هل نحتاج لحركة «كفاية» رياضية!

أشعر أن الوسط الكروى فى مصر بكل أزماته ومشكلاته التى تتفجر يوماً بعد
آخر، وتتكاثر وتتوالد فى الشهور الأخيرة باتت فى حاجة لانتفاضة حقيقية
وسريعة ومخلصة لتصحيح المسار.. أشعر أننا بحاجة لحركة أو حزب أو جمعية
نطلق عليها حركة «كفاية» مثلما هو الحال فى المجتمع السياسي.. الأمر
تتصاعد خطورته بصورة أصبحت مرعبة حقاً.. ولا يمكن إفراز كرة قدم حقيقية
وناجحة ومتطورة فى ظل هذه الفوضى والتجاوزات، وهى سمات المجتمع الكروى
المصرى الآن للأسف.

تتشابك المصالح بعد أن تحولت كرة القدم إلى الفرخة التى تبيض ذهباً
للأشخاص، على عكس العالم الخارجى المتطور، وتبيض فيه الفرخة ذهباً للمجتمع
كله.. هناك يستفيدون من المنظومة الاقتصادية لكرة القدم وتصب هذه
الاستفادة فى صالح الدخل القومى للبلاد، أما هنا فالأمر يختلف، بضعة أشخاص
يستفيدون وذلك لا يخفى على أحد.. ولا أريد أن أدخل فى دوامة إثبات ما
أقوله، ولكنى سأثبت الفوضى بمفهومها العام الذى يحتاج لتدخل حتى لو كان
هذا التدخل من مجموعة تطلق على نفسها حركة «كفاية الرياضية».

إذا استعرضنا أعمال مجلس إدارة اتحاد الكرة المصرى منذ انتخابه فى
ديسمبر الماضى وكذلك سقطات الأهلى والزمالك قطبى الكرة فى مصر فإننا سنجد
كماً هائلاً من الأزمات والمشكلات تصل لدرجة أن يكون الرد فيها أنها بلا
حل ومنها على سبيل المثال وليس الحصر لأن المساحة لا تكفى أزمات شئون
اللاعبين، ونتذكر سقطة الإيفوارى زيكا جورى الذى لعب مباراة إنبى وبتروجيت
فى الدور قبل النهائى لكأس مصر، وإنبى هو النادى الثالث لنفس اللاعب فى
موسم واحد وهى مخالفة صارخة للوائح الاتحاد الدولي، وبدلاً من احتساب
النتيجة لصالح بتروجيت إلا أن اتحاد الكرة غض الطرف عن المخالفة وكأن
شيئاً لم يكن، ومخالفات شئون اللاعبين مستمرة وتتواصل لدرجة إيقاف اثنين
من الموظفين بدعوى أنهما يعيدان صياغة القرارات حسب المصلحة!!

وهناك المادة 18 التى يرفض اتحاد الكرة تطبيقها أوحتى مناقشتها على
العلن، وبشفافية تامة ويعلن المناقشة ونتائجها على الرأى العام، والمشكلة
أن تطبيق المادة يصطدم بوزارات ومؤسسات كبرى تمتلك أكثر من ناد فى الدورى
المصري.. وهناك علاقات مهمة تجمع بين مسئوليها وبين مسئولين باتحاد الكرة
وبالتالى «بلاها» لوائح و«بلاها» نظام.. مما دفع نادى الترسانة إلى اللجوء
للاتحاد الدولى لكرة القدم الفيفا للحصول على حق البقاء بالدورى المصري.

أما قضية البث الفضائى فهى القضية اللوغاريتم فى مبنى الجبلاية
وتعد واحدة من أكثر القضايا تعقيداً بالنسبة للرأى العام ليس بالطبع
لصعوبتها، ولكن للغموض الذى يحيط بها، وعدم الإعلان بشفافية عن تفاصيل
التعاقد مع شركة IMG الإنجليزية والاكتفاء بالقول إن هذه الشركة ستأتى
بمقابل مادى يزيد على 140 مليون جنيه فى العام الواحد.. ولكن الموضوع ليس
أكثر من كلام وبلا ضامن واحد وتلك مصيبة لأنه لا يمكن أن تعقد مثل هذه
الاتفاقات بدون مبلغ يضمنها تخسره الشركة حال عدم التنفيذ.. وبالطبع لا
حياة لمن تنادي..!!

الفضيحة الكبرى هى حالة التزوير الصارخة التى ظهرت فى أوراق تقرير
هيئة مفوضى الدولة الخاص بقضية أسامة خليل ضد سمير زاهر.. ولم يكن متوقعاً
أبداً أن تصل معدلات الفساد لهذه الدرجة وأن يكون التزوير فى أوراق
قضائية، ويتم إعلان التقرير المزور على الرأى العام ما تسبب فى تضليل
الشارع الكروي.. وهى واقعة غير مسبوقة تؤكد أنه لم يعد هناك من يردع هذا
المزور غير الأمين..

وتتواصل الفضائح فى الأشهر القليلة الأخيرة وتصل للقمة حين قام
البرتغالى مانويل جوزيه برفع حذائه فى وجه رجال الإعلام دون أن يتحرك ساكن
سواء فى النادى الأهلى أو اتحاد الكرة لتستمر فوضى المجتمع الكروي..

