كل الخطابات وهم ...!!

(كالعادة)، خرج النصر، وتأهل الهلال لملاقاة الشباب العنيد، فيما الاتحاد
لحاله. خرج الأهلي على يد الحزم ، واستمر الخطاب (الأهلاوي) الإعلامي على
ما هو عليه. صراخ الخطاب النصر- أهلاوي لم يجد نفعاً. ولطالما قلناها
وأعيدها بصياغة أخرى. الخطاب (الإعلامي) النصراوي ما زال يعيش في زمن
السبعينيات حتى في ظل بعض الأقلام الجديدة التي رفضت الخروج من جلباب
(القدامى) وتغذوا على مفاهيم خاطئة، حيث المؤامرة، ومحاولة الإطاحة
بالكيان، والعقد، والتباكي على الأطلال، وكيف أن الجار الهلالي يرفل في
نعيم حسن التعامل، رغم أن المحايد، أو من لديه ذرة حياد، يدرك أن ما من
فريق تعرض للظلم كما الهلال، والقضية نسبية في نهاية المطاف. أما الخطاب
الأهلاوي، فقد غاص في نظرية (التحكيم)! (الكذبة) التاريخية الأهلاوية التي
روجها بعض صانعي الخطاب الإعلامي الأهلاوي تعمق نظرية (ضدية) التحكيم لكل
ما هو أخضر، بينما الواقع يقول إن الراقي بات حملاً وديعا يوم أن صدق
الكيان برمته ذاك الخطاب.

تأزمت أمور النصراويين كثيراً حينما تشبثوا بذاك الخطاب، وجاء الدور الآن
على الأهلي. دققوا في الفوارق بين خطابي الهلال والاتحاد وكيف هي الفوارق
بين المشاهد الأربعة! يتحدثون عن التحكيم، لكنه حديث العابر، المعلق على
الحدث ليس إلا! ثم قيسوا ذاك بخطاب (الأهلاويين) الإعلامي! ستجدون كوارث
(فكرية)! ستجدون (إعداما) فكريا لكل منطق يطفو على سطح الحقيقة. (إعدام
فكري) سحق المنطق والواقع والحقيقة، وغنى وحده ترانيم البؤس الرياضي.

أما الشباب ، فمخيف جداً، وانتفاضته في هذا التوقيت بالذات تعيدنا للموسم
الماضي، بنفس السيناريو. الشباب ليس النصر، لذا سيتعب الهلال كثيراً،
بينما لن يجد الاتحاد أي معاناة في تجاوز الحزم الطامح، لا تقليلاً لحجم
أبناء الرس، لكن الفوارق الفنية تصب في مصلحة الاتحاد بلا جدال.

بعيد حصول الأهلي على كأس الخليج، قلت إن الأهلي ليس قوياً، ولم تأت
البطولة إلا من خلال الحلقة الأضعف، حينها غضب الطرفان. كان الأهلي
ضعيفاً، لكن النصر أضعف، فجاء الإنجاز (الضعيف)، للفريق (الضعيف) عبر
البوابة (الأضعف). غرق الأهلاويون في أفراح الإنجاز (الضعيف) فنياً،
المؤثر تاريخياً في حصيلة الرقم فقط. أما النصر، فلا تأسى فيه إلا على
الجماهير وتاريخ ذاك الصرح.

في نزال الهلال، حضر الجمهور، وعاند المنطق (الفني). قبل النزال، كان
الرقم يقول إن الفريقين تقابلا في أربعة نزالات هذا الموسم، فاز الهلال في
ثلاثة، وتعادلا في واحد. لم يأبه كثيراً النصراويون بتلك المعادلة،
وتشبثوا بمعادلة (الديربي) وروجوا لثقافة (الحظ) انتقاصاً من كل ما هو
أزرق، وجهلاً برواسب البعد عن المشكلات الصفراء الداخلية المقيضة لأي
كيان، ولم يعرهم الهلال كثيرا من الوقت والجهد للرد على فلسفة (الحظ)! لكن
الميدان رفض تداعيات (الديربي)، ورضخ للواقع، والواقع يقول إن ما بين
الهلال والنصر (فنياً) خلال أكثر من عقد فوارق رهيبة! متعبة! منهكة! أما
على المستوى العام، فالفوارق لا تقاس.

إجمالاً، الهلال والاتحاد أُرهقا من جراء المشاركات. وبدا حال لاعبي
الفريقين منهكا. ثمة خطط تطبق، وهناك تقديم، وهناك عطاء، لكن الأمر تجاوز
الحدود. نور ورفاقه أمام الجزيرة اختفوا، وظل ياسر وزعيمه يصارع وحيداً
عله يرسم ابتسامة هنا أو هناك، ووفق كثيراً.

إجمالاً، لم يكن النصر ليبلغ أكثر مما بلغ، حتى لو تجاوز الهلال، وانتصر
(وقتياً)، فالشباب والاتحاد ضلعان مهمان وثابتان في المعادلة. وتجاوز
الهلال النصر بأقل المجهود، وبحظ خالد راضي الذي استطاع التألق أمام
الزوري في مناسبات ثلاث متشابهة. الاتحاد، يسير وحده حتى الآن هذا العام،
متمخطراً ببطولة الدوري. أما الأهلي، فالتحكيم يحيل خطاباتهم (الإعلامية)
إلى ضوضاء! صخب! كذب! ولو لي قدر كتابة وصفة شفاء لهم، لكتبت ( وهم...وهم
... كل الخطابات وهم ..)!.




"نقلا عن صحيفة الإقتصادية السعودية"