الرئيس الأمريكي يتعهد بتدمير الملاذات الآمنة

أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس عن استراتيجيته الجديدة الخاصة بالقضاء علي تنظيم القاعدة في أفغانستان وباكستان‏.‏

وقال
أوباما في خطاب من البيت الأبيض ونقلت قنوات التليفزيون وقائعه مباشرة ان
الوضع يزداد خطورة ورغم مرور‏7‏ سنوات علي الإطاحة بطالبان من
السلطة إلا أن الحرب لاتزال مستمرة ويسيطر المتمردون علي مساحات من
أفغانستان وباكستان كما أن الهجمات علي القوات الأمريكية تتزايد بشكل
مستمر‏,‏ وأضاف أوباما ومن المؤلم أن عام‏2008‏ هو الأكثر
دموية بالنسبة للقوات الأمريكية‏.‏

ووصف أوباما تنظيم
القاعدة وحلفاءه بسرطان يهدد بتدمير باكستان من الداخل مؤكدا أن القاعدة
تخطط لشن مزيد من الهجمات علي الولايات المتحدة من مخابئها في باكستان
ودعا إسلام أباد الي أن تكون شريكا أقوي في مواجهة القاعدة وأن عليها أن
تبرهن علي عزمها القضاء علي جميع المتطرفين داخل حدودها وفي هذا السياق
أعلن أوباما عن زيادة المساعدات الأمريكية لباكستان الي‏1,5‏
مليار دولار سنويا لمدة خمسة أعوام بالاضافة الي دعم الحكومة المدنية
والدستورية في باكستان‏.‏

كما تعهد أوباما بالقضاء علي
الأفيون الذي يعد أهم مصادر تمويل طالبان فضلا عن وضع استراتيجية جديدة
للإعلام تعزز صورة أمريكا وحلفائها في أفغانستان‏.‏

وقال
مسئول أمريكي كبير‏,‏ طلب عدم كشف اسمه‏,‏ في تعليق علي
الاستراتيجية‏:‏ إن الهدف منها واضح ومحدد وقابل
للتطبيق‏,‏ ألا وهو تفكيك تنظيم القاعدة والتغلب عليه‏,‏
والقضاء علي ملاذاته في أفغانستان وباكستان‏.‏ وأضاف أن زعيم
تنظيم القاعدة أسامة بن لادن يخطط لتنفيذ اعتداءات جديدة ضد الولايات
المتحدة وحلفائها من معاقل في باكستان‏.‏

كما أعلن أوباما
عن إرسال أربعة آلاف جندي إضافي لتدريب قوات الأمن الأفغانية‏,‏
بالإضافة إلي الجنود الـ‏17‏ ألفا الذين وعد بإرسالهم
كتعزيزات‏,‏ وسيرسل مئات المدنيين والاختصاصيين في مجال التنمية
إلي أفغانستان‏.‏

وأوضح المسئول‏,‏ أن تكاليف
العمليات العسكرية الأمريكية بأفغانستان يتوقع أن تزيد بنسبة‏60%‏
علي مستواها الحالي الذي يبلغ ملياري دولار شهريا‏,‏ كما تعتزم
واشنطن زيادة حجم الجيش الأفغاني من‏80‏ ألفا إلي‏134‏
ألف جندي‏,‏ والشرطة من‏78‏ ألفا إلي‏82‏ ألف
فرد‏.‏

ووعد أوباما بهزيمة الجماعات الإرهابية في
أفغانستان وباكستان محذرا من أن تلك المنطقة بالنسبة للشعب الأمريكي هي
أخطر منطقة في العالم‏.‏

وفي السياق نفسه حذر أوباما من
أنه لن يتغاضي عن فساد الحكومة الأفغانية وحث حلفاءه علي المزيد من الدعم
المدني لأفغانستان‏.‏