أما فى الزمالك فلا أحد يعلم إلى أين يسير النادى بعد أن عادت نفس
الوجوه للترشح على مقاعد الرئاسة والعضوية ليكون المتوقع ألا يتغير المجلس
الجديد عن المجالس السابقة، وستأخذ انتخابات الزمالك هذه المرة منعطفاً
مختلفاً حيث يصر مرشحو الرئاسة الثلاثة الأبرز على إصداركتاب يدين
المنافسين ويعدد أخطاءهم.. وبما إن الثلاثى سيصدر كتاباً إذن الثلاثى قد
أخطأ فى الماضى كثيراً.

أما الطامة الكبرى فتمثلت فى هذه التجاوزات الجماهيرية التى فاقت
الحد من رابطة الألتراس، وهى تمثل الآن صداعاً غير مسبوق لكل منظومة الكرة
فى مصر.. وعلى الرغم من محاولات الإعلام الرياضى لاستيعاب أفكار هذه
الطائفة من الجماهير إلا أنهم يصرون على الشغب والتجاوز اللا أخلاقي، ولو
كان الردع قد تم مبكراً مع أول خطأ ما وصلنا لهذه المرحلة الخطيرة من
الانفلات، لدرجة أن عدداً كبيراً من أعضاء هذه الطائفة أصبحوا أصدقاء
لأقسام الشرطة.. ولكن بلا جدوي.

ولا يمكن أن ننسى انتخابات الاتحاد العربى التى تأجلت لعام قادم
وكان موعدها يوم الإثنين الموافق 20 من إبريل الجاري.. وفيها أعلن سمير
زاهر رئيس اتحاد الكرة وقوفه رسمياً بجانب الأمير سلطان بن فهد ضد القطرى
محمد بن همام من دون أن يعلن لنا زاهر لماذا يقف مع سلطان؟!، وماذا ستجنى
الكرة المصرية من هذه المساندة؟! وماذا ستجنى أيضاً من معاداة محمد بن
همام؟!.
الأزمات والمشكلات فى مجتمع الكرة المصرية باتت لا تعد ولا
تحصي، وأكتفى فقط بهذه الأمثلة التى تجعلنا نصرخ فى وجه المسئولين
وأطالبكم بالمشاركة فى صرختي.. «كفاية»!!

***

اتصل بى صديق فى ساعة متأخرة من مساء الأحد لينقل لى خبراً مهماً
وقال بالحرف: إن مانويل جوزيه أنهى اتفاقه مع إدارة النادى بالرحيل عقب
آخر مباراة للأهلى فى بطولة الدورى العام هذا الموسم، وستكون أمام طلائع
الجيش يوم 16 مايو ا لمقبل.. وأضاف الصديق قائلاً إن المدرب القادم سيكون
إما ألمانياً أو كرواتياً وتجرى مفاوضات مع الاثنين حالياً ووصلت لمرحلة
متقدمة جداً.. وقال أيضاً إنه سيتم تصعيد ماهر همام ليتولى مسئولية المدرب
المساعد مع حسام البدرى المدرب العام وأحمد ناجى مدرب حراس المرمى ليكون
الجهاز المعاون للمدير الفنى الجديد، فى حين يعود علاء ميهوب ليتولى تدريب
أحد فرق الناشئين.

الصديق الذى أكد لى الخبر هو ضمن فريق صانعى القرارات بالنادى
الأهلى وأنقل لكم ما صرح به لى بالحرف الواحد من دون تدخل مني.. ولعل
تلميحات مانويل جوزيه وتصريحاته الأخيرة بالرحيل واقترابه من ترك الأهلى
قد تأكدت بهذا الخبر.. وبالطبع ذلك هو حال الدنيا لا يستمر الناجح فى
موقعه مدى الحياة، ولا يتوقف النجاح عند شخص بعينه إذا كانت المنظومة تسير
وفق أسس واضحة ومحددة.. واسمحوا لى ألا أناقش تفاصيل هذا الخبر ومدى
تأثيره سواء بالسلب أو الإيجاب على النادى الأهلى سوى بعد انتهاء مباراة
القمة حتى لا يتم تفسير ما نقوله بشكل خاطئ.. وإن كانت الدوافع المهنية قد
أجبرتنى على نشر الخبر للحصول على السبق الصحفى والذى هو أساس مهنتنا
الشاقة.

***

أعتذر عن عدم الكتابة عن انتخابات مجلس إدارة نادى الزمالك بعد
إغلاق باب الترشيح يوم الأحد حيث يحتاج الأمر لدراسة ما يجري، لأنقل طريقة
تفكير وتخطيط كل جبهة من الجبهات التى تخوض هذا المعترك.. وسأتواصل معكم
الأسبوع المقبل بمشيئة الله.

رئيس تحرير صحيفة شووت المصرية

مشكور جدا عالموضوع الجامد ...

شكرا عالمرور

» كفاية وراء إنهاء اعتصام الإداريين
» بكل روح رياضية .....الجزائر 2 ******مصر 0
» ملابس رياضية للمحجبات
» القمة .. الزمالك يرفع شعار «كفاية» .. والأهلى يريدها «تفوق بلا نهاية»
» السعودية تتخذ إجراءات صارمة ضد صالات رياضية نسائية غير مرخصة