكراني واضح ودقيق من شأنه ان
يكافح الازمة. وقد طرح الصندوق عددا من المطالب ازاء اوكرانيا، ومن أهمها
تغطية العجز في الميزانية التي أقرتها اوكرانيا لعام 2009 ، حيث ان
السلطات الاوكرانية ارادت بهذا العجز كسب دعم الناخبين. ويرجح ان يمنح
صندوق النقد الدولي في مايو/آيار القادم اوكرانيا مبلغا اخر قدره 2.8
مليار دولار في حال تنفيذها الشروط التي قدمها إليها.
واوضح
مصدر دبلوماسي لوكالة "ايتار – تاس" الروسية على هامش لقاء وزراء الخارجية
الاوروبيين انه توجد لدى اوروبا 3 انواع من المخاوف إزاء اوكرانيا. وهي
اولا – ان الازمة قد تؤدي الى انقطاع في ترانزيت موارد الطاقة الروسية عبر
اراضيها. ثانيا – قد تغدو الازمة ضربة جديدة نحو النظام المصرفي الاوروبي
وبالدرجة الاولى في دول اوروبا الشرقية والذي كان قد تعرض للضرر جراء
الازمة المالية. وثالثا واخيرا – يبدي عدد من الساسة الاوربيين الشرقيين
مخاوف جدية من ان اوكرانيا يمكن ان تربط نفسها بروابط اقتصادية وسياسية
مع روسيا في حال اذا لم ينجح الاتحاد الاوروبي في تقديم المساعدة
الاقتصادية لها ولم يتمكن من اقناع الساسة الاكرانيين بإعلان هدنة ولو
للفترة التي تحاول اوكرانيا فيها الخروج من الازمة.