رغم مرور‏4‏ سنوات علي إنشائه مركز الكبد بالمحلة الكبري تسكنه الأشباح

رغم النقص الشديد الذي تشهده مدينة المحلة
الكبري في قطاع الخدمات الطبية والصحية‏.‏ وعدم وجود مستشفي حكومي
لأستقبال وعلاج اهالي المدينة العمالية من الفقراء ومحدودي الدخل وتفاقم
معاناة المرضي علي مدار‏6‏ سنوات هي فترة أعمال الترميم بمستشفي
المحلة العام والذي توقف به العمل فجأة لعدم وجود اعتمادات
مالية‏..‏ فإن مسلسل التجاهل وغياب الدعم مازال قائما داخل مدينة
المحلة وكان ضحيته هذه المرة مركز علاج أمراض الكبد الجديد والذي تم
الانتهاء من إنشائه وتشطيبه منذ اكثر من‏4‏ سنوات ظل خلالها اهالي
المدينة يحسبون الايام والشهور حتي يري هذا الصرح الطبي الضخم النور
ولينقذهم من آلامهم لاسيما بعد ارتفاع نسبة امراض الكبد والفشل الكلوي بين
سكان المحلة والقري التابعة لها‏..‏

ولكن ذهبت احلامهم
ادراج الرياح حيث ظل هذا المبني الفخم مهجورا ينعي من بناه ولايجد من يمد
له يد العون بالأجهزة والمعدات الطبية اللازمة لتشغيله ومازالت تسكنه
الاشباح‏.‏ورغم تعليمات وزير الصحة خلال زيارته الاخيرة لمدينة
المحلة في شهر ابريل الماضي حيث ابدي انبهاره بفخامة وحجم المبني وامر
بسرعة الانتهاء من تجهيز هذا الصرح الطبي

ليكون جاهزا لاستقبال
المرضي خل شهر سبتمبر الماضي بعدما اقترح ضمه لمستشفي المحلة العام علي ان
يكون متخصصا لتولي مهام العمليات الجراحية الكبري والدقيقة‏..‏
لكن المركز حتي الان لم يشهد اي جديد وأصبح تائها بين تضارب رغبات
المسئولين فلاهو أصبح مركزا متخصصا لعلاج امراض الكبد وفقا للغرض الذي
اقيم من اجله ولامستشفي حكوميا يستطيع معالجة واستقبال مئات المرضي من
اهالي المدينة الذين راحوا ضحية توقف العمل بمستشفي المحلة
العام‏.‏

مأساة مركز الكبد بالمحلة تعود الي
عام‏1999‏ عندما اقترح الدكتور محمد غنيم ـ أستاذ جراحة الكلي
بالمنصورة ـ علي احد اعضاء مجلس الشعب السابقين بمدينة المحلة فكرة انشاء
مركز متخصص لعلاج مرضي الكبد بمدينة المحلة والقري التابعة لها بعد ان
لاحظ الدكتور محمد غنيم خطورة الموقف بسبب ارتفاع نسبة الاصابة بأمراض
الكبد بين سكان المحلة وذلك من خلال ترددهم يوميا بأعداد كبيرة علي مركز
الجهاز الهضمي والكلي بمدينة المنصورة‏,‏ وبالفعل نجح عضو مجلس
الشعب في الحصول علي قطعة ارض مساحتها تسعة آلاف متر تابعة لمستشفي حميات
المحلة الكبري وذلك بعد موافقة الدكتور اسماعيل سلام وزير الصحة الاسبق
علي فكرة المشروع

حيث تم اسناد دراسة الجدوي لاحد المكاتب
الاستشارية الذي حدد قيمة تكاليف المشروع بـــ‏37‏ مليون جنيه
شاملة اقامة المبني وتجهيزاته‏.‏وامام عدم توافر الموارد المالية
لتمويل المشروع تم اللجوء للجهود الذاتية وتبرعات رجال الاعمال من اهالي
المدينة ولكنها لم تكن كافية سوي لعمليات الحفر ووضع الاساسات حيث تم
تسليم الموقع بعدها لوزارة الصحة والتي تولت انشاء المبني وتشطيبه علي
ثلاث مراحل بدأت في اكتوبر عام‏2000‏ وانتهت عام‏2004‏
حيث اصبح المبني جاهزا وفي انتظار تزويده فقط بالاجهزة والمعدات الطبية
واطقم التشغيل ولكن منذ الانتهاء من تشطيب المبني عام‏2004.‏ وحتي
الان ظل الموقف كما هو عليه وأصبح مجرد مبني مهجورا لايوجد به مايدل علي
هويته سوي لافتة صغيرة علي ابوابه الخارجية تحمل اسم مركز علاج امراض
الكبد بالمحلة‏..

‏ويقول المحاسب رضا الحلوف ـ رئيس المجلس
المحلي لمدينة المحلة ان المركز شهد خلافات عديدة حول من يتولي مسئوليته
الادارية والجهة التي يتبع لها حيث طالب البعض بأن تتولي ادارة مستشفي
الحميات مسئولية تشغيل وادارة المبني‏..‏ بينما طالب البعض باسناد
ادارته الي احد المعاهد والمراكز المتخصصة في علاج امراض الكبد مثل معهد
الكبد بالمنوفية حتي يتمكن من اداء دوره المطلوب‏.‏ثم كانت
تعليمات وزير الصحة خلال زيارته الاخيرة لمدينة المحلة بتحويله لمستشفي
تابع لمستشفي المحلة العام لاجراء العمليات الجراحية الدقيقة
به‏..‏ ولكن حتي الان لم يشهد المركز اي جديد‏.‏