اجرئ حوار لجوزيه بعد الرحيل لمجله سوبر

كان هذا سؤال طرحه مراسل جريدة 'سوبر' لجوزيه عن أسوأ من تعامل معهم في مصر؟!.. والذي لم يتردد لحظة واحدة وأجاب بأنه 'عصام الحضري'، واصفاً إياه بصاحب الطباع السيئة، قائلاً لقد كان مخادعاً ولا يعرف معنى الوفاء وأنانياً بشكل لا يوصف، وهو قادر على خيانة عائلته والناس كلهم مقابل المال، لقد خان النادي الذي لعب له 12 عاماً، خانني -أي جوزيه- خان الأصدقاء والفريق، اتصل بكل من استطاع كي يقنعوني بالموافقة على عودته إلى الفريق.

وتابع جوزيه هجومه على الحضري، مؤكداً لم يكن أحد في الفريق يحبه وعندما هرب فزنا على المحلة (1-0) في الوقت الضائع بهدف أحرزه فلافيو، وعاد اللاعبون إلى النادي وكأننا فزنا بدوري الأبطال، احتفل الجميع واكتشفت أنهم لا يحبونه، وعندما انتهت المباراة حملوا الحارس أمير عبد الحميد على أكتافهم، كان هذا ردهم: 'بإمكانك الذهاب، نحن لا نرغب في وجودك'.

واستطرد جوزيه: 'لقد حاول الحضري العودة وألّف الكثير من الحكايات، ذات يوم قلت له أمام الجهاز الفني إنه غير محبوب من زملائه وإنه الأفضل كحارس مرمى، لكنه ليس إنساناً جيداً.

وعند سؤاله عن الأفضل بما أنه اختار الحضري الأسوأ.. بنفس الثقة السابقة أجاب جوزيه 'محمد أبو تريكة'، ووصفه باللاعب الكبير وأكبر منه كأنسان، كما اختار بركات ووائل جمعة وخالد بيبو لاعب الأهلي السابق، مؤكداً أن بيبو ترك الفريق قبل 8 سنوات عندما كنت أدرّب الأهلي للمرة الأولى سجل 4 أهداف في المباراة التي فزنا فيها (6-1) على الزمالك، لقد كان لاعباً وإنساناً رائعاً، أما وائل جمعة فيتمتع بشخصية قوية جداً وهو لاعب كبير أيضاً وعلى قدر كبير من الإنسانية، وعاد وأكّد لكن أفضلهم كإنسان أبو تريكة.

وتطرّق جوزيه في حواره عن طبيعة اللاعب المصري قائلاً: في مصر ينمو اللاعب كالأعشاب، من دون توجيه فعلي أو تشكيل، إنها ناحية ضعيفة، إنها أصيلة لكن بعيدة عن المهنية، ليس لديهم معلمون، بل مدربون فقط.

مؤكداً أن لدى الأهلي مركزاً للتدريب أفضل من أندية مثل بنفيكا، كل شيء مهيأ ليس لتكوين اللاعب، إنما لجعله يفوز بالمباراة، هذا الشيء الوحيد الذي لم أتمكّن من تغييره 'العقلية' وطريقة التفكير لتتلاءم مع البنية التحتية الرائعة الموجودة.

وعن حديثه عن الدوري المصري قال جوزيه: إن لدى مصر الكثير من اللاعبين الجيدين من حيث أساسيات الكرة وفنونها؛ لكن ينقصهم الصقل والتنظيم، لا شيء ينجح دون تنظيم، لم يقُم الاتحاد بمتابعة نمو الدوري عندما ذهبت إلى مصر قبل 8 سنوات والآن قبل 3 سنوات كان من أسوأ أشكال الدوري على مستوى إفريقيا، لقد كان دفاعياً بشكل لا يصدق وهكذا كانت عقلية المدربين.. كانوا يفكرون في أنفسهم يريدون المحافظة أكثر على مواقعهم منه على وضع فرقهم، الأهلي غيّر كل هذه الأمور، نحن غيّرنا عقلية المدربين واللاعبين، لدى مصر اليوم أفضل دوري إفريقي أو واحد من أفضلها دون شك، في السابق كان اللاعبون يهاجمون أمامنا ثلاث هجمات على الأكثر، اليوم حتى آخر فريق في جدول الدوري يلعب نداً لند، الأهلي الذي كان يُعتبر 'وحشاً' يعتبر اليوم 'حافزاً'.

