أحداث هذه القصة حقيقية حيث أصبت بأ زمة قلبية حادة في أواخر عام 1997 ونقلت الى المستشفى العسكري في بلدتي حيث كنت انذاك عسكريا في الجيش .
( الاسد الغاضب )
في ردهة العناية المركزة في احدى المستشفيات العسكرية هرع الممرض بعد أن سمع رنين توقف القلب من جهاز مراقبة قلب أحد المرضى هرع الى الطبيب الذي كان متواجدا في غرفة مجاورة للردهة ودخل عليه دون أستئذان قائلا:
لقد توقف قلب المريض رقم 6
فأ نتفض الطبيب من مقعده واسرع مهرولا الى الردهة فأ ذا بجهاز مراقبة القلب لايزال يصدر الانذار
والتفت الطبيب الى الممرض قائلا: قم بتشغيل جهاز الصدمة الكهربائية فورا
وأثناء ذلك قام الطبيب برفع الغطاء عن صدر المريض وتناول قطبي الجهاز وقبل أن يستخدمها بدأ قلب المريض ينبض تدريجيا وببطء.... تسمر الطبيب في مكانه والتفت الى الممرض قائلا:
لقد عاد الى الحياة سبحان الله
ونظر الى الجهاز الذي سجل مدة توقف قلب المريض دقيقتين وثمانية وخمسون ثانية
وبعد لحظات أستفقت أنا ( المريض) وقلت: ماء.. أريد أن أشرب فا نا ظمان وأسرع الممرض وأحضر لي كوبا من الماء وبعدأن شربت قال لي الطبيب:
كيف حالك الان
فأ جبته:
انا بخير
فقال لي الطبيب: بماذا كنت تشعر قبل أن تستفيق
فاجبته: لم اشعر بشيء ... لقد كنت أحلم حلما جميلا
فقال لي: أخبرني بماذا كنت تحلم
فأجبته: حلمت أنني ممدد على هذا السرير وفي هذه الردهة وهذا الجهاز كان يصدر صوتا مزعجا وبعدها أحسست بانني أطير دون أجنحة فوق حدائق المستشفى وينفذ لي أي أمر اطلبه من ارتفاع او انخفاض او اي اتجاه اطير وبدقة متناهية فقررت ان ازور قبر حبيبتي التي توفيت قبل فترة قصيرة أثر حا دث مشوؤم ... كنا سنتزوج لولا ذلك الحادث
وأستطردت مكملا حلمي: وبغمضة عين واذا بي بارك أمام قبرها وقرأت عليها سورة الفاتحة وبكيت بكاءا مريرا
وحينها شعرت بهاجس يقول لي
ارجع الى المستشفى ورأيت نفسي ممددا على هذا السرير وأنتما واقفين حولي واستيقظت
فقال لي الطبيب: ان الله كتب لك عمرا جديدا لقد توقف قلبك واعادك الله سبحانه وتعالى الى الحياة والحلم الذي رأيته لم
يكن حلما وانما روحك هي التي كانت تفعل ما رأيت.... يا بني أنا أقدر حزنك على فقدان من تحب ولكن.. من منا لم
يفقد حبيبا أو عزيزا... أن الله أنعم علينا نعمة فضيلة ألا وهي نعمة النسيان.. فتعلّم أن تنسى