الفتى الطائش Admin
عدد المساهمات : 37523 العمر : 34 العمل/الترفيه : عاطل دلوقتى المزاج : لو قولت ميه ميه يبقى شويه sms : قريبا..........!!!؟؟؟ رقـــــم الـعـضــويــه : 412 البلد : نقاط التميز للعضو : 19990 السٌّمعَة : 53 نقاط : 34634 تاريخ التسجيل : 17/07/2008
| موضوع: لماذا لا نتغير ؟ بقلم : د. هالة مصطفي السبت فبراير 07, 2009 2:32 am | |
| لماذا لا نتغير؟ سؤال قد يلح علينا جميعا. فنحن إذا نظرنا إلي العالم من حولنا, أي من أكثر الدول تقدما وغني مثل أمريكا وأوروبا الغربية إلي تلك المتوسطة كحال دول أمريكا اللاتينية وأوروبا الشرقية, أو حتي الصغيرة أو النامية من آسيا إلي أفريقيا, سنجد فروقات ـ تكون أحيانا هائلة ـ بين معدلات التغيير وإيقاعها ومداها وتلاحقها في أغلب تلك الحالات وبين مثيلاتها في منطقتنا أي منطقة الشرق الأوسط وبالتحديد المجتمعات العربية الإسلامية. صحيح أنه في كثير من اللحظات والفترات التاريخية والسياسية المختلفة تتزايد دعوات التغيير والتي عادة ما يصاحبها عملية تسمي بالحراك السياسي والاجتماعي تزيد من توقعات هذا التغيير إلا أنها وفي معظم الحالات سرعان ما تخفت حتي تتلاشي تقريبا وتتراجع معها عملية الحراك فتتثاقل خطواتها أو تضل طريقها الصحيح.
والزاوية التي يركز عليها هذا المقال إنما تتعلق بالثقافة السياسية السائدة, فالتغيير يرتبط بحيوية المجتمع وقدرته علي إنتاج واستيعاب قيم التغيير. ويبرز هنا ما تقوم به النخب السياسية والمثقفة ومدي مساهمتها في عمليات التنوير باستخدام الوسائل أو الوسائط التثقيفية والإعلامية المختلفة, وفي هذا الإطار يأتي الدور المحوري الذي يلعبه الإعلام كأداة رئيسية للتثقيف والتنشئة السياسية ونشر القيم في المجتمع ككل.
فالإعلام ينظر إليه عادة علي أنه مرآة للحياة السياسية والثقافية في أي مجتمع من المجتمعات من حيث ارتقائها أو تدهورها وتدنيها, وبالتالي فإنه يعكس طبيعة المناخ السياسي السائد ومدي نضج و تطوره السياسي وأيضا طبيعة سياساته وبنيته التشريعية والقانونية ولذلك فإن ليبرالية أو شمولية انفتاح أو انغلاق الثقافة العامة والسياسية تلعب دورا محوريا في تشكيل طبيعة الرسالة الإعلامية وتؤثر فيها إن إيجابا أو سلبا. ولكن من ناحية ثانية, فإن الإعلام ليس مجرد مرآة عاكسة للأحوال السائدة وإنما هو عامل أساسي للتغيير أي إعادة تشكيل الوعي السياسي والرأي العام وإيجاد ثقافة سياسية ومجتمعية جديدة تتحدي ثقافة الوضع القائم وتكون قادرة علي تحريك الجمود وهز ثوابت السلبية واقتحام قضايا جديدة قد تكون خلافية ولا تنسجم مع ما يعرف بالتوجه السائد.
من ناحية ثالثة قد يعد الإعلام أيضا أداة رئيسية للنظم غير الديمقراطية أو التي تمر بمراحل انتقال مختلفة لإحداث التعبئة الشعبية أو الجماهيرية, وبالتالي للاستخدام والتوظيف السياسي لضمان سيادة أو تكريس ثقافة شمولية أو لا ديمقراطية, أو ما تعرف بالصوت الواحد.. ولذلك ربما كان أصعب قطاع في عملية التحول الديمقراطي هو ذلك القطاع بالتحديد أي الإعلام إن لم يكن الأصعب علي الإطلاق. إن جوهر تلك القضية يتعلق بطبيعة دور النخبة, فهي القائمة علي الإعلام سواء كان عاما أو خاصافي النهاية, وهي التي تصوغ الرسالة الإعلامية فجميع الدول التي عرفت التقدم وأخرجت شعوبها من حالة التخلف والجمود قامت بذلك من خلال دور نخبها الفكرية.