وعندما تطرّق الحديث عن الصحافة المصرية واتهاماتها للمدرب البرتغالي بأنه دمّر الأهلي، انفجر جوزيه في تصريحاته موجهاً سيلاً من الاتهامات للصحافة والصحفيين قائلاً: 'الصحافة دائماً تتهمني على مدى كل هذه السنوات وأنا لم أتحدث إليها منذ 3 سنوات'.

وقال المدرب صاحب الـ 63 عاماً معظم الصحفيين المصريين على أقل تقدير، أولاً لا يفقهون شيئاً في كرة القدم، وثانياً: هم سيّئون كصحفيين.

وأضاف أنا أعرف أن هذه الكلمات ستصل إلى مسامعهم، لكنني لا أكترث؛ لأنني أقول الحقيقة، بالإضافة إلى أنهم سيئون كأشخاص أيضاً، ولهذا أنا ببساطة لا احترمهم.

وأوضح جوزيه أسباب غضبه من الصحفيين المصريين، قائلاً: 'يختلقون القصص ويضعونها بالشكل المناسب لهم بأكبر وقاحة موجودة على وجه الأرض، عندما كان الأمر يتطلّب أن أشتمهم كنت أقوم بذلك دون تحفّظ أو خوف'.

وأكمل لكن رغم هذا كله هناك صحفيون في مصر وربما 20% جديرون بالاحترام وتربطني بهم علاقات جيدة.

وعندما تطرّق الحديث عن الصفقات الجديدة التي أبرمها الأهلي ولم يعتمد عليها جوزيه، وكان من أبرزها صفقة حسين ياسر المحمدي المصري الأصل القطري الجنسية، والذي كان جوزيه هو صاحب فكرة التعاقد معه، أوضح أن حسين ياسر يتمتع بإمكانات كبيرة، موهوب لكن مستواه متفاوت ويبدو هشاً، كان يلعب 10 أو 15 دقيقة، مؤكدًا أن اللاعب لم يفِد الأهلي على الإطلاق، وكان مخيبًا للآمال.

وأضاف اكتشفت أنه عقلية مختلفة؛ لأنه كان قادمًا من أوروبا، كان واحداً من التعاقدات التي لم تفِد على الإطلاق في كل المواقف التي شارك فيها.. في مباريات كأس العالم للأندية، دخل الملعب مرعوبًا كان يفعل القليل، أو لا شيء على الإطلاق.. لم يكن موهوباً.. ولم يكن هناك شيء يبرر أن يبقى كلاعب ثابت في الفريق.

وعما إذا كان حكمه قاسيًا على اللاعب قال: 'لقد لعب في إنجلترا ولم يفلح.. وفي بلجيكا ولم يفلح.. وفي سبورتنج لاشبونة ولم يفلح.. وفي الأهلي ولم يفلح.. حان الوقت كي يفلح.. لكن هذا لن يحدث فقد مرت سنوات كثيرة ولم يتعلم فيها من الحياة.. ويضع اللوم دائماً على غيره.. لقد آن الأوان لكي يقوم بفعل شيء.. فقد فشل في كل طريق مشى إليه'.

وفي نهاية حديثه اختار جوزيه 11 لاعباً والذين يعتبرون الأبرز في حياته التدريبية وجاءوا كالتالي:
حراسة المرمى: عصام الحضري.

وفي الخط الخلفي: وائل جمعة، وإبراهيم سعيد كمسّاكين، وإسلام الشاطر ظهير أيمن، ومحمد عبد الوهاب في الناحية اليسرى، أو الأنجولي جيلبرتو.

وفي خط الوسط: محمد بركات، وحسام غالي، ومحمد شوقي، وأمامهم محمد أبو تريكة.

وفي خط الهجوم اختار أمادو فلافيو، وخالد بيبو.. وكانت المفاجأة تجاهله للمهاجم 'عماد متعب' الذي كان الكل يعتبرونه ابنه المدلل.