ليلة حمراء فى جنوب إفريقيا..مَنْ الجانى؟!

هو السؤال الذى لا تستطيع أى جهة على وجه الأرض أن تعرف إجابته سوى اتحاد الكرة المصري!
مَنْ
الجانى فى قضية الليلة الحمراء بجنوب إفريقيا؟!.. من الجانى فى القضية
التى هزت سمعة وكبرياء بعثة مصر على أرض الأولاد خلال بطولة العالم
للقارات لكرة القدم؟!.. من الجانى الذى لطخ كرامة الكرة المصرية لتصبح
حديث وكالات الأنباء والصحف العالمية التى تناولت أخبارنا بطريقتين؛
الأولى.. الأمور الفنية ونتائجنا بالبطولة.. والثانية من خلال فضيحة
الليلة الحمراء بعد مباراة إيطاليا الشهيرة..

ولأن اتحاد الكرة المصرى هو الجهة الوحيدة التى تستطيع الآن أن
تتسمك بحقها فى الاطلاع على تحقيقات الشرطة فى جنوب إفريقيا والاطلاع على
الصور وشريط الفيديو الذى تظهر فيه الشخصيات المتورطة فى الليلة الحمراء..
فإن الإجابة بذلك تصبح داخل مبنى الجبلاية والذى أشعر بتورطه فى أزمة
عنيفة.. وأقول أشعر بتورطه ولا أقول أتهمه.. لأن الاتهام يستند فقط إلى
الأدلة ولا أمتلك دليلاً واحداً استطيع من خلاله توجيه الاتهام.

ولكن فى المقابل أمتلك عقلاً ومنطقاً وتحليلاً متسلسلاً للأحداث يؤكد شكوكى وظنونى فى أن هناك من تورط.

البداية من خلال خبر نشرته صحف بجنوب إفريقيا تلمح إلى أن حالة
السرقة التى شكا منها لاعبون ومسئولون بالبعثة المصرية قد تكون بسبب بنات
ليل عاهرات كن موجودات مع مصريين يرتدون ملابس منتخب مصر.. وحين كتبت
الصحف هذا الخبر لم تكن تتهم المصريين بالتورط فى علاقة جنسية، وإنما كانت
تستنج أن العاهرات هن من قمن بالسرقة فى إطار محاولات بحث تقوم بها الصحف
بجانب الشرطة لمعرفة الجناة.. إذن الصحف لم يستوقفها تواجد العاهرات من
الأساس مع المصريين لأنها تعتبر ذلك أمراً مسلماً به كما جاء بالصور وشريط
الفيديو الخاص بأجهزة المراقبة بفندق الإقامة.. ولم تطلب الصحف محاكمة
المصريين المتورطين فى هذه العلاقة، لأن ذلك أمر مباح هناك ويجيزه
القانون.. وما يؤكد كلامى أن كل حديث وسائل الإعلام بجنوب إفريقيا كان
ينصب فقط على البحث عن السارق.. وفى المقابل هنا قامت الدنيا ولم تقعد على
العاهرات بحكم الدين والعادات والتقاليد، ونسى الجميع واقعة السرقة..
والفارق فى التناول بيننا وبينهم واضح.. وبداية أظن أنه بهذه اللمحة
المنطقية والاستنتاج المقبول يصبح التورط فى علاقة مع بعض فتيات الليل
أمراً مسلماًَ به.. أو لكى أكون دقيقاً فى كلامى تتخطى نسبة تأكيده 90%.

ثانياً: حتى كتابة هذه السطور لم يصدر من أى جهة رسمية أو حتى غير
رسمية أو إعلامية ما يفيد اعتذار تقدم به مسئولون بجنوب إفريقيا بسبب
تلطيخ سمعة المصريين بعلاقة مع فتيات الليل لأنهم هناك متأكدون من هذه
العلاقة وإلا لسارعوا فوراً بإعلان الاعتذار مع الاستمرار فى التحقيق
والبحث عن السارق.. وأظن أن فترة عشرة أيام على هذه الواقعة بدون اعتذار
يعنى أن العلاقة المشبوهة قد حدثت بالفعل!

وما يؤكد أيضاً ما أقوله هو إسراع اللاعبين بنفى تورطهم فى هذه
العلاقة المشبوهة.. والمؤكد أنه وصل لأسماعهم أن الشرائط والصور أظهرت من
هو يرتدى قميص منتخب مصر مصاحباً الفتيات ولأنهم أو لأن معظمهم براء فقد
تنافسوا لإعلان براءاتهم بغضب شديد وربما يكون ذلك هو السر الحقيقى وراء
الثورة والهياج الذى ظهر عليه النجوم الكبار أمثال أبوتريكة وأحمد حسن
وزيدان وجمعة وغيرهم، ولعلى ألتمس لهم العذر رغم اختلافى معهم فى بعض
التصريحات وأهمها على الإطلاق اشتراطهم اعتذار الزميل عمرو أديب أولاً-
والذى وجه إليهم الاتهام صراحة- حتى يستمروا فى تمثيل منتخب مصر فى الفترة
المقبلة ولكنى كما قلت ألتمس لهم العذر.

