ساحة لاتعرف الهدوء

ساحة كرة القدم فى مصر لم تعد تعرف سوى الصخب والضجيج!!

قد يتطوع البعض بالقول أن هذه الساحة خاصمت الهدوء ، ولكنى أؤكد
انه لايراد لها أن تعيش –أبدا- فى هدوء ، والفارق بين الاثنين شاسع وكبير!

فعندما يلف الصخب والضجيج هذه الساحة ، من الوارد ان يكون هذا
راجعا الى أسباب ومبررات ، منها ماهو منطقى ، ومنها ماهو غير ذلك ، ولكن
أن يراد لها أن تعيش دوما فى مثل هذا الصخب ، فلايعنى هذا سوى أن هناك من
يريد لها أن تبقى هكذا ، أى التعمد قائم وموجود ، والفضل فى كل ذلك يرجع
الى الاعلام ، فهو المتسبب الاول والاخير ، ولست أجد غيره متهما ،
ولامسئول!

وقبل أن اتوقف عند الاتهام الموجع الى الاعلام ، وماهى الاسباب
التى وضعته فى قفص الاتهام ، لابد أولا أن أعود الى الحكايات والوقائع
البارزة ، التى تجسد الصخب والضجيج الذى أتحدث عنه ، وأنتقى من بين كثير ،
أزمة عصام الحضرى الشهيرة ، التى لم يتوقف الجدل حولها لعام كامل
أويزيد..وكان الاعلام أمامها ، وخلفها ، وبين يديها..ينفخ فيها ، ويعقدها
، ويزيدها إشتعالا ، لالشىء سوى أنه كان من بين من تناولوا الازمة لم
يدركوا جيدا المسئوليات الملقاة على عاتقهم ، فاختلط الصح..بالخطأ ،
والحابل.. بالنابل ، ووقع المتلقى ، وهو فى النهاية جمهور الكرة المنتمى
للاندية ، وهى فى الاساس الاهلى والزمالك ، اولمنتخب واحد..وهو منتخب مصر!!

عندما أقدم عصام الحضرى على فعلته الشهيرة ، حين هرب من ناديه ،
ساعيا للاحتراف فى نادى سيون السويسرى ، رغم ارتباطه بعقد رسمى مع ناديه
–الاهلى- كان هناك من خرج ليخالف المنطق ، والمستقر عليه ، وقال ان هذا من
حق الحضرى ، وكان جراة الحديث فى هذا الاتجاه لايعنى سوى أن أبجديات
الاتفاق قد غابت منذ اللحظة الاولى ، فقد قسمت الالوان الاجماع الواجب ،
وأعهنى هنا من ردد أن الرفض لخطيئة الحضرى ، كان يحمل فى طياته المساندة
للنادى الاهلى ، وبالتالى كان من الطبيعى أن لون مصدر مثل هذا التفسير ،
والغريب أن مثل تلك الصورة كان لها نظيرا فى الاعلام ، فقد خرج من يرددها
من الاعلاميين الموقرين ، الذين لم يبلغوا مرحلة الرشد الوظيفى ، ووقعوا
فى خطيئة ترديد مايقوله الجمهور ، وهى مسالة لاتغتفر ، فما يراه الانسان
العادى ، ويقتنع به ، لايقارن بما يقوله الاعلامى ، وهو فى الاول والاخر
صوت للحق ، والضمير ، ولم يتوقف الامر عند هذا الحد ، بل توالت الاحداث ،
ووصل الامر الى حد الرغبة من جانب بعض الاعلاميين ، فى استبعاد الحضرة من
صفوف منتخب مصر ، بعد ان اصبح بالفعل لاعبا فى نادى سيون ، وكان هناك
–أيضا- من يردد مثل هذا الكلام فى الاعلام ، رغم كل مابه من أخطاء
ومغالطات ، فلم تكن هناك عقوبة رسمية يمكن الارتكان عليها لاستبعاد الحارس
من منتخب مصر ، وقد فعلها المدير الفنى للفريق المصرى ، وأشرك الحارس فى
كل المباريات التى لعبها الفريق ، ومنها مباريات المرحلة الاولى من
التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2010 فى جنوب أفريقيا ، وبمرور
الوقت هدات الاجواء بعض الشىء ، حتى جاء موعد الكشف عن عقوبة وقعها
الاتحاد الدولى ، وتقضى بالايقاف أربع أشهر بداءا من الاول من أغسطس ، الى
جانب غرامة قدرها 900 الف يورو ، ومن جديد اشتعلت الاجواء ، وبنفس الطريقة
الخاطئة ، حين خرج من يتحدث عن كيفية البحث عن بدائل للخروج من هذا المازق
، ومنها تنازل الاهلى عن شكواه من أجل أن يبقى الحارس ..يلعب ، ويحافظ على
مكانه ، ويدعم فرصة مصر للتأهل لنهائيات 2010 ، باعتبار أن منتخب مصر
بدونه سيعانى كل المعاناة ، وهنا كانت السقطة الكبرى ، التى وقع فيها نفر
من الاعلاميين ، الذين راحوا يروجون للقصة ، دون أن يدركوا كم يخالفون
المستقر من الاوضاع ، ووصلت الغيبوبة ببعضهم ، الى حد إجراء استفتاءات
بالرسائل القصيرة مدفوعة الاجر ، يسألون الجمهور رأيه فى تنازل الاهلى عن
العقوبة!!

بالطبع كانت السقطة مدوية ، لان هناك من يدافع عن الخطأ بدعوى
مصلحة المنتخب ، وهى سوابق لم تحدث من قبل فى أى مكان فى العالم ، وأظن كل
الظن انها لايمكن ان تحدث بالمرة ، وربما أن هذا هو الذى يفسر لنا سر
الصخب والضجيج..فالسر ياسادة أن هناك نفر فى إعلام يمارس دوره على طريقة
جدتى رحمة الله عليها..ومادام الامر كذلك ، فليس أقل من أن يعلو الصخب من
حولنا..ويتفجر الضجيج فى كل اتجاه!

الله عليك ياباشا

نايس مرور

شكرا ع الموضوع الجميل يا باشا !!!

شكرا عالمرور

» رئيس مدغشقر يدعو الى اعادة الهدوء
» ساحة الفردوس في بغداد منبر حر لكل العراقيين
» حقيقة برودة بلاط ساحة المسجد الحرام؟؟؟
» القبض على تسعة اشخاص عقب مشاجرة في ساحة المسجد النبوي في المدينة المنورة