يناقش
يوم 23 أبريل/نيسان في موسكو رئيسا روسيا وارمينيا دميتري مدفيديف وسيرج
ساركسيان مسائل التعاون في مجال الطاقة وقضية قره باغ المتنازع عليها
بين ارمينيا واذربيجان.
وقد
أعرب رئيس ارمينيا سيرج ساركسيان خلال لقائه بالرئيس الروسي عن شكره
لروسيا على موقفها الدؤوب والثابت من التسوية القانونية لقضية قره باغ
وقال :" أشكر روسيا وفخامتكم شخصيا على مساهمتها القيمة في حل قضية قره
باغ. واود الاشارة الى ثبات موقفكم بعد الزيارة التي قام بها الى موسكو
رئيس أذربيجان، ويكمن جوهر هذا الموقف في ان النزاع ينبغي ان يحل على
اساس مبادئ القانون الدولي".
وأكد
ساركسيان قائلا: " يسرني انه قد ظهر في القوقاز الجنوبي بلد آخر يحق له ان
يسمي روسيا بصدق شريكا استراتيجيا، الامر الذي يعني ان موارد روسيا
السياسية تتعاظم في حل قضية قره باغ".
وأشار
دميتري مدفيديف من جانبه الى ان العالم يشهد الآن مرحلة غير بسيطة، لكن
العلاقات بين روسيا وأرمينيا في المجال الاقتصادي والسياسي تشهد تحسنا.
قضايا الطاقة والنقلصرح
متحدث باسم الكرملين بان المباحثات بين الرئيسين الروسي والارمني ستتركز
على مسائل التعاون في مجال الطاقة. واعاد المتحدث الى الاذهان ان المؤسسات
الاقتصادية الروسية تلبي تماما حاجات ارمينيا من الغاز الطبيعي والوقود
النووي. كما يتم إنجاز مشاريع مشتركة في مجال نقل الغاز. واضاف المتحدث
قائلا: " ان من ضمن أولويات التعاون في المجال الاقتصادي تحديث بنية السكك
الحديدية الارمنية، وذلك بمشاركة مؤسسة " السكك الحديد" الروسية..ويستمر
العمل على زيادة قدرات معبر السكة الحديدية " القوقاز – بوتي – القوقاز".
واضاف المتحدث ان مسائل التعاون في في المجال التجاري والاقتصادي تشغل
صدارة المباحثات بين الجانبين ، علما ان روسيا تحتل المرتبة الاولى في
قائمة الشركاء الاستثماريين على الصعيد الاقتصادي الخارجي بالنسبة
لارمينيا.
مشكلة قره باغوافاد
المتحدث بان رئيسي الدولتين سيناقشان ايضا قضية قره باغ. واضاف قائلا: "
لم يتغير موقف روسيا المبدئي بصفتها طرفا في الوساطة الدولية ورئيسا
مناوبا لمجموعة مينسك الخاصة بتسوية نزاع قره باغ تحت رعاية منظمة الامن
والتعاون في اوروبا، علما ان روسيا ستسعى لاحقا الى مساعدة باكو ويريفان
في البحث عن حلول مقبولة للجانبين".
وكان الرئيس مدفيديف في
الاسبوع الماضي قد التقى في موسكو بالرئيس الاذربيجاني الهام علييف الذي
ناقش معه ضمنا قضية قره باغ. وقد شكر علييف في مؤتمر صحفي عقد في أعقاب
المباحثات الثنائية شكر روسيا على بذلها للجهود الرامية الى تقريب
الموقفينالاذربيجاني والارمني فيما يتعلق بتسوية قضية قره باغ.
وسبق
لمجموعة مينسك الخاصة بتسوية نزاع قره باغ تحت رعاية منظمة الامن والتعاون
في اوروبا ان طرحت اقتراحا بعقد لقاء بين علييف وساركسيان في 7 مايو/آيار
القادم بمدينة براغ. وقد اعلن ساركسيان انه لا يعارض لقاءً كهذا ، الا
انه لم يؤكد ان اللقاء سيعقد في هذا الموعد وهذا المكان بالذات.
ويرجح ان يتبادل مدفيديف وساركسيان الاراء حول التعاون المتعدد الجوانب في اطار مؤسسات التكامل على ساحة رابطة الدول المستقلة.
ارمينيا وتركيا وضعتا "خريطة الطريق" لتطبيع العلاقات بينهماوردت عشية زيارة الرئيس الارميني الى موسكو انباء تفيد بان ارمينيا وتركيا اتفقتا على وضع "خريطة طريق" لتطبيع العلاقات بينهما.
والجدير بالذكر ان قضية قره باغ تعد سببا من أسباب التوتر في العلاقات بين يريفان وانقرة. وكان وزير الخارجية التركي على باباجان قد زار يريفان الاسبوع الماضي للمشاركة في
مؤتمر وزراء الخارجية للدول الاعضاء بمنظمة التعاون الاقتصادي في منطقة
البحر الاسود، حيث ناقش آفاق تطبيع العلاقات بين ارمينيا وتركيا، واعلن عن
سعي انقرة الى التطبيع التام لعلاقاتها مع يريفان، مشيرا الى ان هذه
العملية يجب ان تجري بمحاذاة المباحثات الجارية بين اذربيجان وارمينيا في
موضوع تسوية نزاع قره باغ.
وفيما يتعلق بخريطة الطريق التي وردت
انباء عنها يوم 23 ابريل/نيسان الجاري فانها تنص على ان الجانبين وصلا الى
تفاهم في بشأن تسوية العلاقات بينهما. ويشير معدو الوثيقة الى ان المبادئ
المتفق عليها من قبل الجانبين تشكل مستقبلا ايجابيا لمواصلة عملية
المباحثات.
ويجب القول ان العلاقات التركية الارمنية شهدت في
الاونة الاخيرة تطورا نشيطا على الصعيد الرسمي. وقد زار الرئيس التركي عبد
الله غول يوم 6 سبتمبر/ايلول الماضي يريفان للمرة الاولى، وذلك بدعوة من
رئيس ارمينيا سيرج ساركسيان ليشاركه في مشاهدة مباراة كرة القدم بين
منتخبي ارمينيا وتركيا في إطار تصفيات المونديال عام 2010.
والجدير
بالذكر ان الرئيس الارمني سيزور اسطنبول في اكتوبر/تشرين الاول القادم
بزيارة جوابية. وترى يريفان وانقرة ان هذه الزيارة ستساهم في تطبيع
العلاقات بين البلدين.