ولم يستطع المسئولون باتحاد الكرة المتواجدون هناك إقناع أى مسئول
باللجنة المنظمة لبطولة القارات أو بأجهزة الشرطة بجنوب إفريقيا بالاعتذار
لتهدئة الرأى العام المصرى الذى ثار بشدة بسبب هذه الأخبار وبات متلهفاً
لمعرفة الحقيقة المجردة بدون مداراة!

كانت المفاجأة فى التصريح الذى أدلى به محمود طاهر عضو مجلس إدارة
اتحاد الكرة ورئيس بعثة مصر فى البطولة فور وصوله للقاهرة حين أكد على
اعتذار اللجنة المنظمة رسمياً وهو ما لم يحدث أبداً، وبدا أنه تصريح
سينمائى يهدف لتهدئة الرأى العام لا أكثر ولا أقل.. ولكن بدا لى أن
الموضوع أعمق من ذلك كثيراً عند تحليلى للسبب الذى يدفع رجلا محترما مثل
محمود طاهر لإطلاق تصريح كاذب لا يتماشى أبداً مع شخصيته المستقيمة..
وشعرت أنه يهدف لإخفاء شيء، ولأننى لست هناك فى موقع الحدث اكتفيت بالقول
إن التصريح غير صحيح، وأن أحداً لم يعتذر.. فما الذى يدفعك لذلك يا طاهر؟!

حتى جاء الخبر الصدمة الذى نشرته جريدة «الشروق» فى صدر صفحتها
الأولى فى عدد الأحد الماضى عن طريق موفدها إلى البطولة الزميل المتألق
شريف عبدالقادر رئيس القسم الرياضى بالجريدة، وكتب شريف أن هناك ثلاثة
أشخاص يتورطون فى هذه العلاقة مع فتيات الليل أولهم فنان "ممثل"، والثانى
مراسل لإحدى المحطات الفضائية و الثالث نجل أحد المسئولين باتحاد الكرة!!

وهو خبر خطير جداً لا يمكن تفويته أو تجاهله أبداً.. ولذلك أجريت
اتصالاً سريعاً بالزميل وسألته صراحة: من أين أتيت بهذا الخبر، وما هو
مصدرك؟ فقال: أحد رجال الشرطة فى جنوب إفريقيا الذين يحققون فى القضية..
فقلت له إن الفنان "الممثل" الوحيد الذى كان متواجداً فى جنوب إفريقيا
وشاهدناه فى تقارير المحطات الفضائية التى أذيعت من هناك هو الفنان رامز
جلال وسألته: هل تقصده؟ فأجاب إجابة قاطعة: نعم.. فقلت له: والمراسل الذى
تقصده ينتمى لمحطة فضائية مصرية أم غير مصرية؟! فأجاب إجابة قاطعة أيضاً
وقال: مصرية.. فقلت له: هل يمكن أن أعرف اسمه؟ أجاب بالرفض.. فقلت من
جديد: ومن هو نجل المسئول باتحاد الكرة الذى تقصده؟! فرفض الإجابة.. فعدت
لأسأله: هل بإمكانك أن تقول لى أبناء المسئولين باتحاد الكرة الذين
تواجدوا فى جنوب إفريقيا، وأن تجعلنى أتكهن وأستنتج من يكون؟ فأجاب
قائلاً: كان موجوداً أبناء كل من الكباتن: سمير زاهر ومجدى عبدالغنى
ومحمود طاهر وشوقى غريب وأحمد سليمان، ومن خارج اتحاد الكرة أحمد شوبير..
فسألته مرة أخيرة: هل نجل المسئول الذى تقصده من بين أبناء هؤلاء
المسئولين الستة؟! فقال: أعتقد ذلك.. وانتهت المكالمة!

ومن هذه المحادثة يتبين لى التالي:
أن الممثل المتورط فى هذه
القضية طبقاً لخبر جريدة «الشروق» هو رامز جلال.. وأن المراسل المقصود
ينتمى لمحطة مصرية من بين محطات: النيل للرياضة والتليفزيون المصرى وقناة
الحياة، وهى المحطات الثلاث المصرية التى تواجدت فى قلب الحدث!! وأن نجل
المسئول المتورط فى هذه العلاقة المشبوهة هو أحد أنجال سمير زاهر ومجدى
عبدالغنى ومحمود طاهر وأحمد شوبير وشوقى غريب وأحمد سليمان، ولن أطيل
الحديث عن أنجال المسئولين ولكن بطبيعة الحال يمكن استبعاد من هم تحت سن
ال 16 عاماً منهم.