والسؤال هل دور النخبة لدينا هو التنوير وبث الوعي وجذب المجتمع وقيادة الجماهير إلي الأمام لتلحق بركب التقدم أم هي تعمل علي تكريس التخلف وإثارة الجماهير واكتساب شعبية تفتقد الحد الأدني من العقلانية والمسئولية؟
لا يحتاج أي محلل سياسي لجهد كبير ليخلص إلي النتيجة الثانية فأغلب وسائل الإعلام مقروءة ومرئية إنما تنحاز إلي الشكل الثاني والصورة باتت مزمنة بل ومرضية أيضا, إن ذلك الشكل أو الاتجاه الثاني هو ما اصطلح علي تسميته بالاتجاه الشعبوي بالمعني السلبي, اذ لا يعني الالتصاق بالشعوب والتعبير عن مصالحها, وانما يعني اللعب علي مشاعرها وإيجاد وعي زائف لا يخرجها من أزماتها ومشاكلها وانما يكرس تأخرها ومعاناتها, وقد عانينا من تلك الشعبوية السلبية إبان هزيمة1967 المريرة التي لعب الإعلام التعبوي الموجه, قبلها واثناءها وبعدها, الدور الرئيسي فيها, حيث يوصف هذا النوع الدعائي من الاعلام بكونه اعلاما مضللا ومخدرا ربما يسمع الناس ما يريدون أن يسمعوه ليستمتعوا به لحظات ثم يدفعون ثمنه غاليا ربما عمرا بأكمله..
ومن السهل التعرف علي ملامح تلك الرسالة الاعلامية الشعبوية فهي رسالة لابد وأن تكون موجهة أساسا ضد الخارج باعتباره المسئول عن كل المصائب والكوارث التي تحل بالعالم العربي الإسلامي, وبالتالي فإن الانجاز الوحيد هنا يكون ببث الكراهية والعداء ضده لتكون هي الأداة الوحيدة لتأكيد الذات, ولا مانع من أن تصبح تلك هي معركة البحث عن الهوية, وعنوان النضال من أجلها! رغم انها لا تعكس في النهاية الا الشعور بالضعف بل والنقص ازاء الآخرين الأقوياء المتقدمين. ويكفي استعراض بعض الأمثلة البسيطة مثل حال بعض النقابات المهنية التي تعاني من مشاكل خطيرة ومزمنة, ومع ذلك فهي منشغلة الآن بمواجهة العدو الخارجي فأصبحت مسألة الحذاء الذي وجه إلي الرئيس الأمريكي من أولي أولوياتها ناسية أو متناسية قضاياها الحقيقية أو ربما هربا منها, وبنفس المنطق يأتي الهجوم الاعلامي الشديد علي شيخ الأزهر لمصافحته الرئيس الإسرائيلي في مؤتمر عنوانه وهدفه هو الحوار بين الأديان والثقافات!
ألهذا الحد لم يعد إعلامنا قادرا علي احتمال أي مناقشة عقلانية أو موضوعية لأي رأي أو وجهة نظر أو موقف أو تصرف مغاير لما هو سائد؟
إن كثيرا من الصحف التي تعاني مشاكل مالية أو نقص في كوادرها المهنية تفرد صفحات وصفحات لمثل هذه الموضوعات أكثر بكثير مما تفرده لقضايا الوطن الحقيقية.
فهل تنشغل تلك الصحف بقضايا مثل الزيادة السكانية الرهيبة التي تلتهم كل جهود التنمية أو الأزمة الاقتصادية؟ الفقر؟ العشوائيات؟ العنف المجتمعي؟ نقص الإنتاجية؟ التخلف التكنولوجي؟ الأمية؟ نقص الرعاية الصحية؟ والاجتماعية؟ معاناة الأجيال الجديدة؟ التطرف والاستغراق في السلفية الفكرية؟ وقضايا المواطنة؟ الحريات العامة؟ وهكذا..
