فـي الأقصــر:
البالون الطـائر بين أحـــضان الطبيعـة وعـبـق التاريـــخ
السائحــــون يتهافتـون عـليه وتصل تذكرته إلي200 يـورو للفـرد
الطيران المدني يقرر إيقاف رحلاته بعد الحادث الأخير
في
أول ضوء للشمس ووسط اقدم حضارة عرفها التاريخ, تزاحم السائحون من أجل
الاستمتاع به فمنهم من دفع باليورو ومنهم من دفع بالدولار ومنهم من دفع
بالجنيه المصري. من أجل أن يقضي ساعتين كاملتين يسجلهما كل عاشقيه في
سجل ذكرياته.. أنه البالون الطائر أو المنطاد حيث تحلق عشرات البالونات
الطائرة فوق منطقة غرب القرنة في السماء كالطيور الجميلة.
وتنطلق
نظرية إطلاق المنطاد حسبما يقول الطيار أحمد عبود صاحب إحدي الشركات من
الاعتماد علي الهواء الساخن وأن كثافته أقل من الهواء البارد ويتكون
المنطاد من باسكت لحمل الركاب وبرنارو موقد وأنفيلوب هو الجزء العلوي من
البالون وهذا الجزء يتم صنعه من قماش غالي وباهظ الثمن وذلك حتي يتحمل
درجات الحرارة العالية وتختلف حمولة كل بالون عن أخر ولكن أقل حمولة هي
فردان أما أكبر حمولة وفقا للنوع فهي28 راكبا.
وتنفرد مدينة
الأقصر عن مثيلاتها من المناطق الأثرية فبعد أن فشلت فكرة البالون في
الهرم بالجيزة لوجود مناطق لا يمكن الطيران بجوارها وكذلك فشل البالون في
الغردقة نظرا لعدم النجاح في عملية تسويقه.
ويقول الطيار أحمد
عبود أن شركة أنجليزية في عام1989 هي أول من أدخل البالون في الأقصر
وقاموا بتأسيس شركتهم بها بعد أن قاموا برحلات للواحات والقاهرة إلا أن
الأقصر كانت هي الأفضل حتي جاء عام91 وتأسست شركة مصرية بعد أن تم تدريب
عدد من الطيارين المصريين وكان أسم الشركة هدهد سليمان. ثم أسست شركة
أخري في ذات العام أسمها سالم إلا أنها أغلقت بسبب أرتباط صاحبها بأعمال
خارج مصر.
وتأسست بعد ذلك إحدي الشركات عام1998 وكذلك شركة
ماجيك هوريزون وكانت الشركة الأنجليزية أول شركة للبالون قد أوصدت أبوابها
نتيجة لزيادة حجم الضرائب عليها وتتابعت الشركات في الأقصر حتي وصل عددها
الي12 شركة تقريبا.ويستطرد أحمد عبود قائلا إن نقطة انطلاق البالون
تبدأ مع أول اشراقة أو ضوء للشمس من منطقة القرنة بالبر الغربي ويحدد لكل
شركة مساحة من الأرض للطيران والاقلاع منها. ولابد قبل الإقلاع أن نطمئن
من برح المراقبة الجوية علي وضع وحالة الجو.
أما أفضل حالة جوية
يمكن للبالون الطيران فيها فهي عندما تكون السرعة8 عقدات في الساعة
والرؤية لا تقل عن5 كيلو مترات. ويقوم بالطيران خبراء تم تدريبهم
وأقصي ارتفاع لطيران البالون هو1500 قدم أي300 متر من سطح الأرض.
أما
أحمد محمد أحمد صاحب إحدي شركات البالون فيقول إن الطيار يبدأ بعملية
تسخين الهواء وأنه يستطيع التحكم في المنطاد بالصعود والهبوط من طبقة جوية
الي أخري حيث يفصل كل طبقة عن الأخري نحو100 متر تقريبا.
ومن
أعلي البالون يستمتع المئات من السائحين بتمثالي ممنون أعلي تمثالين في
العالم من حيث الأرتفاع كما يستمتعون بشكل النهر العظيم والمعابد في
البرين الشرقي والغربي خاصة وأن الرؤية تكون جيدة للغاية في الفترة
الصباحية ويحدد الطيار نقطة الهبوط المناسبة له.
كما يستمتع
السائح بالمظهر الذي يخرج بين ثلاث حضارات وهي الفرعونية والمصرية القديمة
والحديثة كما يحرص المئات منهم علي التقاط الصور داخل البالون الطائر.
وكما يقول أحمد محمد أحمد فان الشركات السياحية تنشط برنامجها السياحي من خلال أعلانها عن توفير رحلات للبالون الطائر.