اتفقت
تركيا وارمينيا بعد مفاوضات جرت بعيدا عن الاضواء تحت رعاية سويسرية على
خارطة طريق لتنقية الاجواء بين البلدين تضمنت اطار عمل شامل لتطبيع
العلاقات بينهما.
وأعلن بيان ثلاثي صدر يوم الخميس 23 أبريل/نيسان
أن المفاوضات بين تركيا وارمينيا حققت تقدما كبيرا وتفاهما متبادلا، مما
يوفر مناخا ايجابيا للمفاوضات اللاحقة.
يذكر أن هذا الاتفاق جاء
قبل يوم من حلول ذكرى المجازر ضد الأرمن التي وقعت في عهد الدولة
العثمانية بين عامي 1915 و1917 ، وهي نقطة الخلاف الجوهرية التي تقف حجر
عثرة في طريق بناء علاقات طبيعية بين يرفان وانقرة .
وفي
حديث لـ"روسيا اليوم" قال المحلل السياسي والخبير في الشؤون التركية
دانيال عبد الفتاح أن خارطة الطريق بنيت على موافقة يرفان على شروط تركيا
المبدئية الثلاثة وهي تطبيع العلاقات وفتح الحدود واستبعاد قضية
الادعاءات الارمنية بالمجازر من السياسة الخارجية ليرفان.
وأضاف
عبد الفتاح أن هذه الشروط لم تكن تحظى بموافقة يرفان في السابق لكن يبدو
أنها وافقت في النهاية. وربما نشهد في اكتوبر القادم افتتاحا للبوابة بين
البلدين لأن خطوة البداية هامة جدا.
من
جانبه قال ضيف "روسيا اليوم" الخبير في الشؤون التركية السيد فكتور ناديين
راييفسكي من معهد الإقتصاد العالمي والعلاقات الدولية في موسكو، قال أن
روسيا لطالما كانت مع علاقات حسن الجوار بين دول القوقاز قاطبة، أضف اليها
تركيا كونها لاعب اساسي في القوقاز، وهي الأقوى في المجال العسكري
والاقتصادي في المنطقة.
أما
المشكلة بين أذربيجان وأرمينيا حول اقليم قره باخ فإن الحل يعتمد برأي
راييفسكي على مدى التنازل الذي سيقدمه كل طرف للآخر كما يرتبط بجدية
الطرفين في الاستماع لبعضهم البعض .. فأرمينيا كانت تقترح حلا على مراحل
وتركز على اعطاء صفة محددة للاقليم، بينما ترغب اذربيجان حلا كاملا بما في
ذلك مسألة 40 ألف لاجئ من الأرمن ترفض باكو عودتهم.
وبالعودة
الى التاريخ فقد بدأ نزاع قره باخ في عام 1988، عندما أعلن إقليم قره باخ
الذي أغلبية سكانه من الأرمن، عن الخروج من قوام جمهورية أذربيجان
الاشتراكية السوفيتية. ثم أعلن في عام 1991 عن قيام جمهورية قره باخ، مما
أدى إلى نشوب حرب بين أذربيجان وأرمينيا. وأدت الصدامات التي جرت بين
الطرفين إلى مصرع نحو 15 ألف شخص وتشرد حوالي مليون آخرين. وفقدت أذربيجان
وقتئذ سيطرتها على قره باخ و7 مناطق متاخمة له. ولم يتسن التوصل إلى
اتفاق هدنة إلا في 12 مايو عام 1994 في بشكيك.