أعلن رئيس روسيا دميتري مدفيديف يوم 23 ابريل/نيسان الجاري في أعقاب
مباحثاته مع زميله رئيس ارمينيا سيرج ساركسيان ان توجه كل من ارمينيا
واذربيجان نحو ايجاد حل لنزاع قره باغ يبعث على التفاؤل وتجرى المناقشة في
الاتجاه الصحيح.
وقال
دميتري مدفيديف: " ان مناقشتنا تسير في الاتجاه الصحيح، وأكدت اتصالاتي
مع الرئيس الاذربيجاني ضمنا ان الجانبين جاهزان للسير في اتجاه بناء بغية
ايجاد حل لهذه المشكلة المعقدة، الامر الذي يبعث على التفاؤل".
وأضاف
الرئيس الروسي قائلا: " قد اتخذت في الاونة الاخيرة خطوات بسيطة وهامة في
آن واحد لتقريب موقفي الجانبين. واقصد بذلك قمة موسكو التي عقدت في 2
نوفمبر/تشرين الثاني الماضي حيث تم توقيع البيان المشترك".
وبحسب قول الرئيس الروسي قان هذا البيان يعد قاعدة متينة للتسوية.
ووافق الرئيس الارميني من جانبه على وجود امكانية للمضي قدما.
وقال
سيرج ساركسيان: " يسرني ان رئيس روسيا أكد موقفه من ان مسألة قره باغ لا
يمكن حلها الا على اساس مراعاة مبادئ القانون الدولي. واننا سنسعى الى
ذلك، الامر الذي يدل على وجود فرصة للمضي قدما في حل المسألة".
وأعاد الرئيس الارميني الى الاذهان موقف يريفان الذي يتلخص في أن مسألة الوضع القانوني لقره باغ تعد محورا للنزاع.
ومضى
سيرج ساركسيان قائلا: " يسعدني ان اسمع اقولا تشير الى مبادئ القانون
الدولي جميعها، وذلك في أعقاب الزيارة التي قام بها الرئيس الاذربيجاني
الى موسكو في الاسبوع الماضي. وبحسب قول الرئيس الارميني فان اذربيجان
كانت على مدى سنوات تصرعلى وحدة اراضيها وحل المشكلة بطريقة عسكرية.
ويرى دميتري مدفيديف ان لقاءاته مع كل من رئيسي ارمينيا واذربيجان تستعرض العزم البناء لدى الجانبين على ايجاد حل لقضية قره باغ.
هذا، وقد أعرب دميتري مدفيديف عن قناعته بامكان تخفيف تأثير الازمة على العلاقات الروسية الارمنية في المجال الاقتصادي.
وأوضح
الرئيس الروسي مجيبا عن سؤال وجهه اليه مراسل وكالة " ايتار – تاس"
الروسية اوضح قائلا: " لا شك ان الازمة قد أثرت سلبا على الجميع. الا ان
علاقاتنا بلغت مستوى الشراكة لدرجة ان الازمة ولو أثرت عليها فان هذا
التأثير لن يتعدى المستوى المقبول". ومضى الرئيس الروسي قائلا: " نظرا الى
قرابة وشراكة علاقاتنا، يمكننا ان نقدم على تخفيف تأثير عواقب الازمة في
مشاريع كبرى".
وأشار الرئيس ايضا الى ان السنوات الاخيرة شهدت
تقدما في التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين. وأضاف قائلا: " يتعين
علينا الاحتفاظ بكل ما هو مفيد في علاقاتنا الاقتصادية، وسنتخذ خطوات
لتطوير هذا الرصيد ليس في فترة تعقب الازمة، بل وفي الاشهر القادمة، حين
نضطر الى مواجهة عقبات اقتصادية. وأوضح مدفيديف قائلا:" سنطور المشاريع في
مجال الطاقة والبنية التحتية وغيرها من المجالات".
وأعلن سيرج
ساركسيان من جانبه ان بلاده تعول على ان حجم الاستثمارات الروسية في
ارمينيا سيبلغ خلال السنوات الثلاث او الاربع القادمة 5 ملايين دولار.
وأوضح الرئيس الارميني قائلا: " تزيد الاستثمارات الروسية حاليا عن 2.5
مليار دولار. ولكن مع الاخذ بعين الاعتبار مصالح الشركات الروسية في
ارمينيا، ولا سيما الخاصة بمشاريع مثل إنشاء محطة كهرذرية جديدة والتنقيب
عن اليورانيوم، يمكننا القول ان حجم الاستثمارات الروسية في ارمينيا خلال
السنوات الثلاث او الاربع القادمة قد يبلغ 5 مليارات دولار.
وأعاد
سيرج ساركسيان الى الاذهان ان 1250 شركة ذات رأسمال روسي تعمل حاليا في
ارمينيا. اما التبادل السلعي فبلغ مليارا واحدا و50 مليون دولار امريكي.