هل يشغل مثلا تثقيف المجتمع؟ الارتقاء بالفنون والآداب؟ التحديث والتنوير؟. إن كل تلك القضايا تصبح هامشية لدي ذلك النوع من الإعلام مقارنة بقضايا الإثارة ومعلقات الهجاء ضد الخارج وتهدر فيها موارد مالية خصصت لإعلام يفترض فيه أن يقود المجتمع إلي الحرية والتقدم.
فهل كل ما يريده هذا الاعلام هو إثبات أن العالم كله خاصة الغربي هو سبب كل الشرور؟ فإذا كان هذا هو الهدف فقد تحقق, ولكن يبقي السؤال وماذا بعد؟ أي ماذا بعد كل هذا السعي لإثبات سوء الآخر؟ هل هذا يخرج المجتمع من أزماته وينقلنا من التخلف إلي التقدم؟
لذلك نحن لا نتغير, بل نظل حبيسي المربع رقم واحد, لا نخرج منه إلا لنعود إليه, إذ يؤدي هذا النوع الردئ من الإعلام إلي إعادة إنتاج ونشر الثقافة السياسية البالية التي تقوض كل دعوة أو جهد للتغيير والتطوير والإصلاح أو بكلمة واحدة للنهضة. وإذا كان القائمون علي هذا الإعلام منظروه ومهندسوه ومروجوه يحاجون بأنهم إنما يشبعون رغبات الشعوب في التنفيس عن الغضب وامتصاص مشاعر الإحباط لديها, حتي ولو كان هذا التنفيس لا علاقة له بالأسباب المباشرة للسخط والغضب, إلا أنه في الواقع لا يؤدي إلا إلي تأجيج مشاعر الغضب علي نطاق واسع بحيث لا يمكن التنبؤ في أي لحظة أو لأي سبب بالتحديد يمكن لها أن تنفجر!
ولو كان هذا هو النهج والطريق الذي سلكته مصر منذ ما يزيد عن مائتي عام لما كانت قد حققت أي تقدم يذكر, بل ولم يكن ممكنا قيام دولتها الحديثة أصلا, فتجربة محمد علي باشا التي يعتز بها المصريون جميعا لم تكن مجرد صدي للتوجهات الشعبية السائدة في ذلك الوقت, وإنما كانت تحديا حقيقا لواقع متخلف وقادت الجماهير والمجتمع وراء تجربة تحديثية وتنويرية رائدة ولم تنقد وراء ما هو قائم, وهكذا كان تاريخ مصر الحديث والليبرالي كله عبر عهود مختلفة وهو الميراث القيم الذي نعيشه حتي اليوم. | |
|
ana mido مشرف المنتديات الرياضية
عدد المساهمات : 9882 العمر : 34 العمل/الترفيه : مشرف اد الدنيا :)):)) المزاج : مبسوط صباحا متكدر ليلا sms : بحبك يا أمي رقـــــم الـعـضــويــه : 626 البلد : نقاط التميز للعضو : 4410 السٌّمعَة : 4 نقاط : 29604 تاريخ التسجيل : 08/09/2008
| موضوع: رد: لماذا لا نتغير ؟ بقلم : د. هالة مصطفي الإثنين فبراير 09, 2009 4:41 am | |
| علشان احنا كده
شكرا للتوبيك العسل يا عسل
| |
|
الفتى الطائش Admin
عدد المساهمات : 37523 العمر : 34 العمل/الترفيه : عاطل دلوقتى المزاج : لو قولت ميه ميه يبقى شويه sms : قريبا..........!!!؟؟؟ رقـــــم الـعـضــويــه : 412 البلد : نقاط التميز للعضو : 19990 السٌّمعَة : 53 نقاط : 34634 تاريخ التسجيل : 17/07/2008
| موضوع: رد: لماذا لا نتغير ؟ بقلم : د. هالة مصطفي الإثنين فبراير 09, 2009 6:36 am | |
| | |
|
محسن شاهين نائب المدير
