مباحثات "حساسة" في جنيف بين الروس والجورجيين

التقى الروس والجورجيون مجددا الاربعاء في جنيف في جولة سادسة من
"المباحثات" منذ الحرب التي اندلعت في اب/اغسطس 2008 على خلفية انتهاء
مهمة منظمة الامن والتعاون في اوروبا والامم المتحدة في جورجيا.

وانقسم
الوفدان الروسي والجورجي بالاضافة الى ممثلي الجمهوريتين الجورجيتين
الانفصاليتين اوسيتيا الجنوبية وابخازيا كما في اللقاءات السابقة الى
مجموعتي عمل احداهما حول الامن والاخرى حول مصير اللاجئين في منطقة
النزاع.

واوصح مصدر دبلوماسي قريب من المفاوضات ان روسيا، وفي
موازاة هذه المباحثات التي ستستمر يوما واحدا ويفترض ان تركز على تطبيق
اتفاق حول آليات احلال الامن، تعتزم طرح مسألة اطار هذه المفاوضات.

وتعتبر
موسكو ان انتهاء مهمة منظمة الامن والتعاون في اوروبا والامم المتحدة في
جورجيا والجمهوريتين اللتين اعلنتا استقلالهما من طرف واحد يمكن ان يعيد
طرح مسألة مشاركتهما في مباحثات جنيف.

وتشرف الهيئتان الدوليتان
مع الاتحاد الاوروبي على هذه العملية الا ان مهلتيهما انتهتا ولم يعد هناك
سوى بعثة من 225 مراقبا تابعين للاتحاد الاوروبي ارسلوا بعيد اندلاع
الحرب.

وانتهت عمليا مهمة منظمة الامن والتعاون في اوروبا في
الاول من كانون الثاني/يناير الماضي الا انه سمح للمراقبين في العمل في
جورجيا بعد تمديد مهمتهم حتى 30 حزيران/يونيو الماضي على اساس 20 مراقبا
عسكريا غير مسلحين يقومون بدوريات حول اوسيتيا الجنوبية.

ولجأت
روسيا الى الفيتو في مجلس الامن الدولي في 15 حزيران/يونيو الماضي على
تجديد مهمة مراقبي الامم المتحدة في جورجيا (مما ادى فعليا الى انهاء
عملها بعد 16 عاما على انشائها.

وتطالب روسيا بتغيير اسم المهمة
بحيث يزال حرف "ج" الذي يشير الى جورجيا، بالاضافة الى الغاء اي اشارة الى
سيادة تبيلسي على ابخازيا، وهو طلب من الصعب ان تتم الموافقة عليه.

الا
ان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون فتح بابا جديدا الثلاثاء عندما
اعلن ان الامم المتحدة مستعدة لمواصلة التزامها في القوقاز رغم انتهاء
مهمتها في جورجيا.

كما طلب من ممثله الخاص في المنطقة السفير البلجيكي يوهانت فيربيي "ان يواصل تمثيل الامم المتحدة في المباحثات الجارية في جنيف".

وشارك
فيربيكي الاربعاء في المباحثات المتعثرة منذ انطلاقها في تشرين
الاول/اكتوبر الماضي بسبب العلاقات المتوترة بين موسكو وتبيليسي.

واشارت
مصادر قريبة من المباحثات ان اللقاء الاخير في اواسط ايار/مايو الماضي شهد
ازمة مع انسحاب الوفدين الروسي والاوسيتي منذ اليوم الاول بسبب تغيب الوفد
الابخازي الذي قاطع الاجتماع للضغط على الامم المتحدة من اجل الحصول على
اعتراف منها باستقلال ابخازيا.

واوضح دبلوماسي رفض الكشف عن هويته "نحن نتقدم بحذر شديد".

ولا
تزال المباحثات تتعثر على مسألة اعلان اوسيتيا الجنوبية وابخازيا
استقلالهما من طرف واحد ولو انها ليست رسميا ضمن المباحثات. وروسيا من
الدول القليلة التي اعترفت باستقلال المنطقتين وهو ما ترفضه تبيليسي.

وكررت
روسيا في نهاية الاسبوع الماضي ان اعترافها باستقلال ابخازيا واوسيتيا
الجنوبية "لا رجوع عنه"، مبدية استعدادها للدفاع عما تعتبره مربع نفوذ
جديد.