واقترح الرئيس الأمريكي أيضا أمس
تشكيل مجموعة اتصال جديدة حول أفغانستان وباكستان تضم دولا من المنطقة مثل
إيران والهند للقضاء علي تمرد حركة طالبان وتنظيم القاعدة‏.‏

وأوضح
أوباما‏,‏ إنه سيتم تشكيل مجموعة الاتصال تلك بالتعاون مع الأمم
المتحدة وتضم كل من يساهم في أمن المنطقة موضحا أنها يجب أن تضم حلفاء
الولايات المتحدة في حلف الأطلنطي وشركاء آخرين من دول آسيا الوسطي
والخليج وإيران وروسيا والهند والصين‏.‏

وعلي صعيد
العلاقات لالأمريكية الإيرانية‏,‏ تعهدت وزيرة الخارجية الأمريكية
هيلاري كلينتون بأن تستمر الولايات المتحدة في مد يدها إلي إيران بالرغم
من فتور الرد الإيراني علي رسالة التهنئة بعيد النيروز التي وجهها لها
الرئيس الأمريكي باراك أوباما‏,‏ عارضا فيها فتح صفحة جديدة بين
البلدين‏.‏

وأشارت كلينتون إلي أن كثيرا من الإيرانيين
أبدوا رد فعل إيجابي علي رسالة أوباما‏.‏ وكان رئيس مجلس الشوري
الإيراني علي لاريجاني قد اعتبر أمس الأول أن رسالة أوباما إلي المسئولين
الإيرانيين غير كافية ووصفها بأنها كلام معسول‏.‏ كما دعت وزيرة
الخارجية الأمريكية إيران إلي المساهمة بدور فعال في أفغانستان‏,‏
وقالت إن إيران بلد مجاور لأفغانستان‏,‏ ولديها دور للاضطلاع به
في المنطقة ونأمل في أن يكون ايجابيا‏.‏

ومن جهة
أخري‏,‏ أعلنت الخارجية الأمريكية أن كلينتون ليس لديها نية
لإجراء محادثات ثنائية مع مسئولين إيرانيين علي هامش المؤتمر الدولي حول
أفغانستان المقرر في لاهاي في‏31‏ مارس الجاري‏.‏

وفي
غضون ذلك‏,‏ حذر عدد من اعضاء الكونجرس الأمريكي الرئيس أوباما
أمس في رسالة وجهوها إليه من أن أي اتصال مع إيران لا يمكن أن يكون مفتوحا
في المدي الزمني وذلك نظرا للمخاوف المتعلقة بالبرنامج النووي
الإيراني‏.‏

وحث أعضاء الكونجرس علي بدء المحادثات مع
طهران في أسرع وقت ممكن مطالبين بأن تهدف أي محادثات الي دفع إيران لوقف
تخصيب اليورانيوم‏.‏

واكدوا ان العمل الامريكي بهذا الخصوص
لا يمكن تأجيله‏,‏ معتبرين ان الانتظار بعد الانتخابات الإيرانية
في يونيو المقبل سيعطي طهران‏6‏ أشهر اضافية من التخصيب والتخزين
دون أي عوائق‏.‏

ورحبت افغانستان وباكستان بالاستراتيجية الامريكية الجديدة مؤكدتين التعاون مع الولايات المتحدة لتطبيق تلك الاستراتيجية‏.‏

ومن
جانبها ابدت بريطانيا استعدادها لإرسال‏4‏ آلاف جندي لتعزيز
قواتها في افغانستان وفقا لما أعلنه امس الجنرال ريتشارد دانات قائد
القوات البريطانية‏.‏

وعلي صعيد آخر لقي‏70‏
باكستانيا مصرعهم في هجوم انتحاري استهدف مسجدا بمدينة جرمود في منطقة
خيبر شمال غرب باكستان‏.‏

وفي كابول اعلن بيان للجيش
الأمريكي ان جنديا افغانيا قتل امس جنديين تابعين للتحالف في
أفغانستان‏,‏ كما قتل‏18‏ من عناصر طالبان في معارك بجنوب
البلاد‏.‏