عدد المساهمات : 66138 العمر : 35 العمل/الترفيه : الخير إن شاء الله المزاج : عالي sms : رقـــــم الـعـضــويــه : 34 البلد : نقاط التميز للعضو : 43490 السٌّمعَة : 54 نقاط : 66685 تاريخ التسجيل : 15/11/2007
| موضوع: رد: لماذا لا نتغير ؟ بقلم : د. هالة مصطفي الأحد فبراير 15, 2009 12:33 pm | |
| | |
|
الفتى الطائش Admin
عدد المساهمات : 37523 العمر : 34 العمل/الترفيه : عاطل دلوقتى المزاج : لو قولت ميه ميه يبقى شويه sms : قريبا..........!!!؟؟؟ رقـــــم الـعـضــويــه : 412 البلد : نقاط التميز للعضو : 19990 السٌّمعَة : 53 نقاط : 34634 تاريخ التسجيل : 17/07/2008
| موضوع: رد: لماذا لا نتغير ؟ بقلم : د. هالة مصطفي الأحد فبراير 22, 2009 10:58 pm | |
| | |
|
mohaa مشرف منتديات التاريخ والسياحة
عدد المساهمات : 2189 العمر : 37 العمل/الترفيه : على المعاش بعد ون يير من التخرج المزاج : معتدل شمالى جنوبى ريح خفيفه sms : اذا اصابنى الزمن باصابه من اصاباته يجب ان اخرج منها اقوى مما كنت لان الدنيا تجارب ومن لم يتعلم سيظل مكانه لايتحرك رقـــــم الـعـضــويــه : 663 البلد : نقاط التميز للعضو : 7480 السٌّمعَة : 1 نقاط : 29599 تاريخ التسجيل : 14/09/2008
| موضوع: رد: لماذا لا نتغير ؟ بقلم : د. هالة مصطفي الإثنين فبراير 23, 2009 6:04 pm | |
| تشكرات على الخبر ياحمود وتسلم ايدك | |
|
الفتى الطائش Admin
عدد المساهمات : 37523 العمر : 34 العمل/الترفيه : عاطل دلوقتى المزاج : لو قولت ميه ميه يبقى شويه sms : قريبا..........!!!؟؟؟ رقـــــم الـعـضــويــه : 412 البلد : نقاط التميز للعضو : 19990 السٌّمعَة : 53 نقاط : 34634 تاريخ التسجيل : 17/07/2008
| موضوع: رد: لماذا لا نتغير ؟ بقلم : د. هالة مصطفي الإثنين فبراير 23, 2009 10:57 pm | |
| | |
|
zaftour مشرف منتدي الضحك والفرفشة
عدد المساهمات : 6622 العمر : 29 العمل/الترفيه : سكر حلوة الدنيا سكر المزاج : محشش واخد منها حاجة sms : بحبكوا كلكوا كده علي بعضكوا رقـــــم الـعـضــويــه : 822 البلد : نقاط التميز للعضو : 14040 السٌّمعَة : 36 نقاط : 34869 تاريخ التسجيل : 29/09/2008
| موضوع: رد: لماذا لا نتغير ؟ بقلم : د. هالة مصطفي الثلاثاء فبراير 24, 2009 3:39 am | |
| ناااااااااااااااااااااااااااااايس موضوع يا حمووووووووود يا جامد
| |
|
الفتى الطائش Admin
عدد المساهمات : 37523 العمر : 34 العمل/الترفيه : عاطل دلوقتى المزاج : لو قولت ميه ميه يبقى شويه sms : قريبا..........!!!؟؟؟ رقـــــم الـعـضــويــه : 412 البلد : نقاط التميز للعضو : 19990 السٌّمعَة : 53 نقاط : 34634 تاريخ التسجيل : 17/07/2008
| موضوع: رد: لماذا لا نتغير ؟ بقلم : د. هالة مصطفي الثلاثاء فبراير 24, 2009 3:42 am | |
| شكرا زافتور للمرور الجميل
| |
|