كفانا انبطاحا

من حق المواطن أن يفرح وان يغضب ... لأن هذه المشاعر ليست محرمة ولاهي ضد الوطن ... ومن حق الوطن على المواطن أن يلتزم هذا الأخير بكل القوانين التي وضعت أصلا للحفاظ عليه وتنظيم العلاقات بين افراد المجتمع وردع المتجاوزين حفاظا على مصلحة الغالبية .... ومن القوانين التي يتمتع بها المواطن حرية التعبير وفي مقابلها هناك قوانين تعاقب السب والشتم والقدح والقذف والتشهير بدون سند قانوني .... وهنا مربط الفرس ...

فهناك حد واضح وليس ( شعرة نحيفة ) بين النقد الموضوعي والبناء وبين التهجم على عباد الله الصالحين وحتى الطالحين لأن القانون لم يمنحنا .. نحن الخطاؤون ... ميزة أتهام الآخرين وتنصيب أنفسنا خصوما وقضاة في نفس التوقيت ..... ويبدو أن المسألة الرياضية تكون في معظم الدول العربية وحتى غير العربية خارج إطار المحاسبات القانونية وتنتهي الخصومات غالبا إما بالإعتذار او تبويس الشوراب أوحب الخشوم ... ولكن من يعيد الكرامة المهدورة والسمعة المشروخة والضرر الإجتماعي والنفسي لمن تم أتهامهم زورا وبهتانا ؟؟؟ وما فائدة الإعتذار بعدما تكون نيران الفضيحة قد اكلت الأخضر واليابس من أعصاب وسمعة المتهمين ؟؟؟

عندما يتنطح " صحفي أو إعلامي " لإتهام حكم بأنه قبض مقابل صافراته بدون اي دليل مادي فلماذا لا يكون القضاء المدني هو ساحة الحقيقة وليست صفحات الجرائد؟؟ وعندما نتهم لاعبا بالتخاذل فعلى اي أساس استندنا ؟ على النوايا التي لا يعرفها إلا الله ؟ أم على مشاهدات بالعين المجردة أو عبر الشاشة لأداء لاعب لانعرف ما الذي يدور في ذهنه وجسمه ؟؟

وعندما نتهم مجموعة من اللاعبين بخيانة الأمانة وإحباط المجتمع واللعب بمشاعر الملايين وهي نفس المجموعة التي صفقنا لها قبل ايام أو اسابيع وحملنا افرادها على اكتافنا بعد الإنجاز ( العظيم ) ... فمن يكون المخطئ ؟ نحن أم هم ؟؟ ومن هو المسؤول عن هذا الإنقلاب العظيم والتلاعب في مشاعر الملايين ؟؟؟ ومن هو الذي يقود الرأي العام الرياضي في أي مجتمع وهل من يقود هذا الراي العام هو مؤهل اصلا لكي يحمل القلم أو يجلس وراء الكاميرا؟؟

ولماذا نخلط الرياضة بما هو غير رياضي ؟ وماهو مفهومنا اساسا للعملية الرياضية ؟؟؟

هل خسارة مبارة يمكن إعتبارها ذلا لوطن؟؟؟ وهل الفوز في مباراة يعني إنتصارا سياسيا او عسكريا ؟؟؟

ومن هي الجهة التي يجب أن تراقب ما يصدر عن الإعلام وهل الرقابة تعتبر حالة من حالات تكميم الأفواه أم تنظيما للعملية الإعلامية لأن أنفلاتها يعني الخروج عن أساسيات وجودها كسلطة رابعة تبحث عن الحقيقة ولاشئ سواها وهي بالتالي يجب أن تكون عادلة في أحكامها ودقيقة في إتهاماتها ومن يقودها أناس متخصصون ومسؤولون عما يصدر عنهم والمسؤولية تفترض المحاسبة وتحمل العواقب ...

كفانا انبطاحا أمام سطوة الإعلام ( الغير مسؤول ) وعلينا ان نحارب كل دخيل على هذا الإعلام ولنكن جميعا يدا واحدة في وجه من يحاولون الظهور على ظهر الإثارة المفتعلة وعلى أجساد الآخرين وسمعتهم .....