الاسلام الشعر شعر دينه

إن المتتبع لآيات الذكر الحكيم يجد أن الآيات التي جاءت على ذكر الشعر والشعراء قليلة اقتصرت على تنزيه القرآن من أن يكون شعرا{وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ} (41) سورة الحاقة والنبي صلى الله عليه وسلم من أن يكون شاعرا{وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ } (69) سورة يــس وهذه الآيات وغيرها إنما جاءت كرد على مشركي قريش الذين وصفوا القرآن بالشعر ووصفوا النبي صلى الله عليه وسلم بالشاعر وقد رد عليهم بمثلها عند ما رموه بالسحر{ قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ مُّبِينٌ} (2) سورة يونس وأيضا {فَلَمَّا جَاءهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِندِنَا قَالُواْ إِنَّ هَذَا لَسِحْرٌ مُّبِينٌ} (76) سورة يونس وعندما اتهموه بأنه كاهن رد عليهم القرآن بأن القرآن ليس من قول الكهان{وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ} (42) سورة الحاقة وأن النبي صلى الله عليه وسلم ليس كذلك {فَذَكِّرْ فَمَا أَنتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ} (29) سورة الطور وعندما رموا النبي حاشاه صلى الله عليه وسلم بأن الشيطان غلب عليه وجعل يقول عنه أقولا يسمعها منه رد عليهم فقال {وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ} (25) سورة التكوير وكذلك من الآيات التي جاءت على ذكر الشعر ما تذكرنا بأهواء الشعراء {أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ} (225) سورة الشعراء

لكن هنا لا بد من الإشارة بأن نفي صفة الشعر عن القرآن والنبي صلى الله عليه وسلم ليس قدحا بالشعر أبدا وإنما هو من باب دفع الشبهة عن الدين المتمثل بالقرآن والنبي صلى الله عليه وسلم ومن باب الرد على الكافرين و إلا لو كان الأمر قدحا بالشعر لكانت أمية رسول الله صلى الله عليه وسلم قدحا بالكتابة لكن الأمية أيضا كانت لحكمة بينها تعالى بقوله {وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ} (48) سورة العنكبوت ومن هنا يظهر أن الإسلام عندما نفى صفة الشعر عن النبي صلى الله عليه وسلم والقران الكريم لم يقف بذلك موقف المحارب للشعر والشعراء وإنما طبيعة الدعوة وما رافقها من الحرب الإعلامية والنفسية التي بدأها المشركون جعلت القرآن يرد عليهم ويدفع عن نفسه وساوس شياطين قريش بل إن القرآن والسنة كلاهما حضا على الشعر…. نعم فعندما نزلت آيات الشعراء وهي قوله تعالى :{وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ} (224) {أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ} (225) {وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ} (226) سورة الشعراء جاء عبد الله بن رواحة وكعب بن مالك وحسان بن ثابت وهم شعراء الدعوة الإسلامية جاؤوا إلى رسول الله يبكون فقالوا / هلكنا يا رسول الله قد والله علم ربنا أننا شعراء حينما أنزل قوله هذا / فنزل الاستثناء من الله قائلا {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ} (227) سورة الشعراء فتلاها عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال " أنتم " وتوالت أشعارهم بعدها على مسمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم ينهاهم بل أمر لحسان بمنبر في مسجده ليقول عليه الشعر في ما يرضي الله وينشر دينه
حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أحيانا يرتجز بأبيات من الشعر مراعيا قول الله تعالى ( وَمَا يَنبَغِي لَهُ ) فكان يقول البيت من الشعر وقد أنقصه حرفا أو كلمة أو قلب شطريه والأمثلة كثيرة :
فقد سألت السيدة عائشة هل كان رسول الله يقول الشعر؟ فقالت كان يرتجز ببيت أخي بني قيس \\ طرفة بن العبد \\ فيجعل آخره أوله وأوله آخره فيقول
" ويأتيك من لم يزودك بالأخبار" .
وحقيقة البيت : ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا ويأتيك بالأخبار من لم يزود
وورد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تمثل بصدر بيت سحيم عبد بني الحسحاس :
" كفى بالإسلام والشيب ناهيا "
فقال له أبو بكر يا رسول الله إنما قال الشاعر كفى الشيب والإسلام للمرء ناهيا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لست شاعرا ولا ينبغي لي "
ويتكرر ذلك بمناسبة أخرى وذلك حين أتاه العباس بن مرداس وكان قد قال آنفا بيت شعر
فأصبح نهبي ونهب العُبيـ ـد بين عييـــنة و الأقـــرع
فقال له رسول الله " أنت القائل ؟ " " فأصبح نهبي ونهب العُبيـ ـد بين الأقـــرع و عييـــنة "
فجعل الأقرع قبل عيينة حتى يتم له السؤال وينزع منه صفة البيت كون النظم لا يصح كذلك
فقال أبو بكر : بين عيينة والأقرع . فقال رسول الله : " هما واحد " فقال أبو بكر : أشهد أنك كما قال الله تعالى {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ {
وكان إذا رغب في سماع بيت من الشعر من قائله سأله أأنت القائل ويلفظ كلمة من مطلع البيت فقد قال لعبد الله بن رواحة مرة أأنت الذي تقول
" فثبت الله ؟ " فلم يكمل فقال بن رواحة نعم يا رسول الله أنا الذي أقول
فثبت الله ما آتاك من حــسن تثبيت موسى ونصرا كالذي نصروا
إني تفرست فيك الخير نافلة الله يعــــــــــــــلم إني ثـــــــابت البصر
فقال صلى الله عليه وسلم " وأنت فعل بك مثل ذلك "
وكذلك مع كعب بن مالك حيث قال له " أنت الذي تقول همت " قال نعم يا رسول الله أنا الذي أقول :
همت سخينة أن تغالب ربها وليغلبن مغالب الغلاب
فقال صلى الله عليه وسلم " إن الله لم ينس ذلك لك "
وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحيانا يقول كلاما مثل الشعر إلا أن الباحثين أغلبهم على أنه ليس بشعر كقوله مخاطبا إصبعه عندما أصيبت قدمه :
" هل أنت إلا إصبع دميت وفي سبيل الله ما لقيت ؟ "

موضوع جامد جدا جدا يا جابر .. تسلم يا مان على التوبيك التحفة دة !!!

Mosta Gamea كتب:

موضوع جامد جدا جدا يا جابر .. تسلم يا مان على التوبيك التحفة دة !!!

شكرا على مرورك يا باشا

MOSTAFA SADEK كتب:

تسلم ايدك ياا جابر

مضع رووووووووعه

تسلم ليا يا باشا

ابو مصطفى كتب:

تسلم ايدك ياجابر ياعثل على الموضوع الجميل




وبقولك روعة ياباشا

حبيب قلبى و ربنا يخليك لية يا رب

بجد موضوع تحفة وقضية مهمة جدا لدرجة إني فضلت أدرسها سنتين

اها اكيد يا محسن قصه جميل و شكرا لمرور