هذا ما أكدته «الشروق» وما أكده الزميل شريف، وحقيقة لم أسمع عن أى
رد فعل من مسئولى اتحاد الكرة لنفى هذا الخبر وتلك مصيبة حقاً لأن عدم
النفى يؤكد الخبر أكثر.. وحين أعود من جديد لأتذكر التصريح الذى سارع
محمود طاهر بالإدلاء به عقب وصوله لمطار القاهرة، ومع تسلسل الأحداث فإننى
أكتشف أنه كان هناك هدف آخر وراء هذا التصريح غير تهدئة الرأى العام..
وأقصد بالطبع المداراة على نجل السيد المسئول باتحاد الكرة المتورط فى
القضية.. ولكن بعد أن استفحل الأمر بهذه الصورة بات اتحاد الكرة مطالباً،
وعلى الفور، بالإعلان عن هذا الثلاثى المتورط فى فضيحة فتيات الليل.. وأن
يرسل رسمياً إلى جنوب إفريقيا مندوبا عنه لمتابعة التحقيقات وأن يأتى لنا
بالحقيقة كاملة التى باتت الآن ملكاً للرأى العام كله.. وكم أتحسر حين
يخطر ببالى محاولات المداراة تلك إذا صدق خبر «الشروق»، وحين أتذكر فى
الوقت ذاته كيف حاكم الأمريكان قبل عشر سنوات رئيسهم الأسبق بيل كلينتون
الذى تورط فى علاقة جنسية مع الفتاة "مونيكا" الموظفة بالبيت الأبيض..
حاكموه علنا ونقلت المحطات الفضائية المحاكمة على الهواء مباشرة.. رغم
أنها كانت علاقة جنسية فموية لم تكتمل!!

***

لست من هواة التهليل والزيطة ولست من هواة التملق والنفاق..
وبطبيعتى أقول للأعور فى عينه إنك أعور، ولذلك انتقدت بشدة مواقف وتصرفات
وأفكاراًًً قام بها الكابتن حسن شحاتة وظللت على إصرارى بأن هناك أخطاء
يجب - على الفور- تداركها إذا أردنا الاستمرار فى المنافسة على نيل بطاقة
التأهل لكأس العالم 2010.. فأنا مثلى مثل كل أبناء هذا الشعب الجميل..
مصرى حتى النخاع، أتمنى لبلدنا النجاح والتألق فى كل المجالات.. ودورى
كناقد وصحفى رياضى إبراز الأخطاء والمطالبة بتصويبها رغم ما أجنيه طيلة
عمرى من هجوم ومحاولات تشكيك غير صادقة فى شخصى بسبب إصرارى على النقد
المخلص.. ولكنى تعلمت من أساتذتى المحترمين أن الإصرار على الحق هو الهدف
السامى لهذه المهنة، وأن الصامت على الخطأ هو صحفى بلا ضمير وبلا كرامة،
وكرامة القلم من كرامة الصحفى.. وأظن أن الهجوم الشديد الذى أتعرض له من
المنافقين والمتملقين والمنتفعين سيهون إذا حققنا بمشيئة الله حلم التأهل
للمونديال.. وسأغلق مؤقتاً باب النقد حتى نتخطى مباراة رواندا، وهى عنق
الزجاجة من وجهة نظرى لأن لنا فيها هدفين.. الأول هو تحقيق الفوز، والثانى
إحراز أكبر عدد من الأهداف.. وأعلم أنه سيأتى اليوم الذى سيتأكد فيه
الكابتن حسن شحاتة أننى كنت صادقاً جداً معه، وأننى مثله أغار على هذا
البلد.. وأننى يوماً لم انتقد حياته الشخصية لأنها ملك له.. أما حياته
التدريبية وعمله مع منتخب مصر فهما ملك لنا.. وحقاً أتمنى نجاح شحاتة
وأبنائه اللاعبين.. فنجاحهم يعنى فى المقام الأول أن الإعلام الرياضى
المصرى قد أدى دوره بنجاح.. آه لو يفهم ذلك.. وآه لو يفهم ذلك أيضاً كل
الزملاء الإعلاميين وكل الأصدقاء من القراء والمتابعين والجماهير.. وها هو
الأمل يعود بعد ما جرى فى مباراتى زامبيا والجزائر.. ويا منتخب مصر..
نرجوك أن تتمسك بالأمل!

شكرااااااااااااااا للموضوع الجميل

تسلم الايادى على الموضوع الجميل

شكرا للمرور

شكرا للمرور

» جنوب إفريقيا تعتذر رسميا لمصر .. وتنفي واقعة السهرة الحمراء
» الحضري ينضم لتدريبات الإسماعيلي بعد عودته من جنوب إفريقيا
» جنوب إفريقيا تهزم نيجيريا وتعقد موقف مصر في كأس افريقيا للشباب
» مصر مع نيجيريا وكوت ديفوار وجنوب إفريقيا في كأس إفريقيا للشباب
» جنوب إفريقيا تواجه اسبانيا وعين المنتخبين علي ميدالية بكأس القارات